مرجع عراقي يخرج عن المألوف الشيعي ويبارك ثورة سوريا بالقول والفعل
حازم العاني
موقف صارم سيخطه التاريخ بأسطر من ذهب وقلما نجد مواقف الرجال الاحرار وربما في مقالتي هذه يتهمني البعض باني اصبحت شيعي الهوى ولكن لابد من كلمة حق تقال ، فموقف رجل الدين السيد الصرخي تجاه الثورة السورية المباركة موقف اسلامي رصين ، وموقف انساني مرهف ، وموقف تاريخي واخلاقي لا يمكن ان ينسى ، بينما الاخرون لاذوا بالسكوت ولا اعلم ماذا يفسر السكوت هو ديدنهم المعهود كما فعلوه في الوهلة الاولى بيوم 25 شباط في العراق فالكل فتح فاه ليحرم ويحذر وينهى عن الالتحاق بالمظاهرات التي تريد ان تطالب بتغيير النظام الفاسد في العراق ، بينما الثورة السورية التي تريد تغيير نظام ظالم وطاغي ومستبد لاقت السكوت والتقهقر بل الكثير ايد النظام السوري السفاح واعتبر الثورة عبارة عن غوغاء وهرج لابد من حلحلة الامور .
بينما نجد موقف الصرخي موقف رصين خرج عن المألوف الشيعي المسيس ، لأنه آمن بضرورة اتخاذ الموقف حتى يبين للناس والعالم اجمع ان هناك موقف شيعي مغاير وان هناك ايديولوجيا مغايرة على ما اتفقت عليه المؤسسات الشيعية بكل صنوفها حتى قنواتها .
ان بيان (الموت ولا المذلة .. هيهات منا الذلة) جاء كبلسم لجروح الشعب السوري المظلوم وجاء كماء روّى ظمأ السوريين وجاء بيان 81 ليوضح حقيقة ان الاتفاق ما عدا الصرخي انما بُني على اساس طائفي مزيف حيث دأبت المؤسسات الدينية على تغرير الناس بان نظام الاسد يمثل اتجاه المذهب الشيعي في سوريا وزادوا طينة الطائفية بلة عندما روجوا ان مرقد السيد زينب بنت علي رضي الله عنهما في دمشق معرض للهدم فحشدوا الاذهان البسيطة واشعلوا نزعة الخناق الطائفي ، بينما الواقع السوري خلاف ذلك كما اكده الصرخي، حيث ان ثورة سوريا هي ثورة مظلوم على ظالم ثورة شعب جائع على نظام فاشي مستبد بمقدوره حرق كل شيء من اجل البقاء في نظام زائل لا محالة ، والدليل ان 18 شهرا نضال ودفاع وثورة وانتفاضة يلازمها اجرام وطغيان وارهاب وسفك للدماء وانتهاك للأعراض والمقدسات .
ان الاتفاق الهلال الشيعي على دعم النظام السوري الدموي واقعا خلاف مبادئ المذهب الشيعي كما يروجون انه المذهب الذي لا يرضى بالظلم والفساد ، فهل من المعقول ان توالي ظالما يشهر سيفه ويطعن ويقتل به الابرياء من النساء والرجال والشيوخ والاطفال ؟ وهل من المعقول ان يخرجوا عن سنة امير المؤمنين علي بن ابي طالب التي هي للمظلوم عونا وللظالم خصما ؟ ولكن سبحان الله صاروا للظالم عونا وللمظلوم خصما وغدرا حتى اغلقوا الحدود على اللاجئين العزل من حكومة ايدتها المرجعيات الدينية .
ان الشعب السوري ممنون ولا يمكنه ان ينسى موقف الصرخي تجاه انتفاضتهم المعطاء لا سيما وانهم جسدوا ولائهم للثورة السورية حتى في مظاهراتهم الاسبوعية ضد الحكومة الفاسدة التي لابد ان نقف معها نحن كشعب عراقي يريد التحرر من قبضة الفاسدين ولذا اهيب بالمحافظات التي خلت من مكاتب الصرخي الى مؤازرة هذه المظاهرات المطالبة بحقوق مشروعة سواء في الداخل او الخارج كما هو الحال مع اخوتنا السوريين .
26 – 9 - 2012
التعليقات (0)