ماذا بعد زيارة الرئيس عباس المرتقبة لغزة .. ؟؟
هل زيارة الرئيس محمود عباس إلى قطاع غزة سوف تنهي الإنقسام الفلسطيني القائم منذ أربع سنوات ؟؟
اعتقد أن الجواب على هذا السؤال لا يحتاج لوقت من التفكير للإجابة عليه, بل يحتاج أن نقر إن الإنقسام لن ينتهي بزيارة الرئيس محمود عباس ومن معه, واعتقد إن عباس لا يمتلك عصا موسى (عليه السلام) السحرية ليغير من موقف حركة حماس بهذه الزيارة. واعتقد أيضاً أن هذه الزيارة تأتي في سياق دعم مطلب الشعب الفلسطيني بإنهاء الإنقسام ومعالجة وتعديل الأوضاع الفلسطينية.
وحيث أن الأمور والأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة صعبة وبالغة الخطورة, والعلاقات مع الناس أصبحت في أسوء حال , اعتقالات وقمع بحق شبابنا المطالب في إنهاء الإنقسام الداخلي, والغريب هنا أن حركة حماس تريد وتطالب بإنهاء الإنقسام من .. !! لا اعلم ؟؟ ولكن يبدو أن لدى حركة حماس أفكار وبرامج ورؤية خاصة في كيفية الخروج من الإنقسام مختلفة تماماً عن باقي فصائل العمل الوطني الفلسطيني وعن برنامج زيارة الرئيس إلى غزة, وهذا سوف يزيد من تعقيد الأمور ويدفع بحماس للعمل على التخلص من زيارة الرئيس من عبر حجج وقصص لا وطنية ولا تؤدي إلا لمزيد من الابتعاد والانشقاق.
والآن أليس من حق الشعب الفلسطيني أن يفهم ويسأل حركة حماس لماذا لا تعملون على إنهاء الإنقسام ؟؟ ومن هنا اعتقد أن على حركة حماس أن تجيب على الناس وعلى مطلبها بإعادة الوحدة الوطنية للوطن, واعتقد أن التهرب لن يفيد اليوم ولا يوجد مساحة للفبركة والخداع, وحيث إن المطلوب من حركة حماس أن تستجيب لمبادرة الرئيس محمود عباس لإنهاء إنقسامها ولإنقاذ القضية الفلسطينية من التدمير.
وصحيح وربما ممكن أن يكون عند حركة حماس مخاوف من المستقبل ومن إنهاء الإنقسام, وأيضاً من الذهاب إلى الإنتخابات الرئاسية والتشريعية, وإذا كانت هذه المخاوف موجودة واعتقد ربما قائمة بالفعل, ولذلك على الطرف الفلسطيني الآخر وشعبنا أن يطمئن حماس لا خوف من شركائك في العمل الوطني, ولا علم عندي إذا كانت حماس بحاجة فعلاً إلى هذه التطمينات أو هي بحاجة إلى بقاء الإنقسام لحين أن تصب المتغيرات في المنطقة العربية لصالحها, وربما هنا حماس في انتظار شيئاً ما من هذه المتغيرات, والرهان هنا خطير .. ؟؟ لأسباب ومنها الآن تقاطع طموح الشعوب العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية والأوربية في التخلص والقضاء على هذه الأنظمة الفاسدة والقمعية والمختبئة وراء شعارات المقاومة والذي تسببت في الإنقسامات العربية والتطرف والاعتداء والتخلف, ومن هنا اعتقد لا مكان ولا اعتراف في شرعية حماس في المستقبل بعد الانتهاء من الثورات العربية واستقرار الأمور والأوضاع في المنطقة, والمكان الشريعي والوحيد لحركة حماس هو الشعب الفلسطيني وصندوق الانتخابات, والشرعية في المستقبل سوف تكون للمشروعالوطني الفلسطيني ولشعبنا وكفاحه.
بقلم: أ. منار مهدي
التعليقات (0)