مواضيع اليوم

محمود عامر.. ويا فتوى مين يشتريك

مالك الحزين

2010-12-28 23:17:10

0

يوميات مواطن عادي (162) .. محمود عامر.. ويا فتوى مين يشتريك

بقلم أ/ صلاح إبراهيم..

   

                   الشيخ صلاح إبراهيم                                                      الدكتور محمد البرادعي                                                              الشيخ محمود عامر

تجمع رجال الصحافة والإعلام حول منزل الشيخ.. وتسابق الجميع في الحصول علي تصريح صحفي أو حوار.

ولكن كان للشيخ زوار متنكرون من جميع مخابرات العالم.. للحصول على النص الأصلي للفتوى الخطيرة.. والتي قيل أنها مكتوبة بريشة منزوعة من "هدهد يتيم" غمست في "الحبر الزفر" علي جلد "ماعز جبلي صام شهرا ً كاملا ً عن الطعام".

وقيل أيضا ً.. والعاقبة علي الراوي أن بقية الحبر والريشة المستخدمة في الكتابة مع مخطوط الفتوى تم حفظهم في "خزانة أثرية محكمة".. محروسة طوال "الأربع والعشرين ساعة" بواسطة جنود أشداء من "الجن الأحمر الشرس".

قلت لنفسي نحن إخوة في الإسلام.. ولن يمتنع الشيخ من إطلاعي علي الوثيقة الخطيرة إذا ما اطمأن إليَّ.

لذا قررت مراسلة الشيخ عن طريق "الحمام الزاجل".. حيث أني أعلم أن الشيخ يحرم الوسائل البريدية الحديثة.. لأنها من البدع والضلالات المهلكة.

وكان علي أن أعد العدة وابتعد عن المحظورات كركوب السيارات والقطارات.. والدراجات بأنواعها الهوائية والنارية.

فكرت أن استعير حمارا ً.. ولكن من يعيرني حماره لهذا المشوار الطويل؟!!!

إذن عليَّ أن أشتري "حمارا ً وبعيرا ً".. وأن أجهز "الزاد والزواد".. و"دليل الرحلة".. و"أيمم شطر العتبات السنية للشيخ الجليل الذي غير مسار القرن".

لم استحسن فكرة حمل "المحش" أي المنجل معي.. لأنه لن يغني عني شيئا ً في الطرق الموحشة والليالي المظلمة.. أو في تنفيذ مهمة قتل الدكتور البرادعي.. أو علي الأقل تفزيعه حتى يلوذ بالفرار من مصر.. ويترك الجمل بما حمل.

وكان من حسن الحظ أن وجدت سيفا ًَ صدئا ً عند بائع الروبابيكيا.

كما صنعت "رمحا ً بدائيا ً" من الغاب.. و"قوسا ً" من الخشب المرن.. و"أمعاء الماعز ومعه مجموعة من السهام" من الغاب المنزوع من شط المصرف المجاور لحقلي.

كما حملت كما ً كبيرا ً من الهدايا الفاخرة كالعطور والتوابل الموجودة في البيئة المحلية كـ "الفلفل البلدي.. والفلفل الرومي .. والفلفل الحار .. والشبت والبقدونس والحلبة والزعتر والنعناع".

كما حملت معي قدرا ً كبيرا ً من "الكشك والبتاو والجبن القديم والمش البلدي .. وقفص طماطم وقفص برتقال وصرة ضخمة من العملات الحديدية المنتشرة هذه الأيام".

كنت في انتظار إشارة البدء بعودة الحمام رسول السلام بيني وبين الشيخ.

طال انتظاري ولم يعد الحمام.. ولا أدري: هل أصابه الصيادون بفتوى أو بدون؟!!!

خرجت القافلة بعد غروب الشمس تتلمس طريقها عبر الصحراء إلي المقر الشتوي للشيخ.

هلك أول حمار من الجوع.. فقد انتهي كل البرسيم المزروع في الأرض لقرب السدة الشتوية.. وندرة ما يأكله في الطريق.. وكان عليَّ أن أستعوض الله فيه.. وأصبر حتى أجد حمارا ً آخرا ً أشتريه.

حيث أن ركوب الإبل يصيبني بالدوار.. ولم تبق هناك صحة كافية للمشي كل هذه المسافة الشاسعة.

وهبني كنت قادرا ً علي السير فمن أين لي بالأحذية التي تكفي الطريق.. وكل ما هو موجود منها بالسوق مغشوش ومضروب وغالي الثمن؟!!!

كان على الانتظار أو إلغاء الرحلة والاتجاه غربا ً.. حيث العمران واستعمال المواصلات العادية.. "حيث أني لا أوافق علي تحريم ما حرمه الشيخ".

ولكني أطعت فتواه حتى أحصل علي رضاه وأستطيع الاطلاع علي النص الأصلي للفتوى الخاصة بقتل الدكتور البرادعى.

ولكني بعد كل هذه النفقات وضياع الوقت رأيت ضرورة إكمال المشوار.. ويسر الله ببعض الأعراب الذين أهدوني جحشا ً قويا ً.

وعليه أطلقت النفير الذي صنعته من قرن الخروف "بحبح".. حتى لا أستعمل شيئا ً كان لا يستعمل في عصر السلف.. كما يري سيدي الشيخ الجليل.

تحركت القافلة وكنت أستعين بالشمس نهارا ً والنجم القطبي ليلاً .. فقد أضناني البحث عن "أسطرلاب" قديم يعينني علي تحديد الاتجاه.. فلم أجد.

كنت أوقد الشموع المصنوعة من "لية الغنم" ليلا ً.. وخشيت أن تنفذ فلا أجد ما أهديه للشيخ .. وقد علمت أنه "يحيا حياة أولي العزم من أهل الزهد والتقشف".

ولكني وقعت في مشكلة لم أحسب لها حسابا ً.. فقد نفذ الماء وكنت نسيت قيمة الماء بعد أن "خرجت من الجيش".. وبعد أن "انتهي نداء السجون لنا ولأمثالنا".

وبعد أن عشت حياة فيها الماء بلا حساب .. يغسل الناس به سياراتهم ويرشون به الشوارع.. ويلقون فيه جثث الحيوانات.. ويزرعون بالغمر.

ويخرج الساسة ليطمئنوهم بأن كل شيء تمام.. وحصتنا من الماء مثل عظماء القوم خط أحمر "مزهزة".. وعلي كل واحد أن يتصرف حسبما تعود.

كان الباقي من الماء لا يكفيني أنا والدليل والجحش.. لذا غلبت علي الأنانية وشربت أنا والدليل.. وتركت الجحش لمصيره المحتوم.

وصارت الرحلة كلها رهن الظروف.

أنخت البعير .. وانتظرت فرج الله.. وكانت كل الظروف في صالحي.. والحمد لله.

كانت بعثة خاصة من أمهر العلماء الأجانب تشق الطريق متوجهة إلي ليبيا بعد حصولها علي النسخة الأصلية للفتوى الرهيبة.

علمت منهم أنهم من علماء الآثار والجيولوجيا والأحياء الطبيعية.. وأنهم علموا بأن هناك من نجح في تمثيل القرن السادس الميلادي بصورة طبق الأصل.. فحضروا وعلموا بالفتوى.. فقرروا الحصول عليها وتهريبها إلي ليبيا.. ومنها إلي إيطاليا.. حيث تحفظ في متحف خاص بجانب الديناصورات وجماجم أحياء ما قبل التاريخ .. فقد تخيلوا أن "الشيخ ركب آلة الزمن".

وتقديرا ً للمتاعب التي صادفتني في رحلتي وبعد سماحي لهم بتصوير القافلة وأخذ الجحش الفقيد.. والتصريح لهم برواية القصة قرروا تزويدي بصورة ضوئية من الفتوى.. وتوصيلي إلي مشارف ديروط.. وذلك بعد أن عرفتهم أن أقصر طريق صحراوي إلي الوادي الجديد هو من صحراء ديروط الغربية.

ومن الوادي الجديد يتزودون في رحلتهم إلي ليبيا.. ويصلون في سلام إن شاء الله.. ولا أكتب القصة إلا بعد وصولهم.

وعندما وصلت مشارف ديروط.. قمت بإهدائهم جميع ما كنت أحمله للشيخ من نباتات طبية وشحوم حيوانية وشحوم نباتية.. وعطور وتوابل محلية وبعير الرحلة.. ففرحوا بذلك فرحا ً شديدا ً ووعدوني بإرسال شهادة دكتوراة لي.

فطلبت أن يحصل جميع من يعمل بالموقع علي دكتوراة.. ولو مضروبة نظام "القمني".

واشترطت أن تحصل "هبة ومنة الله وصفوت سعودي وبخيت خليفة وحمدي أبو حبيبة" علي شهادات دكتوراة من القطع الكبير.. حيث أنهم يشجعوني كثيرا ً..ويعلقون على مقالاتي تعليقات تسعدني.. فوعدوني خيرا ً.

بقي أن أوافيكم بالنص الأصلي للفتوى:-

اقتلوا البرادعى.. أو اطرحوه أرضا ً .

اقتلوا البرادعى.. حيث ثقفتموه .

اقتلوا هذا الرجل الخطير.. قبل أن تستفحل الفتنة وتكثر الأشياع والأتباع .

اقتلوه ولو انقرضت صناعة البرادع تماما ً.. وركبتم الدواب بغير سروج .

اقتلوا هذا البادع المبتدع البدعي.. صاحب البدع.

اقتلوا هذا الرجل.. فقد خرج علي الحاكم وشق الصف وفرق الجماعة .. ولمن قتله وجاء برأسه حمل بعير.

اقتلوا البرادعي.. فإن في قتله رخصا ً لأسعار السلع.. وزيادة في المرتبات.. وحلا ً لمشكلة الإسكان.. ووقفا ً لطوابير البطالة والعنوسة.

اقتلوا البرادعي.. فإن في قتله نشرا ً للحرية ومنعا ً لتزوير الانتخابات.. ولكي يعيش الشعب المصري في "سبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات".

اقتلوا البرادعي.. كي تحل مشكلة فلسطين المستعصية وتهزم إسرائيل وتتحرر القدس.. فهو العقبة الكؤود التي تحول بيننا وبين ذلك.

اقتلوا البرادعي.. فهو سبب كل المصائب من زيادة سعر اللحم والأرز والسكر والزيت والفراخ.. وحتى الفول غلا سعره بسببه.

اقتلوه لتحل كل مشاكلنا المستعصية.. وتنتهي الرشوة إلى الأبد ويتوقف الفساد تماما ً.. ويزداد ميزان المدفوعات.. ويزيد التصدير ويقل الاستيراد وتتوقف الفوضى في التعليم وتتحسن الأخلاق.

ولمن حمل لنا رأسه علي "ذؤابة سيف" أو "سن رمح" صرة من الذهب الأبريز.. وعلى القاتل أن يوجهه إلي القبلة قدر الإمكان قبل الذبح.. وعليه أن يحد شفرته ويرح ذبيحته.

لا يفوتكم الرجل ولا تأخذكم به شفقة ولا رحمة.

فإذا انتهيتم منه.. فعليكم بأتباعه من رواد "الفساء بوك".. فهم كحامل "قربة الفساء" القرب منه ينقض الوضوء.

ثم اجمعوا كل البرادع في صعيد واحد وأحرقوها جميعا ً .

فإذا فعلتم ذلك.. فسوف تعود الصفوف إلي الالتئام.. وتجتمع الأمة علي حاكم واحد لا ينازعه إلا هالك.

هذا بيان للناس.. وعلي كل من يقرأ هذه الفتوى فعليه أن يحاول بكل جهده أن ينفذها.. فإذ لم يفعل ذلك فهو من الذين لا يغزون ولا يفكرون في الغزو.

وكل من قرأ هذا البيان وسخر منه سيموت ميتة جاهلية.. وموعدنا معه علي "شفير قبره قريبا ً إن شاء الله".

 

انتهي البيان وكل واحدة تأخذ عيالها وتروح

الاثنين الموافق

12-1-1432هـ

27-12-2010م

في الحقيقة لم أجد ما أرد به على تلك الفتوى سوى تلك المقالة الماتعة التي أتحفنا بها الأستاذ إبراهيم صلاح على موقع الجماعة الإسلامية، والتي تنم عن إعادة فهم الجماعة لفقه الواقع الذي غاب عنها طويلا، والذي كنت أتمنى أن يكون ذلك نابعا من جماعة أنصار السنة التي نشرت مقالا يبيح دم رجل مسلم لم يَدْعُ إلى بدعة أو ضلالة، بل فقط طالب برجوع الحق إلى أهله، بدلا من الادعاء الباطل بالمساواة في الحقوق وقيام نظام جمهوري سليم، وإلا فلنقل: أهلا بالملكية مرة أخرى، ودعنا من الجعجعة الفارغة باسم الديمقراطية والليبرالية وتلك الشعارات الجوفاء.


 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !