ليل مصر الطويل
كمال غبريال
الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
• منذ ستة وأربعين عاماً كانت المطربة/ فايدة كامل تغني "إروي البراري والصحاري بدمهم خللي الطيور الجارحة تنهش لحمهم"، وكان زعيم العروبة البطل يؤكد أنه "مش خرع زي مستر إيدن"، وكان ليل مصر الطويل يجمع خيوطه السوداء عند خط الأفق!!
• لا بأس أن يتحول السؤال حول ملامح مصر المستقبل، إلى سؤال عن موقفك من "تطبيق شرع الله".. يسعى البعض للحصول على إجابة حاسمة، والبعض يلف ويدور هروباً منها، فلأي الطرفين سيكون النصر في النهاية؟. . تشكيل الأحزاب أو الائتلافات بينها لا يكون فقط على "حد أدنى أساسي" مثل الدولة المدنية، ولكن لابد وأن يكون على "حد أدنى كاف"، وكاف هنا تعني ألا يكون بينها اختلافات أخرى جوهرية تضرب التشكيل الحزبي أو الائتلاف بين الأحزاب في مقتل، فلقد رأينا تحالف البرادعي في البداية مع الجميع ضد نظام مبارك، ونعايش الآن مأساوية ذلك، ونفس هذا يقال الآن على جبهة الإنقاذ التي تضم "الشامي والمغربي"، مما يهددنا بكارثة أخرى لو (لا قدر الله) تم الإطاحة بطيور الظلام!!
• سلوكيات المصريين الآن في الشارع تعطي أبعاداً عميقة لهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"!!
• عندما تستمرئ المعارضة النباح المستمر بالحق وبالباطل، وجب علي تحية مكتب الإرشاد اللي مديهم الطرشة!!. . كل التحية والتقدير لفضيلة المرشد السابق "مهدي عاكف" لصراحته وتعبيره الصادق عن روح وفكر الإخوان المسلمين!!. . يكاد لا يوجد لدينا دعاة دولة حديثة، لدينا في الأعم ناقمين على الإخوان، لعدم كفاية كميات "الفتة واللحمة والرز"!!
• الحديث عن الحرب مع إثيوبيا لن يؤدي لغير سخريتهم وكل العالم منا، علاوة على استمرار دول المنبع في تجاهل مصر ومصالحها. . عجيب أن نظل للآن نميل لخيار العنف، رغم الفشل الذريع الذي منينا به عبر نصف قرن من النضال المسلح من أجل ما يسمى "فلسطين السليبة"، ويبدو أننا نريد أن يكون لدينا أيضاً قضية "نهر النيل السليب"!!. . معروض الآن في الساحة الإعلامية بخصوص موضوع سد النهضة الإثيوبي كلا الرأيين، الرأي العلمي العقلاني، والرأي الحنجوري التهريجي، وإذا أجرينا إحصاء بدرجة شيوع كل منهما، يمكننا تقييم الشعب المصري وخياراته. . فهذا ليس موضوعاً سياسياً من الطبيعي والصحي أن تختلف فيه الرؤى، لكنه موضوع علمي بحت، فالخيار واضح بين الموضوعية والعلم، وبين التهريج والتهجيص.
• عندما أرى دراويش عبد الناصر يلقبون محبي مبارك بالفلول أتذكر المثل القائل "اللي اختشوا ماتوا"!!. . ما لم تختف الظاهرة الناصرية الحمدين صباحية من ثقافتنا، فلا أمل يرجى فينا. . يعتبر "حمدين الصباحي" هو "أبو إسلام" التيار المدني، هذا إن صح انتسابه لهذا التيار. . تخيلوا أن "واحد مش مننا" كان رئيساً للجمهورية، وها نحن نجده يدافع عن حماس بعد كل ما صدر منها، ويريد الآن منع إيطاليا والصين وإسرائيل من المرور بقناة السويس عقاباً لهم على تمويل سد النهضة الإثيوبي، ماذا سيكون عندها مصيرنا، وهل سيكون أفضل أو أسوأ مما نحن فيه الآن بالرعاية الحانية لمرسي ومكتب الإرشاد؟!!
• لا أعتبر ما يحدث في وزارة الثقافة لعنة تستهدفها، وإنما أرجو أن تتحول إلى عامل تحريك يقلب أرضاً تعفنت منذ الستينات ثقافياً وإدارياً وربما مالياً. . إذا كان الشعب المصري كحلزون اللؤلؤ داخل قوقعته، فإن دخول فيروس الإخوان إليه سيحرضه على إفراز لؤلؤة ولا أروع، وإلا فسوف يقتله الفيرس، وهذا أيضاً لا بأس به!!. . الرجل المناسب في المكان المناسب: أسوأ وزير لأسوأ ثقافة، وأسوأ وزير لأسوأ إعلام. . من يعترض على من؟!!. . تقييمي الشخصي للصراع الدائر الآن في وزارة الثقافة أن جبهة اليسارجية والفساد تتصدر المواجهة لمقاومة زحف الأخونة. . أتمنى الفشل والزوال للطرفين!!. . لا يحدثني أحد عن تهديد الإخوان لحرية الفكر والإبداع، الموضوع لا يخرج عن نطاق تغيير اتجاهات الهيمنة وربما درجتها، أوليس المتثاقفون هم استبعدوا المبدع "علي سالم" من اتحاد الكتاب حتى عاد بحكم قضائي؟!!
• لا بأس بأحلام خلع الظلاميين من الحكم عبر جبهات كوكتيل بائسة، لكن هذا لا ينبغي أن يصرف العلمانيين الأصلاء عن السعي لتأسيس نواة جماهيرية علمانية صلبة، هي المنوط بها بعد عشرات السنوات الدخول بمصر إلى حضارة الربع الأخير من القرن الحادي والعشرين.
• اللعنة على الأيديولوجيا أياً كانت، ولو كانت الرأسمالية قد تكلست وتحولت إلى دوجما لكانت مثيلة للماركسية من حيث تخريبها للحضارة الإنسانية. . الأيديولوجيا قادرة على أن تدفع العالم في تخصص علمي إلى التهريج والتهجيص. . انظر ما قاله د. ممدوح حمزة عن سد إثيوبيا مع عمرو أديب، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!. . مشكلة بلادي وربما مشكلتي الشخصية مع الجميع تقريباً هي الأيديولوجيا أو الأفكار الجامدة المسبقة التي تعيق التفكير الموضوعي والعلمي في أي قضية، فالسياسة في عصرنا ليست أهواء مزاجية تطبع التصرفات والمواقف، لكنها تحديد الاتجاه وفق بوصلة علمية محضة، تحقق الصالح العام والخاص للشعوب والأفراد.
التعليقات (0)