محمد علي الحاج بانافع
الأخلاق والمبادئ والقيم تلعب دورا كبيرا في حياة الأمة
الأخلاق الفاضلة من مواريث الإنسان الصالح ، وبناء الأخلاق شيء صعب في زمننا الحاضر الكل صار يلهث وراء المادة والمصالح الخاصة ، البعض ماتت ضمائرهم وفقدوا وعيهم وأخلاقهم وساروا مع أعوان الشيطان يناصرون الحكام0
هذه المقدمة ما هي إلا تبيان لأسباب ما تعانيه الأمة بصفة عامة وبلادنا بصفة خاصة نتيجة سياسات هوجاء لقيادات عمياء خلفت لشعوبها الفقر والمرض والهموم والكروب والفوضى وكل أنواع المعاناة التي يصعب حصرها ..
هذا الموضوع له وجهين .. وجه ليس له دخل بالسياسة والوجه الآخر نابع من عمق السياسة 0
الوجه الأول عن شخصية تساهم في أعمال البر والإحسان ليس لها أي صلة بالسياسة .. والوجه الآخر هم الفقراء الذين يعانون الفقر والأمراض والمعاناة لكافة متطلبات الحياة ـ الطبقات الفقيرة تتكاثر.. ليس في بلد واحد وإنما في معظم بلاد المسلمين في نتيجة فساد الحكام 0
هذا الموضوع عن شخصية تساعد وتساهم في مساعدة المحتاجين لها دور فعال في أعمال البر والإحسان ومساعدة المحتاجين 0
أصبحت الأسر الفقيرة المحتاجة أكثر مما يتصوره العقل وتتزايد أعدادهم يوما بعد يوم .. وهذا الفقر المدقع والمستشري في كل بلد له علاقة وطيدة بالسياسة لان ما يعانيه الشعب من فقر وأمراض ومعاناة ما هو إلا ناتج عن حكم رديء وسياسة فاشلة ومسئولين فاسدين .. شعب يموت جوعا ومرضا وآخرون يعانون من التخمة والشبع .. أسر لا تجد ما تشتري به خبزا وآخرون لديهم من الأموال بلا عدد وفي كل بنك لهم رصيد0
ترى المواطنين في الشوارع والأسواق وقد أصابهم الهُزال والضعف من سوء التغذية والأمراض والهموم والكروب بينما ترى كبار المسئولين والمتنفذين سمان مثل عجول مزارع التسمين 0
السباقون للخير رجال البر والإحسان
رجال هامات وقامات لا يجيدون السباحة في السياسة ولا يحبون خوض غمارها لأن نفوسهم المشرئبة بالإيمان والباحثة عن صنائع أفعال الخير.. رجال عظماء يتسابقون ويتنافسون على أفعال الخير ومساعدة المحتاجين في كل متطلبات الحياة وأجمل من ذلك أنهم يعملون في السر بينهم وبين خالقهم ومقصدهم فقط طلب الأجر من ربهم 0 بلادنا مملوءة بمثل هذه النماذج الخيرة من أهل البر والإحسان من يقدمون المساعدات للمحتاجين بصمت وسرية 0 هؤلاء هم من خيار الأمة أياديهم بيضاء وضمائرهم نقية لديهم براءة ومناعة من سفك الدماء التي تعتبر من كبائر الذنوب . اشتغلوا بالتجارة تجارة يكسبون منها وتجارة يتقربون بها إلى ربهم 0
هؤلاء وأمثالهم النماذج الخيرة المعطاءة هم من يستحقون الكتابة عنهم فهم قدوة في العطاء جسدوا معاني الترابط والوفاء والتآخي والتراحم وهم بحمد الله متواجدين في كل المجتمعات العربية والإسلامية 0
يعيش بيننا رجال من هذا الطراز الرفيع والسلوك المتفرد الذي يجعل للحياة معنى ومغزى وللوجود غاياته السامية ومن بين هذه الصفوة يبرز اسم محمد علي الحاج0
محمد علي الحاج بانافع نموذج إنساني من تلك الشخصيات السباقة في أعمال البر والخير الذين يستشعرون بهموم الناس ومعاناتهم في زمن اشتدت المعاناة وتأزمت أمورهم وظروفهم .. محمد علي الحاج من أسرة كريمة ..فوالده المرحوم الحاج علي بن صالح الحاج شخصية نموذجية في الأخلاق العالية الرفيعة هذا الرجل لا يقابله صغير أو كبير إلا وابتسم في وجهة فالابتسامة والبشاشة لا تفارق محياه أبناءة استمدوا منه تلك الصفات الطيبة .. لأن الأخلاق والمبادئ والقيم لا تشترى وتباع في أسواق النخاسة بالمال وإنما ترسخ جذورها في النفوس بعمق الإيمان وصدق الإخلاص والانتماء والتوارث والتربية التي تربوا عليها .. ومن هنا نجد أبناءة وأحفاده توارثوا منه تلك الصفات الحميدة ـ
ما أجمل وفاء الإنسان لأخيه الإنسان وأنا اكتب هذه السطور عن هذه الشخصية العولقية برغم إننا لم نتقابل إلا في فترات قليلة معدودة لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة في مناسبات عزاء فقط ولكن أعماله البيضاء في مساعدة أهل قريته هي التي أوجبت وألزمتني ان اكتب هذه السطور بعد ان علمت بأنه تبرع بأرض زراعية لتكون مقبرة وهي بجانب المقبرة القديمة الصغيرة وقد أصبحت البلاد في أمس الحاجة إلى مقبرة أكبر وأوسع . كما عمل وساهم مساهمه فعاله في مشروع للمياه وله من أعمال البر والإحسان يدا بيضاء في مساعدات المحتاجين وقد عرفت منها كثير، ولعله لا يريد ذكر شي منها وأستميحه عذراً فيما ذكرته . وما كتبته اعتبره واجبا لأنه من واجب كل حامل قلم أن يكتب عن أي شخصية تساهم في مجتمعها كنوع من الإشادة بهم وقدوة لغيرهم ـ وأنا سبق وكتبت عن شخصيات كثيرة وبعضهم لم التقي بهم قط وإنما مآثرهم معروفه وظاهرة .. ومن هؤلاء كتبت عن شخصية احترمها واعتز بمعرفتها وهو الشيخ احمد بن علي بن صالح الفقيه بانافع وسوف أواصل الكتابة عن أي شخصية لها دور فعال في محيطها ومجتمعها ووطنها وأمتها 0
التعليقات (0)