متى يكف الرئيس العَيّاط عن البكاء ؟

يبدو أن الرئيس مرسى له من اسمه نصيب  , فاسمه بالكامل -محمد مرسى العَيّاط -  ,  والذين يعرفون اللهجة المصرية  يعلمون  أنها تستخدم العِياط بمعنى البكاء   , إذن العيّاط صيغة مبالغة من العِياط بمعنى كثير البكاء  !  وأنا لم أسمع عن رئيس مصرى أو أى رئيس على مستوى العالم  أنه يبكى كما يبكى الرئيس  مرسى   .  كانت المرة الأولى فى أول صلاة جمعة له  بعد فوزه بمنصب الرئاسة , حيث نشرت الصحف فى اليوم التالى أن خطيب الجمعة  الدكتور عبد العزيز القوصى  وزير الأوقاف قد أبكى الرئيس مرسى  بسبب تأثره  بخطبة  هذا الوزير  العالم المعتدل و الذى تم استبعاده  بعد ذلك فى الوزارة الجديدة لأنه لم يكن محسوبا على الإخوان ولا منتميا لفكرهم    .,  المرة الثانية من حوالى أسبوع حين نشرت صحيفة النبأ تصريحا منسوبا للسيدة حرم الرئيس  ذكرت فيه -أن الرئيس يبكى ليلا  حتى تبتل وسادته خوفا من أن يكون قد ارتكب من المظالم ما يغضب ربه  -  المرة  الثالثة  ما نشر بجريدة الأهرام بتاريخ 29 ديسمبر الحالى بالصفحة الثالثة  تحت عنوان بارز يحتل ثلث الصفحة ونصه : - مرسى يبكى خلال خطبة الجمعة متأثرا بالقرآن الكريم  .     ,  هذا  هو كل  ما  قرأته أنا  عن عِياط الرئيس , وبالطبع  قد تكون هناك  بكائيات  أخرى للرئيس العياط  فاتنى الاطلاع عليها   .    هنا لا بد من طرح العديد من التساؤلات  .  لماذا يعيط الرئيس  مرسى وتتعمد  الصحافة نشر أخبار عِياطه على المصريين والعالم ؟  هل يريد بذلك وتريد أجهزة إعلامه الإخوانية أن تبرز ما يتصف به الرئيس من صفات التقوى والورع الذى يدفعه دائما إلى البكاء ؟    . أعتقد   أن هذا نوع من الهلاوس السياسية وافتقار الحكمة سواء لدى من يبكى أو من ينشر أنباء هذا البكاء  . فإذا كان رئيسنا التقى الورع يشعر بثقل المسئولية التى تقض مضجعه , وتؤرق ضميره فليتركها , فمصر ليست خالية من الكفاءات ومن الرجال القادرين على تحمل المسؤولية دون بكاء    , وإذا كان تأثرالرئيس بالغا لدرجة لا بد أن  تدفعه إلى البكاء  فمن الممكن لأى إنسان أن تخضل عيناه بالدموع دون أن يلاحظ ذلك أى من المجاورين له  , اللهم إلا إذا كان الهدف هو حملة إعلامية بكائية تفضحنا أمام العالم , ولا  تسهم فى حل معضلات الوطن  , ولا فى التصدى لمشاكله المتفاقمة ,  .  وأقول للرئيس  -  ياسيدى إن الخوف من الله والورع لا يلزمه بكاء يخرج فى مانشتات الصحف  ,  الخوف من الله يتمثل فى أن تسمع نبض شعبك , وتقاوم أسباب فرقته , وتبعد نفسك عن الذين يفتون لك الفتاوى التى تختزل الإسلام فى رؤى جماعتك وتفسيراتها , وتختزل تاريخ مصر  وتراثها فى فكر السلف والإخوان  .  اكرر أرجوك يا سيادة الرئيس  أن تكف عن العِياط  وإن كان ذلك فوق طاقتك فليكن فى الخفاء بعيدا عن أعين هذا النوع من الصحافة المتهافتة الباحثة عن الأخبارالرخيصة