محمد عابد الجابري في ذمة الله.

                           محمد عابد الجابري في ذمة الله.
     عن عمر يناهز 75 سنة فارق الحياة يوم الاثنين 3 ماي 2010 بالدار البيضاء الأستاذ محمد عابد الجابري الذي يعد أحد أقطاب الفلسفة الاسلامية الحديثة. ويحق لنا  في المغرب أن  نعتز بمثل هذا المفكر الفذ. فقد كان الفقيد ملما الى حد بعيد بتفاصيل العقل العربي الموغل في العرفان والمفتقد لشروط العقلانية، لذلك اتخذ من دراسة التراث و خلخلته سبيلا الى فهم الاشكاليات العميقة لهذا العقل. وكان من الطبيعي جدا أن يخلق من حوله جوا من العدائية ( الفكرية على الأقل ) من طرف كل الذين ينطلقون من مرجعيات لا تناسب قراءة الجابري. لقد كان محمد عابد الجابري منارة فكرية رائدة، حيث شرب من نخب الفكر الرشدي حد الثمالة، فكان صاحب رأي رزين وموقف سياسي ناضج، وتميز بجرأة منقطعة النظير في تناول مواضيع مازالت تصنف في خانة الطابوهات في العالم الاسلامي. وحاول الترسيخ لثقافة تتأسس على أدب الحوار والنقاش الهادئ. وبرحيل هذه القامة الفكرية العالية، تكون الفلسفة الاسلامية على وجه الخصوص قد فقدت نقطة ضوء كانت ساطعة في سماء الفكر والثقافة. ولا يبدو أن اسم الجابري سينسى بسهولة... وعلى الرغم من بعض المواقف التي عبر عنها الراحل بخصوص مواضيع مختلفة يمكن الاختلاف معه بشأنها، الا أنني لا أملك الا أن أقف باحترام شديد أمام رجل كرس حياته للكلمة والقلم. وعزاؤنا في موت الجابري واحد. فصبرا جميلا لنا جميعا ولأهله بالخصوص. وانا لله وانا اليه راجعون.
                          محمد مغوتي.03/05/2010.