مواضيع اليوم

مرسى لن يكون إلا إخوانيا

أحمد قيقي

2012-07-20 15:37:39

0

أرى أن الذين  يطالبون  الرئيس  المصرى  محمد مرسى أن يقف  موقفا  وسطا  بين جميع  القوى  والتيارات  الفكرية والعقائدية  فى  مصر  إنما  يحملون  الرجل  فوق  مايطيق  .  المسألة  ليست  أن  الرجل  يتلقى التعليمات من  مكتب  الإرشاد  , ولكنه  يتلقاها  من  عقيدته  الإخوانية  ذات  المرجعية  الإسلامية المتشددة  ,  بل  والإقصائية  أيضا   ,  وسوف  أستدل  على ذلك  من  عدة  مواقف  أولها  الخطاب  الذى ألقاه  فور  فوزه  بالرئاسة  , والذى  لم  يشر  فيه  إلى  منافسه  أحمد شفيق  كما  يحدث  فى الديموقراطيات  الحقيقية   حيث  يهنئ  الخاسر  الفائز  وهو  ما فعله  أحمد  شفيق  بأريحية  وحيث  يعلن  الفائز  احترامه  للخاسر  وتمنياته  له  وهو  ما لم  يفعله  مرسى  ,  الموقف  الثانى  هو  موقفه  من  المحكمة  الدستورية  ومحاولة  القفز  على  أحكامها  بحل  مجلس  الشعب مع  إدراك  الجميع  أن  احترام  القضاء  هو  الركيزة الأولى  لبناء  المجتمع  ,  الموقف  الثالث  ما  ورد  فى خطابه  فى  حفل  تخريج  آخر  فوج  من  الكليات  العسكرية  حيث  حذر  منتقديه  بقوله - لا يغرنكم حلم الحليم -  وهو  مالم  يفعله  مبارك  ضد  الذين  هتفوا  بسقوطه  وهو فى أوج  قوته  ,  أو ضد  الصحفى  عبد  الحليم  قنديل  الذى كتب  مقالا  تحت  عنوان -أشعر  بالعار  لأنك  رئيس  مصر-  .  الموقف  الرابع  أن  الرئيس  ألقى  خطابا  ليلة أمس  بمناسبة  شهر رمضان  .   تحدث  فيه  حديثا  معادا  عن  ديوان  المظالم  وخطة المائة  يوم   وحبه  الفياض  للمصريين  ,  ولم  يتطرق  بكلمة تأبين  أو  استرحام  للواء  عمر  سليمان  مع  أنه  رسميا  نائب  سابق  لرئيس  الجمهورية   ولم  يثبت  القضاء  عليه أى  اتهام  ينال  من  اعتباره  ,  هذا  فضلا  عن دوره  فى صون  مصر  من  الإرهاب الذى ضرب  المنطقة   وحمايتها  من  أعمال  تجسس  متنوعة  , حتى  شهدت  له  إحدى  المنظمات  الدولية أنه ضمن  خمسة من أكفأ رجال المخابرات فى الشرق  الأوسط  متقدما فى  ذلك  على  مدير  الموساد  , لقد  كان  من  اللائق  وطنيا  ودينيا  أن  يتحدث  الرئيس  عن  الراحل  الكبير  ,  وإن  لم  يكن  فليصمت  ,   .  ولقد هممت  بأن   يكون  عنوا ن الموضوع  - الرئيس  العاشق  للميكروفون  -   معددا  المناسبات  التى  أمسك  فيها بهذا الجهاز  خطيبا  مرتجلا  ,  فلم  تعرف  مصر  رئيسا  خطب  فى أربع حفلات  متوالية لتخرج  دفعات  الكليات  العسكرية  , ولا رئيسا  استقبل  رمضان  بخطبة طويلة  لا جديد  فيها  ,  ولا  رئيسا  خطب  بعد  صلاة  الجمعة  كما  حدث  اليوم  باستثناء  خطاب  عبد  الناصر  فى الأزهر  أثناء  العدوان  الثلاثى  على مصر ,  ناهيك  عن  خطبه  فى  ميدان  التحرير  ثم  فى  المحكمة  الدستورية  ثم  فى جامعة  القاهرة لثالث مرة  فى  نفس  اليوم  .   بقى  أن  أقول  إن  الخطب  لن  تحل  مشاكل  مصر  المتفاقمة  ,  وأنه  إذا كان الهوى للميكروفون  غلابا  فهناك  أمورتفرضها الظروف لا  يصح  إغفالها  ويجب  أن  تقال ,  كما  أن  هناك  أمورا  يجب  الاحتياط  فى ذكرها    -  وكل  عام  ومصر  أفضل  حالا  وأقرب  إلى التقدم  والتحضر  , ولكل  الصائمين  تهنئتى  بالشهر  الكريم  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !