مواضيع اليوم

ليفني: صفقة التبادل أضعفت إسرائيل وضاعفت قوة حماس التي حصلت على الشرعية

منير مصطفي

2011-10-24 15:19:30

0

قالت إن الحكومة أثبتت لأعدائنا بأنها تتحرك تحت طائل التهديد بخطف الجنود وإطلاق الصواريخ وهذه مأساة
الناصرة ـ القدس العربي من زهير أندراوس: خلال النقاش الذي دار داخل المستويين السياسي والأمني، وفي وسائل الإعلام العبرية على مختلف مشاربها، حول قرار الحكومة بالموافقة على قبول صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، والذي اتسم بالمعارضة الشديدة لإبرام الصفقة من ناحية، والتأييد العارم لإخراجها إلى حيز التنفيذ وإعادة الجندي المأسور، غلعاد شليط، إلى بيته وعائلته، حافظت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، وقائدة حزب (كاديما) وزعيمة المعارضة في الدولة العبرية على الصمت المُطبق ولم تنبس ببنت شفة حول الصفقة، أمس الأحد، بعد مرور أسبوعين بالتمام والكمال على قرار حكومة بنيامين نتنياهو بالمصادقة على الصفقة، التي تمت تحت الرعاية المصرية، قررت ليفني كسر الجليد والخروج عن صمتها، والتحدث عن تداعيات صفقة التبادل مع حماس، وذلك في مقابلةٍ خصت بها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، التي اختارت المقابلة لتكون عنوانها الرئيسي، وهي الصحيفة الأوسع انتشارا والأكثر تأثيرا في الدولة العبرية.
ليفني، ضابط الموساد السابقة، التي لم تنف ولم تؤكد تورطها في قتل عالمٍ عراقي في عاصمة الأضواء، باريس، في الثمانينيات من القرن الماضي، شنت هجوما غير مسبوق على حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وقالت إن الصفقة أضعفت الدولة العبرية من الناحية الإستراتيجية، وبالمقابل أكدت أنها، أي الصفقة، أدت في ما أدت إلى تقوية حركة حماس في الشارع الفلسطيني، وليس فقط من الناحية التكتيكية، إنما أيضًا من الناحية الإستراتيجية، وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة وإستراتيجية على أمن إسرائيل، على حد تعبيرها.
وقالت ليفني للصحيفة إنه عندما عُرضت على الحكومة صفقة التبادل الأولى مع حزب الله، لإطلاق سراح الجنرال في الاحتياط، إلحنان تننبوام، صوتت ضد الصفقة، أما عندما جاء التصويت على الصفقة الثانية في العام 2008 لتحرير الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف، فإنها صوتت إلى جانب الصفقة، ولكنني، أضافت، قلت لعائلات الجنديين لو كنت أعلم أن حزب الله سيُعيد إلينا جثتي الجنديين، لكنت صوتت ضد الصفقة، على حد تعبيرها. وكشفت النقاب عن أنها عارضت صفقة شليط، سوية مع رئيس الوزراء آنذاك، إيهود أولمرت، ووزير الأمن، إيهود باراك، على الرغم من أن الوسطاء عرضوا نفس الشروط التي وافقت عليها حكومة نتنياهو، لافتةً أن القرار بإبقاء شليط في الأسر، أصعب بكثير من القرار بالموافقة على تحريره، وساقت قائلةً إنه خلال معركة الانتخابات العامة في إسرائيل في العام 2009 قالت إنها تُعارض إطلاق شليط بكل ثمن، مؤكدةً على أنها دفعت ثمنًا سياسيًا بسبب موقفها، حيث قالت لطلاب مدرسة ثانوية، قبل تجندهم للجيش، إن هناك إمكانية بأن لا يعودوا أحياء إلى بيوتهم خلال الخدمة العسكرية.
واستطردت رئيس (كاديما) قائلةً إنه منذ أن انتقلت إلى مقاعد المعارضة قررت عدم تحويل قضية شليط إلى قضية سياسية، فمن ناحية رفضت التوقيع على عرائض موجهة إلى الحكومة للضغط عليها لإطلاق شليط، ودفعت ثمنًا سياسيا باهظًا نتيجة لموقفي، ومن الناحية الثانية، خلال جلسة الحكومة التي صادقت على الصفقة اتصلت بوالد الجندي الأسير وأبلغته بأنني عند كلمتي ولن أتحدث ضد الصفقة.
