خلال نحو عشرين عاماً تبدلت الأمور في ماليزيا من بلد يعتمد بشكل أساسي على تصدير بعض المواد الأولية الزراعية إلى بلد مصدّر للسلع الصناعية في مجالات المعدات والآلات الكهربائية والإلكترونيات،
فتقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لعام 2001 رصد أهم 30 دولة مصدرة للتقنية العالية.. كانت ماليزيا في المرتبة التاسعة متقدمة بذلك على كل من إيطاليا والسويد والصين
رئيس الوزراء الماليزي الأسبق «مهاتير محمد» صاحب التجربة الوطنية الماليزية الخالصة، والذي استطاع خلال فترة رئاسته للوزراء أن يثبت أن الإصلاح ليس بمعجزة خاصة إذا توافرت له نوايا حقيقية وأفكار قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
تهج مهاتير محمد في قيادته لماليزيا سياسة اقتصادية تتميز بالخصوصية وطول الأمد، فقد قرر فرض قيود صارمة على السياسات النقدية، ومنح البنك المركزي الماليزي صلاحيات مطلقة لاتخاذ ما يراه مناسباً من قرارات تهدف إلى منع تهريب النقد الأجنبي، وزيادة عوائد الصادرات من العملة الصعبة، وبذلك كانت ماليزيا هي الدولة الوحيدة التي نجت من طوفان الأزمة الآسيوية
اعتبر تقرير التنمية البشرية لعام 2004 ماليزيا نموذجاً للبلد متعدد الأعراق الذي حقق نجاحات مثيرة للإعجاب، وقادته صيغة التعدد داخل الوحدة إلى أن يصبح «عاشر دولة في العالم من حيث النمو الاقتصادي بين عامي 1970 - 1990، وهي السنوات التي طبقت خلالها ماليزيا سياسات العمل الإيجابي
. وتجربة النهضة الاقتصادية البرازيلية في عهد الرئيس السابق "لولا دا سيلفا" (2003-2010) وسياساته الاقتصادية التي أدت إلى نقل البرازيل من هوة الإفلاس إلى قمة التقدم الاقتصادي في خلال ثماني سنوات فقط. وكيف استطاعت تلك السياسات التأثير في حياة ملايين البرازيليين ونقلهم من مصاف الطبقات الفقيرة إلى الطبقة الوسطى
ومع نهاية العام الماضي 2011 أعلنت البرازيل رسميا أنها أصبحت سادس اكبر اقتصاد على مستوى العالم متقدمة بذلك على بريطانيا.
ووفقا لتصريحات وزير المالية البرازيلي فإن بلاده حققت نموا بنسبة 2.7% في الوقت الذي حقق الاقتصاد البريطاني نموا بنسبة 0.8% .
وواقع الأمر فإن هذا الانجاز الذي تحقق بعد مرور عام من ولاية الرئيسة الحالية "ديلما روسيف" لم يكن إلا ثمرة نجاح برنامج اقتصادي إصلاحي طموح شهدته البرازيل طوال ثماني سنوات هي فترة حكم الرئيس السابق "لويس ايناسيو لولا دا سيلفا" الشهير بـ "لولا".
فلماذا تقدمت هذة الدول بينما تخلفنا نحن فى مصر والعالم العربى؟؟
الاجابة هى ان الحاكم العربى هو سبب تخلفنا بينما تقدم الاخرون
لان الحاكم العربى هو من ، يملك مفاتيح مثلث التنمية ممثلاً بالمدرسة والمزرعة والمصنع، لان بيدة ، سلطة وضع القرار وسلطة تنفيذ هذا القرار.
إنَّ استقراءً موضوعياً للتاريخ السياسي والاجتماعي العربي بعد سقوط بغداد الأوَّل عام 1258 بيد هولاكو، والثاني عام 2003 بيد جورج دبليو بوش، يشير إلى أنَّ هذه المفاتيح الأربعة فى عالمنا العربى كانت على الدوام بيد "الأجنبي" اما بطريق مباشر او غير مباشر
فالعالم العربى فى انتظار الحكم الرشيد ليحقق انطلاقة اقتصادية طال انتظارها فى اطار خطط تعتمد علي تحقيق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية معاً وذلك بتوجيه الطاقة البشرية من خلال حكم ديمقراطى يحقق معدلات طموحة في مجال التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية معاً
و الاستفادة من تجارب جنوب افريقيا والصين والبرازيل وتركيا وماليزيا والهند وهى دول كانت فى مثل ظروفنا فى العالم العربى
التعليقات (0)