مواضيع اليوم

ما فعله ثوار ليبيا فعله الثوار الأوروبيين من قبل

دانيا الديب

2011-10-22 23:50:43

0

 

هناك انقسام كبير في الآراء ليس فقط في العالم العربي بل على مستوى العالم فيما يتعلق بتنفيذ حكم العدالة ميدانيا بحق الطاغية القذافي وابنه المعتصم الذي كان يقود فرق الموت والإغتصابات في المدن الليبية الثائرة.

 
جثة القذافي إلى جانب جثة ابنه المعتصم

 

 

 

 

 

 

 

 

هل ما قام به ثوار ليبيا الأشاوس يناقض مبادئ العدالة الدولية والقيم الإنسانية المعاصرة؟ من وجهة نظر واقعية و عقلانية بعيدة عن المثالية والنفاق والسوريالية نستنتج أن ما حدث للديكتاتور الديماغوجي هو فعلا معادلة أخلاقية بسيطة يراد تعقيدها فقط للتشويش على إنجازات الثوار الليبيين وغيرهم من الثوار العرب الذين يطالبون بحقوقهم الأساسية في الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والإستمتاع بثرواتهم الوافرة التي سلبها منهم طغاة مجرمين سفلة لا يفهمون سوى لغة القتل والبطش والإرهاب السياسي والعقائدي الخسيس.
 


 

بالعودة إلى التاريخ الإنساني المعاصر، الطغاة المجرمين أمثال هتلر وموسوليني الذي تفنن الإيطاليون بتعذيبة وتعذيب عشيقته قبل تعليق جثثهم رأسا على عقب في ساحة Piazzale Loreto في ميلانو وأيضا لا ننسى مصير تشاوشيسكو وزوجته المتحذلقة إيلينا عندما أعدما علنا وعلى رؤوس الأشهاد في بوخارست ولا ننسى نهاية صدام الميلودرامية والحفرة المشهورة التي التجأ إليها، ويجب ألا ننسى مصير الطاغية المصري الغير مبارك القابع في سجون الذل والعار والمهانة ولا الديكتاتور التونسي بن علي وحياة اللجوء والذل التي يعيشها في منفاه الإجباري والديكتاتور اليمني الغير صالح و الذي تحول إلى مسخا مشوها كالمومياء المتفحمة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل سيتجه حجر الدومينو الملتهب شمالا أم جنوبا؟ هل سوريا الجريحة أقرب جغرافيا إلى ليبيا المحررة من براثن الديكتاتورية أم اليمن السعيد الذي أصبح تعيسا بسبب المومياء المسخة التي ترفض التنازل لشعبها الثائر عن كرسي الحكم.

 


برأي الكثيرين، وعلى رأسهم البروفيسور المحاضر في كلية العلوم السياسية من جامعة هارفرد المصنفة الأولى عالميا السيد جيمس آلت فرانك تومسون " لا يوجد أي معيار جغرافي كان أم جيوسياسي ليضبط حركة حجارة الدومينو المتساقطة الواحدة تلو الآخر " والأيام القادمة ستكشف لنا من هو صاحب الحظ السعيد الذي سيدخل مزابل التاريخ ليستقر اسمه مع الطغاة الذين كانوا وباء ليس فقط على الشعوب العربية بل على الإنسانية بأسرها وكان آخرهم عقيد الطغاة العرب الغير مأسوف على رحيله الذي جثم على قلوب الليبيين أكتر من 42 عاما و الذي قتل وعذب و شرد و اغتصب من الليبيين أكثر من الفاشيين عندما كانت ليبيا مستعمرة تابعة لنفوذهم في عشرينيات القرن المنصرم. هذا الديكتاتور المجرم الذي بدد خيرات وموارد ليبيا الغنية جدا على نزواته المريضة وشيزوفرينيته الصارخة بدعمه للحركات والمنظمات الإرهابية المقنعة بالآيديولوجية الإشتراكية والماركسية بمليارات الدولارات كجماعة إيتا والباسك الإنفصالية الإجرامية ومرتزقة الكونترا في نيكاراغوا والتاميل في سيريلانكا والبلاك لاغون والفارك في كولومبيا ومجموعة أبو سياف في الفليبين والجيش الجمهوري الإيرلندي ولا ننسى دعمه لطغاة القارة السمراء لموغابي وغيره ويجب ألا ننسى مأساة لوكربي و تراجيديا حقن أطفال بنغازي بفيروس الإيدز ووووووووووو. هذا الطاغية زرع الفقر والجوع والظلم والمرض والإجرام في ليبيا وحرمها وحرم شعبها من التنمية والبنى التحتية من مدارس ومستشفيات وجامعات و طرق وجسور ومطارات وسكك حديدية ومرافق خدمية ومنشآت سياحية إلخ لبلد كما وصفها الكثير من علماء الجيولوجيا بأنها سفينة عائمة على محيط من الذهب الأسود (قسم كبير منه لم يكتشف بعد) والذهب الحقيقي والمعادن الثمينة و ذات موقع استراتيجي هام و تمتلك أطول شواطئ على البحر الأبيض المتوسط وووووووووو. لا شك بأن الذي وصف أبناء بلده الأشراف الثائرين على ظلمه وإجرامه وفساده وفساد أبنائه وبرانويته ونرجسيته المريضة بالجرذان قد استحق وبجدارة أن يعيش آخر لحظات حياته وتاريخه المشين عندما لجأ إلى أنابيب الصرف الصحي حيث تجري المياه الآسنة الحاملة للقاذورات و البقايا العضوية لمخلفات سكان الحي التاني في مدينة سرت قبل أن يقع بأيدي الثوار الذين تصرفوا مع الطاغية القذافي كما تصرف غيرهم من شعوب الأرض في آسيا وأوروبة وإفريقيا وأمريكا الجنوبية مع الديكتاتورين الأوباش. لذلك يجب ألا نزاود على هؤلاء الثوار الأبطال الذين قُتل أحبائهم بنيران مرتزقة القذاقي و عُذّبوا حتى الموت بأبشع وسائل التعذيب على أيدي فرق الموت القذافية والذين اغتصبت شقيقاتهم وأمهاتهم وبناتهم ونسائهم على أيدى هؤلاء الوحوش البشرية الذين نزعت الطبيعة من قلوبهم الرحمة والاخلاق والغيرة. الحرية و التقدم والإزدهار للشعب الليبي العظيم ولبقية الشعوب العربية الثائرة على جلاديها الديماغوجيين الجبناء.

 

 

 

أية اعادة نشر من دون ذكر اسم الكاتبة و المصدر مدونات ايلاف تسبب ملاحقة قانونية

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !