مواضيع اليوم

مرسي في الكلـــوب !

محمد شحاتة

2012-07-16 21:33:57

0

أيام زمان .. وفي الأفراح الشعبية وفي أفلام الأكشن الأبيض والأسود كانت المشاجرات والمعارك بين الفتوات بسبب الراقصات أو المنافسة على الزعامة تبدأ دوماً بتناول شخص ما – دائماً مجهول - الكرسي الخشبي – المقعد- الذي يجلس عليه وفي حركة خاطفة وماهرة يقذفه في – الكلوب- أي مشعل الإضاءة الذي يضيء الفرح فيظلم المكان ويسود الهرج والمرج وتبدأ المعركة ..
ومن هنا ثبت في الوجدان الشعبي مصطلح ( كرسي في الكلوب) للدلالة على ضربة البداية لمعركة خاطفة غير منظمة في قلب الظلام ..
ويبدو أنه وإحياء لعصر فتوات وحرافيش نجيب محفوظ في الحارة المصرية وزقاق المدق والتوت والنبوت فإن جماعة الأخوان المسلمين بقيادة المرشد العام ومن مقرها الرئيس بمنطقة المقطم المطلة من علٍ على الدويقة ومقابر الإمام و الأحياء الشعبية ، وبمناسبة إعتلاء رجل مكتب الإرشاد محمد مرسي عرش مصر فقد قررت "الجماعة" ضمن خطتها للسيطرة على كافة مفاصل الدولة المصرية وفي معاركها التي تخوضها "بضراوة وشراسة " ضد المجلس العسكري وضد القضاء وضد الإعلام وضد الأزهر وضد الكل كليلة ..

فقد قررت " الجماعة" إسناد دور الرجل الذي يمسك الكرسي "المقعد" ليضربه في "الكلوب" إلى رجلها الوفي الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية ..

وكان أول كرسي قذفه مرسي في كلوب التحرير حين "حرضوه" على أداء القسم الدستوري أمام جماهير الجماعة في المحتشدة في الميدان كبادرة على التصادم العاقب مع مؤسسات الدولة ..

ثم جاء الكرسي الثاني الذي قذفه مرسي كان في كلوب المحكمة الدستورية العليا  حين حاول الضغط لعدم إذاعة القسم الدستوري أمام جمعيتها العمومية على الهواء مما أحدث أزمة مكتومة كادت تتفجر لولا امتثاله لأداء القسم مذاعاً على الهواء .
ويبدو أن جماعة الأخوان المسلمين أرادت إضفاء بعض الإثارة و الأكشن في الفيلم الدائر بينها وبين مؤسسا الدولة .. ولضيق الوقت وسخونة الأحداث قررت "الجماعة" أن تستخدم " مرسي " نفسه لتضربه في "كلوب" مجلس الشعب الباطل.. وعملت وقتها خناقة حامية مع المجلس العسكري والمحكمة الدستورية العليا في وقت واحد محاولةً إعادته للوجود بالصخب وبالصراخ وبالضجيج..

إلا أن مسعاها بدا أنه سيخيب بوجود مؤشرات قوية لتأكيد المحكمة الدستورية على بطلان المجلس وعدم شرعيته وانعدام وجوده .. فبادرت " الجماعة " بضرب رأس "الكتاتني" في كلوب محكمة النقض لتتولى البت في صحة عضوية أعضاء المجلس "الموقر" الباطل دستورياً .. إلا أن محكمة النقض صفعت مجلس " الجماعة " بردها بعدم اختصاصها بالبت في شيء من اختصاص الدستورية العليا..

لم تيأس الجماعة وعادت من جديد ولكن هذه المرة أمسكت بمرسي نفسه  وقذفته في "كلوب " الجمعية التأسيسية لوضع الدستور المشوبة بذات العوار الذي شاب سابقتها المقضي ببطلانها والمنتظر أن تلحق الجمعية الثانية بالأولى وتلقى ذات مصيرها بسبب ذات "الغباء" وذات "الجشع " الذي اعترى الجماعة في "طريقة "اختيار أعضاء الجمعية بالمخالفة للقانون .. ولتتفادى الجماعة الحكم "المتوقع" ببطلان الجمعية التأسيسية الثانية فقد "سخرَّت" مرسي ليصدر قانوناً يحصن به الجمعية من البطلان المحقق و" يبعدها" عن يد القضاء الإداري وليدخلها في مسارات "مطولة" في دهاليز المحاكم لحين "إنتهاء" الجمعية من " المهمة" ووضوع دستور على مزاج "الجماعة" وطرحه للشعب بنظام "فراخ الجمعية" ودفع الناس "دفعاً" نحو التصويت بالموافقة عليه بطرق ووسائل تحترفها "الجماعة" جيداً ..
ولكن الذي غفلت عنه " الجماعة " أن استمرار استخدام "مرسي" كأداة  لضربه في "كلوبات" المؤسسات هو أمر يستهلك مرسي أولاً .. ويحرقه ثانياً.. حيث أصبح " مرسي" معروفاً في قراراته الفجائية التصادمية أنه يؤدي دور ضرب "الكلوب" وإحداث هرج لحين تمكين الجماعة من ضرب خصومها "في الضلمة" ..

وبما أنها صارت حركة مفقوسة بدأ الجميع يتنبهون لها و"يستعدون " و"يتعاملون" بمقتضى الحال .. و ستخرج "الجماعة" في نهاية المطاف من "الفرح" خالية الوفاض ، مضروبة علقة مووووووووووووت من أهل الفرح ...
                             والعاقبة عندكم في " الكلوبات "




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !