مواضيع اليوم

مرسى السجين ومبارك الطليق !

أحمد قيقي

2013-04-15 19:37:58

0

حياة غريبة  بمفارقاتها التى يعيشها البشر , ويتبادلون فيها مواقع التاثير والتأثر , وتتقاذفهم عوامل السعاد ة  أو أسباب الشقاء .        دارت هذه المعانى بخاطرى وأنا أشاهد ابتسامة الرئيس مبارك العريضة المتفائلة رغم أنه بين القضبان  وتحت محاكمات وقضايا متعددة ,  بحيث أصبح أى حكم بالإدانة  لم يعد يهم الرجل  , حتى السجن لن يتأذى منه كثيرا  , ذلك لأنه عاش ليشهد اللحظة التى كان يأملها , وربما التى خطط لها طيلة أيام حكمه  : لحظة ندم شعب كامل إلا استثناءات قليلة على الثورة ضده  , والشوق  إلى أيام حكمه  حتى بتجاوزاته , و هناك شعور جارف  بأن الرجل رغم الفساد الذى انتشر فى عهده إلا أنه كان رئيس دولة لا رئيس جماعة ,  وأن يد الامن الغليظة رغم قسوتها , كانت تشعر الجموع بالأمان على ممتلكاتهم وأعراضهم .     ,   وبصرف النظر عن كل ذلك  فقد طرح فكرى سؤالا مهما هو :  أى الرجلين أهدأ بالا وأسعد روحا الآن  : مبارك أم مرسى ؟ .  هنا أستطيع أن أجيب بكل ثقة  أن مبارك  هو  الأكثر حرية رغم  قضبان سجنه , والاكثر استمتاعا  بأمن النفس وراحة البال من مرسى , هذا الرجل المسكين يعيش فى سجن كبير صلد الحوائط  خانق الهواء , أمامه قرارات صعبة يجب أن يتخذها , وقرارات أخرى اتخذها ويجب أن يلغيها , وما بين هذه وتلك فان القرار ليس فى يده ولكنه فى يد جماعته التى تختلف رؤاها وتوجهاتها حسب اختلاف الفتاوى , وتفسيرات النصوص . وكثيرا ما أشارت الجماعة بقرارات ارتجالية كارثية تحمل مرسى وحده المسؤولية عنها أمام الشعب وأمام العالم , ولا تزال أمام الرجل معضلات خطيرة  من الإنفلان الأمنى , وارتفاع الأسعار , وتضاؤل النقد الأجنبى , ورفض الشعب المصرى لسياسة الأخونة , وتصديه لها , والعين الحمراء التى أظهرها قادة الجيش والتى أوضحت أنه لن يقبل بأن يعبث التيار الدينى بالقضية الوطنية  .   هذه التحديات الجسام تعنى  ببساطة أن مبارك فى سجنه أكثر حرية   وأمنا  من مرسى  وسط حراسه أو بين أحضان جماعته .  وسبحان مبدل الأحوال ! 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !