-ما تيسر- ولدي آزال..

-ما تيسر-
ولدي آزال..

وأنت تطفئ الشمعة الأولى وأمك تحتفل بعيد ميلادك البكر- كل عام وأنت بخير.. ومن الآن فصاعداً دعنا نكون أصدقاء، نتعلم من بعض ونقول ما نريد دون مواربة ولا افتعال.
سوف أتعلم منك كيف أكون صادقاً في التعبير عن انفعالاتي وأتمنى عليك إذا كبرت ولم تجدني بجوارك، أن لا تصدق الحكام من أبناء جيلك هذا إذا لم تحكم من قبل جيل سابق.
وبحسبك أن تنهل من تجربة أرويها لك بنقاء ابتسامتك وصدق انفعالاتك..
أيها الولد..
لا تستهن بالشعب، ولا تسخر من إمكاناته، ففي ضعفه براكين تباغت الطغاة وتدك العروش وتكتسح المجنزرات، فإذا رأيت الشعب هامداً كالموتى فارتقب أول شرارة تنطلق من أصغر البيوت من أقصى الخيام لتجد الثورة أقرب إلى أعناق المستغلين منك إلى تذكر نصائحي.
أيها الولد..
لا تكن بطلاً وهمياً ينازل الإمام في قبره، وعليك أن تدير رأسك فيمن حولك لترى في كل وزارة إمام وفي كل حارة سلطان.
ولدي.. إياك والتبرم من سداد القروض الخارجية التي أنفقتها القيادات الحكيمة ثمناً لأجهزة التنصت، ومبتكرات غربية حديثة للتعذيب، وأجور مطاردة الشرفاء، وقيمة شعارات وطبع صور قادة مجلس التعاون العربي..
ولدي يا آزال.. إذا جاء زمنك واختفى زحف القبيلة وامتدت يد العدالة لمحاسبة اللصوص القدامى والمحدثين ورأيت الثورة تحقق المساواة بين الناس.. حينئذ قل للمشير السلال شكراً.
الصحيفة: الأيام
العدد: 18
التاريخ: 6 مارس 1991م