الحلقة (الأولى)
في البداية أود أن أكتب عما جرى لي في الشهور الماضية وعن التجارب الرهيبة التي مررت بها في معتقلات التعذيب و غياهب سراديب سجون طاغية دمشق الفظيعة. الكثير من الأمور قد حدثت لذلك لا أستطيع سردها في مقال واحد، وبما أن التصريح عن اسمي الكامل الذي اكتفيت بترميزه لأنه ربما سيجلب الموت الحتمي للمعتقلات اللواتي ما زلن يقبعن في سراديب وأقبية الذل و الإعتقال و التعذيب المنتشرة بكثرة تحت أراضي محافظات ومدن الجمهورية السورية وبخاصة في العاصمة دمشق التي شهدت و منذ فجر التاريخ ولادة وإندثار مئات وحتى ألاف الإمبراطوريات والممالك العادلة منها والديكتاتورية. دمشق التي كادت أن تقطع عضو الإله زيوس بأسنانها وتجرده من فحولته وأبوته المنحرفة عندما ضاجع بناته و زوجات أبنائه إرضاء لزوجته السليطة الربة حيرا التي كانت تفتك بهذا الإله الذكوري المتسلط بجمالها الفاتن ودهائها المميز للسيطرة على كهنوته. صدقا هذه أول تجربة لي في الكتابة لكن ما شجعني هو ما سمعته عن سقف الحرية الا متناهي الذي تمنحه إيلاف لمدونيها وأنا لي أكثر من ثلاثة أسابيع أتابع أخبار مدونة إيلاف وأقرأ تعليقات القراء وهذا ما زاد تشجيعي على الإبحار في عالم التدوين والكتابة الإلكترونية لأني سئمت من الكتابة على أوراق السجائر عندما كنت معتقلة في قبضة الوحوش البشرية .....فلا أدري ما هي كمية النقد التي ستوجه لي ولا أتخيل كمية الشتائم وربما التهديدات (التي لم تعد تهمني لأني أنا وأسرتي الآن خارج سوريا) وبخاصة من شبيحة النظام الديكتاتوري المجرم القابع في قصره العاجي المطل على أكوام جثث وأشلاء السوريين الأبطال الذين يكتبون تاريخهم الجديد والمعاصر بحروف من دم ونور.
أنا اعتقلت في نهاية شهر أيار/مايو الماضي عندما كنت مشاركة في مظاهرة دمشقية مع زملاء لي من كافة ألوان الطيف السوري الجميل فكان الليبيرالييون والشيوعييون والإسلامييون والملحدون والقومييون و الإشتراكييون وأيضا البعثيون السابقون.... للأسف هوجمنا من قبل الشبيحة المصابة بداء السعار وعناصر مكافحة الشغب المغلوب على أمرهم وتم اعتقال قسم كبير من المتظاهرين والمتظاهرات. تعرضنا للضرب المبرح في الشارع قبل أن نساق إلى باص لونه أخضر (صنع في الصين الديكتاتورية) يستعمل للمواصلات العامة، يبدو أن النظام الخبيث يجيد اللعبة جيدا فهو يضع معتقلي المظاهرات في باصات النقل العام الداخلي في دمشق كي لا يثير الإشتباه وبخاصة أن المعتقلين هم من المدنيين ويجلسون إلى جانب الشبيحة التي ترتدي الزي المدني أيضا لذلك يصعب تمييز من في الباصات لأن الجميع يبدون وللوهلة الأولى مدنيين، لكن هيهات الشمس لا تغطى بغربال. بعد إعتقالنا، وكان من سابع المستحيلات الهرب لأن الشبيحة والأمن حاصرونا من كل الجهات و أخذونا بالباص المذكور أعلاه إلى مدرسة في منطقة المزة وعلى ما يبدو أن هذه المدرسة تحولت إلى سجن مؤقت وخاصة أن المدارس كانت فاضية بسبب بداية العطلة الصيفية. الشبيحة انتهى دورها وسلمتنا لعناصر أمنية من الرجال وكان هناك بعض النساء المسترجلات لكن هذه العناصر الأمنية الجبانة كانت علامات الخوف والتعب والإرهاق تعلو وجوهها القبيحة المكدرة وكانت تفوح منهم رائحة قذرة يبدو أنها رائحة عرقهم الممزوجة برائحة السجائر الوطنية الرخيصة التي يدخنوها وخاصة سجائر ماركة الحمراء التي ترتفع فيها نسبة التنبك والنيكوتين. الحق يقال هم كانوا ألطف مع النساء لأن السحل والركل وقع على الرجال أم نحن النساء فتعرضنا للصفع على الوجه وشد الشعر وتوجيه الكلام النابي والبذيء لنا. في هذه الأثناء (أي قبل وصولنا إلى المدرسة عفوا المعتقل) كنت قد رميت ببطارية موبايلي وقضمت الشريحة sim card في أسناني بعد أن تيقنت بأن الشبيحة تحاصرنا من كل الإتجاهات وأخفيت ما تبقى من الموبايل في صدري، وقبل أن يتم تفتيشنا وخلع ملابسنا حتى الداخلية منها الأومبييس والدوبييس كنت قد تظاهرت بالإغماء والإعياء والتقيوء فحملني رجل ضخم الجثة وقبيح الشكل شكله كان أشبه بالتمساح يتكلم بلكنة أهل جنوب لبنان ودخلت إلى إحدى التواليتات (كان التواليت قذرا جدا ويملأ جدرانه كلام بذيء ورسوم إباحية فاحشة تعكس أفكارا جنسية مكبوتة أعتقد أنها للشبيحة وليست لطلبة مراهقين) وعندها فعلا تحولت الحيلة إلى رغبة حقيقية في الإستفراغ; طبعا بعد أن قمت بكسر ما تبقى من موبايلي ورميت أجزائه المكسرة في جورة المرحاض وبعدها حملني هذا التمساح البشري ورماني على الأرض حيث كانت المتظاهرات شبه عاريات يفتشن بدقة من قبل نساء شبيحات (يحملن كابلات في أيديهن لضرب المعتقلات) في صالة/مخبر لأنه كان هناك أدوات تشريح وطيور وثعابين محنطة و خرائط ورسوم بيانية للطلبة وأكثر ما أحزنني أنه كان هناك خريطة قديمة لسورية مكتوب عليها الجمهورية السورية (فقط) وزادها جمالا وجود الجولان شامخا فيها- الجولان الحبيب- الذي أذيع عن نبأ سقوطه في العام ١٩٦٧ قبل أن يسقط بيد اسرائيل فعليا (وكلنا يعرف من كان وزيرا للدفاع في تلك الحقبة) وكان على تلك الخارطة أيضا لواء الإسكندرون السليب الذي حذفه الطاغية بشار من الخريطة الرسمية لسورية العظيمة بعد أن قايضه مع الأتراك. ترغرغ الدمع الكاوي في عيوني وقلت في سري "الله يلعن أبو هالكرسي الرئاسي شو بزل لإنو لازم الشعب ينذل منشانه ولازم الوطن ينذل منشانه ومو بس هيك لازم كمان الوطن ينحرق منشانه". تابعت الشبيحات عملهن من دون أي كلل أو ملل بتفتيش النساء والإستيلاء على موبايلاتهن (من أجل التحقيق فيما بعد) وأقراطهن وخواتمهن إلخ....وعندما جاء دوري تفاجؤوا بأنهم لم يجدوا شيئا معي لا موبايل ولا خواتم ولا حتى handbag لذلك زاد حقدهم وكانوا على وشك أن يضعوا أيديهم القذرة تحت أثدائي لتمزيقها وفي هذه الأثناء دخل ضابط بزيه العسكري/الأمني في نهاية عقده الرابع من العمر وسيم، طويل القامة، عريض المنكبين، حليق الوجه (لا يوجد شنب) عيونه تشبه عيون الذئب الكاسر يشع منها بريق ممزوج بالوحدة و بالخوف والتردد وبشهوة عارمة. نظر إلي وأنا شبه عارية ونهودي مكشوفة يداعبها الخوف والرعب و عويل المعتقلات الجدد وأصوات تعذيب الرجال في الباحات/الصفوف الخلفية. هذا الضابط الجلمود وبخ المفتشات وقال للمسترجلة خفي إيدك على البنت فهي لا تحمل موبايل ولو كان معها موبايل لكان موبايلها قد ظهر بعد كل هذا التفتيش الدقيق، عندها اقترب مني أكثر وغطى بشعري الطويل نهداي العاريتين محاولا لمس جسدي الملتهب من شدة الخوف والصدمة، يداه الكبيرتان كانت باردة جدا وترتجف كشاهدة قبر ارستقراطي مبنية من الرخام البارد لذلك شعرت بشعور رهيب ممزوج بالكره و بالخوف والألم والأمل في نفس الوقت بأني قد تخلصت من الشاهد الملك ألا وهو جهاز الموبايل. وببرهة من الزمن وبعد أن كان الجميع ينظر إليه كيف دعس على النساء ببوطه العسكري حتى يتمكن من الوصول إلي، لم يمنعني خوفي من البصق في وجهه لأرفع من معنويات المعتقلات ولأسترد كرامتي التي حاول أن ينتهكها، عندها صفعني على وجهي ولف يده على شعري الطويل وجرني إلى خارج مكان الإحتجاز ورماني خارجا في في الكولوار/ الممر وأنا شبه عارية!
كانت هناك سيدة معي في المظاهرة هي ماركسية للعظم وأنا ليبيرالية محافظة للعظم (ليس بالمعنى الثيولوجي بل بالمعنى الآيديولوجي) أنا أؤمن بالفرد كفكر وقيمة وكيان خاص مستقل و أؤمن بالسوق والإقتصاد الحر والرأسمالية الشفافة والمنضبطة والتي أثبتت نجاحها وإزدهارها على مدى قرنين من الزمن، هذه الرأسمالية يجب أن تكون مبنية على قاعدة أخلاقية متينة أي القوي يساعد الضعيف والغني يساعد الفقير عن طريق دفع الضرائب (من لديه دخل أعلى يدفع ضرائب أكثر ومن دخله أقل يدفع ضرائب أقل) هذه الضرائب يجب أن تصرف على البنى التحتية ومشاريع التنمية وخدمات الصحة والتعليم وليس كدافع الضرائب العربي الذي تنتهي أمواله في حسابات بنكية سرية في سويسرا باسم السيد الرئيس وزوجة السيد الرئيس وأبناء السيد الرئيس وحماة السيد الرئيس وخالة وعمة وابن عمة السيد الرئيس. هذه السيدة تؤمن بالإشتراكية المثالية التي ربما تطبق في دولة راقية كالسويد أي أن كل الثروات ومصادر الدخل يجب أن تكون في يد الدولة التي تقوم بدور الناني/المربية الصارمة وليس كما حدث في المنظومات الشيوعية والاشتراكية المنهارة وهذه السيدة لا تدري أن هذه الفلسفة المثالية الرائعة لا تصلح إلا أن تطبق على الورق وبالذات في سوريا الجريحة الثكلى على أبنائها لأن الدولة بمفهومها المعاصر هي مجموعة من الناس المأهلين/التكنوقراط- تنتخب-تنتدب بطريقة حرة ومباشرة وديمقراطية عن طريق أحزاب سياسية منبثقة من آيديولوجيات وثقافة وروح الشعب ويشرف على أدائها الناخبين أنفسهم عن طريق البرلمان الذي يمثلهم ويصدر التشريعات باسمهم وما على الوزراء و رئيس الدولة إلا إطاعتها وتنفيذها.....يا حسرة،،،، في سورية الأسد أصبحت السلطة التنفيذية هي السلطة التشريعية والقضائية في نفس الوقت (هل قرأتم مرسوم التعبئة الجديد الذي أصدره الطاغية؟؟؟ كالعادة من دون الرجوع إلى مجلس التهليل والتصفيق والمسمى بهتانا وطغيانا بمجلس الشعب السوري)!!!! أين أنت يا مونتيسكيو عن هذا الإبداع البعثو/أسدي؟؟؟؟ أنا متأكدة بأن مونتيسكيو يتقلب الآن في قبره. وبالرغم من اختلافي مع هذه السيدة آيديولوجيا لكن جمعنا شيء واحد طاهر ومقدس ونقي ألا و هو حب وعشق سوريا.
هذه السيدة الرائعة (التي عرفتها أكثر داخل صالونات التعذيب البعثية) وبغض النظر عن مثالياتها فهي مثقفة جدا كانت متزوجة من جراح سوري مشهور ولديها ابنة وحيدة تعيش في واشنطن دي سي. قدرنا جمعنا، فهي كانت تعمل لخلية ثورية (تابعة لإحدى التنسيقيات السوريات) وأنا أيضا كنت أعمل عين وجاسوسة للثوار التكنوقراط ولكن أنا وهذه السيدة نعمل مع أناس لا نعرف أسمائهم الكاملة أو عناوين إقامتهم لأن كل شخص له اسم حركي داخل هذه التنسيقيات وبحال تم إعتقال أحد الثوار لا تستطيع مخابرات الطاغية بشار المتخلفة ولا السي آي إي ولا ال أم آي فايف ولا حتى الموساد يستطيع تفكيك هذه الخلاية المنظمة جدا لأنها عبارة عن حلقات مفقودة تعمل في أوربت محصن و شديد التنظيم وبنفس الوقت very efficient and sufficient وتعمل على مبدأ السينيرجي. نحن الناشطين/الثوار وبخاصة في العاصمة دمشق استطعنا تنظيم كل شيء وعلى عينك يا تاجر لأن استخبارات النظام الأخرق أصابها السعار الإلكتروني والفيسبوكي (فهم يعتقدون أن الفيسبوك هو جهاز إلكتروني يمسك باليد) لأن هؤلاء الحمقى تركوا كل شيء وركزوا على الرقابة الإلكترونية وجاؤوا بخبراء من إيران وروسيا وغيرها ولذلك لجأنا إلى الأساليب الإستخباراتية الكلاسيكية التي هي a bit old fashioned في التنظيم وطريقة التنسيق والتواصل وبما أن هذه السيدة لا تجيد التعامل بطريقة إحترافية مع الإنترنت لذلك كانت مهمتي التنسيق مع أشخاص أراهم مرة واحدة في حياتي ولا أراهم ثانية وفقط أعرف أسمائهم الوهمية/الحركية وكانت هناك كلمات سر لا يمكن تشفيرها أو التنبؤ بها أو إستنباط دلالاتها على سبيل المثال ديك الحبش طلع ريشو وهلم جرا لذلك أعتى عتاة المحققين الدمويين حتى لو عرضوك لأبشع أنواع التعذيب سوف يقتنعون أنهم يتعاملون مع خلاية ذكية جدا لا يستطيع أحد تفكيكها أو اختراقها والتعذيب سوف لن يأتي بنتيجة. هناك أناس يغيرون إيميلاتهم وعناوينهم على الفيسبوك و كلمات السر ثلاث أو أربع مرات يوميا ولا ننسى أن الألم والقمع والكنترول الشديد يسبب الإبداع ويجعل الناشطين محصنين جدا ضد أي محاولة إعتقال أو إختراق من قبل أجهزة النظام القمعية. لا يفوتكم علما أنه ومن شدة غباء الشبيحة والعناصر الأمنية فهم يجمعون أحيانا متظاهرين عدة من عدة مناطق في باص واحد فيختلط الحابل بالنابل وهذا ما حصل معنا exactement. حاولت هذه السيدة الرائعة الإقتراب مني لحمايتي قبل أن يجرني الضابط ال classy من شعري و يرميني في الكولوار/الممر بعد أن رأت نظرات الضابط المفترسة تخترق جسدي شبه العاري كما يخترق رصاص القناصين و الشبيحة المتشظي أجساد المتظاهرين المطالبين بالحرية، فنظرت إليها بعيوني ومن شدة ذكائها استوعبت رسالتي ومفادها أن تبقى بعيدة عني وتتظاهر أنها لم تراني يوما في حياتها وهذا ما حصل. الحمد الله أني تخلصت من ٩٠% من خوفي بسبب موبايلي الذي كان يحوي على مقاطع فيديو للمظاهرة وأرقام تليفونات وعناوين إيميلات. وبعد أن انتهوا من تفتيش المعتقلات أعادوني إلى الداخل حيث بدأت طقوس حلقات الضرب والشتائم والقهر الجسدي والمعنوي.... وصفونا بالعاهرات وهددوا باغتصابنا وممارسة المشاعية الجنسية معنا وافتعال الدنيئة بنا وتصويرنا وبث المقاطع على الإنترنت لذلك الكثير من المعتقلات أغمي عليهن من شدة الإعياء والخوف ودخول عناصر من الشبيحة أشباه الرجال علينا أثناء تفتيشنا وبعد سويعات من حلول المساء واغتصاب الغسق القرمزي الداكن والكئيب لكبد السماء في دمشق الحزينة، عصبت أعيننا، وأيدينا ربطت إلى الخلف وأفواهنا أصبحت مكممة وبصقوا علينا وضربونا ونقلونا على ما أعتقد في أوتوكارز صغيرة.
في البداية عندما صعدنا إلى الأوتوكار لم أكن أدري من كان يجلس بجانبي أو أمامي أو خلفي لكني شعرت بوجود عنصر ذكري يجلس بجانبي كان صامتا كالقبر وكأنه ينتظر لحظة إنطلاق الأوتوكار....عندها همس في أذني بصوته الرجولي الأجش وقال لي بالحرف الواحد "نحن ما في عنا بنات حلوين بتنضرب بس اذا كبروا راس وما تعاونوا معنا نحن ما منضرب وبس نحن منعذب ومنقلع اظافر ومنسلخ جلد كمان". عندها بدأت بالتململ وفجأه وضع يده القويه على رقبتي وضمني بقوة إليه محاولا تقبيلي عندها فاحت رائحة عرقه الذكورية الممزوجة بعطر دولشي آند كابانا الراقي ووضع فوهة مسدسه على القسم الأيسر من صدري وقال لي و بالحرف الواحد إن لم تخرسي سأفضي هذا الرصاص المتفجر وسأجعله يستقر في جسدك المثيرالذي لا أمانع أن يصلب بشار الأسد عليه. طبعا لأن فمي مكمم لم أستطع التكلم أو الصراخ لكني سكتت وتوقفت عن الحركة. عندها بدأ بتقبيل وجنتاي وأذناي و صار يلعق قطرات عرقي الباردة المتصببة من وجهي من شدة الخوف والتعب بلسانه وقال لي المرأة مو حلوي تكون عنيدي.....في تلك اللحظة تمنيت لو أنه يطلق الرصاص على قلبي بدلا من أن تمتهن كرامتي وأنا في حضن ذلك النذل الخسيس، و بدأت بالتململ ومقاومته من جديد ولأجل الحظ كان معه لاسلكي وكان الذين يخاطبونه يقولون له حاضر سيدي.... أمرك سيدي....على راسي سيدي.... إللي بتؤمر فيه سيدي...... لذلك لم يستطع أن يركز طيلة الوقت على إبقائي تحت ذراعه الصلبة وأن يبقيني مشدودة إلى صدره بقوة خاصة وبعد أن فك أزرار بزته العسكرية محاولا على ما يبدو إثارتي وهو يعلم أن عينايا معصبة وفمي مقفل ويدايا موثقة. كان هناك الكثير من الحواجز ومن ثم و بعد حوالي ساعة من الزمن (كانت بالنسبة لي قرن من الزمن) وقبل أن يتوقف الأوتوكار اعتذر مني وقال لي أرجوكي سامحيني أنا أكره عملي هذا و أشعر بوحدة رهيبة بالرغم من أني أملك كل شيء أنا أملك المال والنساء والسلطة ولست سعيدا وتابع أنا ارتحتلك من أول ما شفتك ولهيك إنتي أقل وحدي أكلت ضرب وإهانات وما تخافي أنا رح وصي فيكي العناصر لأنو ملفك رح يكون عندي وأنا قعدت كل الطريق حدك منشان دفيكي يا روحي.....وبعد دقائق اختفى ثم وصلنا إلى مكان وسمعنا أصوات أبواب كبيرة تفتح ومن ثم مشينا حوالي الربع ساعة لم نسمع سوى أصوات كلاب بوليسية تجوح وكانت قريبة منا و من صوتها وشراستها تبدو أنها كبيرة الحجم مخيفة وجائعة...... عندها ومن شدة الخوف والإرهاق وقعت على الأرض وقلت يا رب أرجوك إحمينا من هذه الوحوش الحيوانية و الآدمية. بعدها بدقائق أدخلنا إلى مكان كان فيه درج لذلك حاولت أن أعد هذه الدرجات قبل النزول إلى القبو فكان هناك حوالي عشرون درجة تحت الأرض وكانت هناك رائحة مميزة للموت تختلط بها رائحة دماء ورائحة مراحيض قذرة وصراخ و آهات رجال من قسم بعيد وعويل نساء من قسم قريب وكانت هناك شتائم وألفاظ نابية قد ابتلعها صدى المكان.......
يتبع......
dêtre poursuivi
To be continued
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر مدونات ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات (0)