وردًا على سؤال حول تفسير موقفها قالت ليفني للصحيفة العبرية: لقد وصل المجتمع الإسرائيلي إلى حالةٍ لا يستطيع فيها تحمل تواجد الجندي شليط في الأسر، وبالتالي فإن الجمهور الإسرائيلي أجبر الحكومة على اتخاذ القرار بقبول الصفقة، لقد باتت الصفقة من وراءنا، وأنا سعيدة بذلك، ولكن السؤال المفصلي ما زال: هل إسرائيل مُلزمة بتحرير جندي أسير بكل ثمن، طبعًا لا، كما أن الجمهور في إسرائيل عاش ويعيش تمثيلية شليط، وعليه لا أحد يريد أن يُصغي.
وقالت ليفني أيضا في معرض ردها على سؤال حول التزامها الصمت وعدم الخروج للإعلام والإعلان عن معارضتها الصفقة: موقفي كان معروفًا للجميع، لقد كنت ضد إبرام الصفقة مع حماس، وموفقي لم يتغير، ولكن علينا الا ننظر إلى المستقبل، وأن نهتم بالقضايا الأمنية وماذا حدث لنا في هذه الفترة، علينا الإقلاع عن الاهتمام الزائد في قضية شليط، والعودة إلى مشاكلنا في هذه المنطقة الصعبة التي نعيش فيها، أي الشرق الأوسط، وزادت قائلة: هناك فرق كبير بين ما نٌقيم أنفسنا، وبين ما ينظرون إلينا في الدول المجاورة وغير المجاورة، ففيما يتعلق بالدول نحن دولة لا يُمكن فهمها، وهذا الأمر بدا جليا خلال لقاءاتي بدبلوماسيين ووزراء أجانب، لقد قالوا لي بالحرف الواحد إنكم تطلبون من!ا بعدم التعامل مع الإرهابيين، ولكن بالمقابل تقومون بإجراء مفاوضات مع الفئات الأكثر تطرفًا وتقومون بتقوية حركة حماس، وبالتالي، برأي ليفني، فإن الصفقة جعلت من حماس حركة قوية، لقد ضاعفت قوتها، أنظر ماذا يجري لدينا، حتى الإرهابي الكبير، أحمد الجعبري، بات عندنا رئيس هيئة الأركان العامة لحماس، وهذا التعريف يمنحه ويمنح الحركة شرعيةً، بكلمات أخرى، شددت ليفني، حكومة إسرائيلية يمينية ومتطرفة منحت حركة حماس الشرعية، كما أنه في الصفقة الحالية تم تجاوز الخطوط الحمراء، ذلك أن حقيقة تمكن حماس من إطلاق سراح أسرى من عرب إسرائيل هو اجتياز خط أحمر لم يحدث من ذي قبل.
وبحسب رئيسة المعارضة في الدولة العبرية فإن اتخاذ قرار الحكومة من موقف ضعف أم لا ليس مهمًا، المهم هو أن إسرائيل باتت ضعيفة بعد إبرام الصفقة، في حين أصبحت حماس قويةً، المأساة تكمن في أن هذه الحكومة بدلاً من إجراء مفاوضات مع المعتدلين في الطرف الفلسطيني بهدف التوصل إلى سلام، تقوم بالتفاوض مع حركة إرهابية، تُنهي الحصار على غزة وتقبل بشرعية حماس، كما أن الحكومة نفسها ترفض الاعتذار لتركيا، ولكنها بالمقابل تعتذر لمصر، وهذه التصرفات تمس مسا سافرا بقوة الردع الإسرائيلية، وعليه فإن تداعياتها على أمن إسرائيل خطيرة للغاية، على حد قولها. وخلصت وزيرة الخارجية السابقة إلى القول إنه يتحتم على الدولة العبرية الآن الشروع في عملية سياسية، وغير ذلك يؤكد لكل من في رأسه عينان أن إسرائيل تعمل فقط تحت الضغط، وعندما يقومون بتهديدها ويخطفون الجنود ويُطلقون الصواريخ باتجاه العمق، لافتةً إلى أن نتنياهو رفض التفاوض مع الرئيس عباس لأنه وقع على اتفاق المصالحة مع حماس، والآن ما جرى هو أن نتنياهو نفسه تحدث مع حماس، لقد وصلنا إلى الدقيقة التسعين، على نتنياهو أن يباشر فورا بالمفاوضات مع السلطة، وغير ذلك، سيكون مسؤولاً عن إقامة الدولة الفلسطينية، التي سيكون اسمها حماستين، على حد وصفها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !