-ما تيسر-
درس في الذكاء
بين عامة الناس وخاصتهم فارق ذكاء فطري ومكتسب، ولا مبرر لتأكيد بديهية كهذه.. فالعامة يهتفون ضد مصالحهم، ويرفعون شعار (تخفيض الراتب واجب) لجلاديهم، ويبصقون في وجوه الثوار..
أما الأذكياء فيغوصون في أعماق المآسي التي تدمي القلوب ويخرجون منها بالجوهر الثمين..
تنشب الحروب الداخلية فيقاولون بالأفراد وينوبون أسر الضحايا في استلام والتهام الحقوق والرواتب.. وإذا انقلب رئيس على نفسه، وجدت هؤلاء يخرجون أطفال رفيق الأمس من سكنهم لتحل به عشيقاتهم.. وعندما يعجزون عن صنع مآسي ونكبات يترزقون الله من ورائها حينها تقع البيوت على رؤوس السكان فينطلقون سراعاً لجمع التبرعات وإنشاء مكتب للإعمار ليقيم منازل كعلب التبغ للمتضررين من أبناء رصابة بمحافظة ذمار وابتزاز عشرات الملايين مقابل ذلك وليكون الحظ عادلاً ووحدوياً تحدث كارثة السيول في حضرموت وتهل بركاتها على ذوي المبادرة ومحصلي التبرعات..
وإنهم الآن ينضوون في لجنة للدفاع عن العراق ويلعقون دماً ولا يقدمون شيئاً للعراق غير أفواه تلقى الزبد، وتلتهم المدد..
وإنهم –الآن- يتقاضون ثمناً باهضاً لتحقيق الوحدة فمن أعفاهم من مسؤولية التشطير والاحتراب..
آن إذاً أن نتعلم من هؤلاء أو أن نعلمهم درساً في الأخلاق..
الصحيفة: الأيام
العدد:
التعليقات (0)