ماذا بعد جمعة الرحيل ؟؟
هناك أحساس بالرضه عند الشباب المصري ولاسيما بعد التغيير الملحوظ الذي حصل في مصر من تعين نائب للرئيس إلى تشكيل حكومة جديدة وإلى تعديل مواد الدستور وخاصة المادة 76و77 و88 وإلى نفض الحزب الوطني وفرض واقع مختلف عن السابق وإلى خطط وبرامج للعاطلين عن العمل وإلى مشاركة الأحزاب السياسية في القرار والنظام المصري الجديد.
أعتقد أن حركة 25 يناير أنجزت ما لم تنجزه الأحزاب وحركة الإخوان المسلمين في مصر, ولقد دخلت منذ هذا التاريخ الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية مرحلة جديدة عنوانها (مصر إلى الأمام) ولاسيما بعد صمود وكفاح الشباب والإصرار على محاربة كل عناوين الفساد وتجار البشر في مصر.
جمعة الرحيل لم تنجز هدفها المعلن برحيل مبارك ولكنها أنجزت ما هو أهم في تقديري من تنحي مبارك , أنجزت ثقافة مصرية شابة قادرة على أن تعود بمصر وتضعها في الطريق الصحيح. وأعتقد أن الجيش يؤخر حل الأزمة لإستنزاف الإنتفاضة التي اندلعت قبل 12 يوما ضد حكم مبارك الممتد منذ 30 عاماً, وسيؤدي هذا الأسلوب أيضاً إلى تركيز غضب الشباب على مبارك، وليس على النظام المعتمد على الجيش وهذا للحفاظ على سيطرت الجيش على النظام السياسي.
الجواب على ما بعد جمعة الرحيل ؟؟ أن تعود الحياة إلى وضعها وشكلها الطبيعي في كل المناطق المصرية, وأن تستعد حركة 25 يناير إلى المرحلة الجديدة, وإلى خوض معركة الإنتخابات القادمة لإستكمال التغيير الوطني الكبير, والذي سوف يؤثر على المنطقة العربية ويتجه بها نحو مستقبل أكثر إنفتحاً وتنمية.
الوقت يمر وليس لصالح مصر وأمنها, وإنما لصالح المتربصين إقليميين ودوليين للفرصة المؤدية للانقضاض على مصر وشعبها وعلى تاريخها ومستقبلها وعلى دورها العربي والإفريقي, ولدخلها في الفوضى والسلب والنهب وفي صراعات طائفية تؤدي إلى إنهيار الدولة المصرية, وعندها لا ينفع الندم والكل خسران مصرياً وعربياً.
بقلم: أ. منار مهدي
التعليقات (0)