مواضيع اليوم

ليس ردا على الحسن ولكنه انتصار لأجدادي الأردنيين

فارس ماجدي

2012-03-18 09:57:47

0

 ليس ردا على الحسن ولكنه انتصار لأجدادي الأردنيين

 

 

  ابسط لنا صدرك قليلا يا ـ ماموث الأردن السمين ـ  فهذا نهار يرشح  بالكرامة وعودة الوعي الذي استلبتموه زهاء قرن كامل  ..

 نحن يا أيها ( الماموث) كواكب تفتح حقائبها لتنسكب منها النيازك وضاءة منيرة  في ليل هذا الوطن الذي أثخنت روحه قيودكم  ...

 نحن الذين  وقفنا على أعتاب السماء نجوما تنقطع لها أعناق الشاخصين بأبصارهم  يرنون لها بشوق افئدتهم وحنين ارواحهم  .

نحن فكر لا يموت وصوت تحتفي به الشموس الطوالع ... 

نحن صوت لم تتخمه القيود بعد أن رفض أن يكون عبدا في مملكة العار ذلك أننا همس جليل في قلب التاريخ  ونحن حجر الزاوية فيه

نحن وشم التجارب المريرة خرجنا منها  ثم خرجنا عليها في كل عصور الظلام والقهر التي كان آخرها عصركم الماجن  المنحط ..

 

يا أيها  الساقطون المنبوذون  الذين أهلكم الجوع والذل والعار  والخوف يا اشباه   الرجال  ولستم بالرجال  إعلموا  أنكم كائنات ليل  وضفادع برك آسنة يعلوا نقيقها  كلما أظلم الليل وادلهمت الخطوب ...

      

نحن الذين قرعنا ضواحيكم الرطبة  المهجورة ، وأنتم أشباه  الضلال المنتنة..

سنقطع اليكم مسافات بحجم الوطن الذي بعتوه بأرخص الأثمان، سنتسلل الى أحلامكم  ونقض مضاجعكم، سندخل اليكم مثل مطر شديد  يقرع رخام أنفسكم  وسنتجمهر في افاريز عقولكم، لا مهرب لكم اليوم ولا منجاة ، فساعة الحساب أزفت وتطايرت الصحف وفضت أختام الكتب ونصبت الموازين بالحق هذا يومكم الذي كنتم توعدون.  

أيها السفيه المعاق الذي خرجت  لنا مثل عاهرة شمطاء  تغسل شعرها بزبد ضباب حالك السواد و تمنح شرفها الرخيص لكل رخيص .    

رحت  ترغي ويتطاير الزبد من شدقيك  في كل النواحي والأنحاء  وكأنك وعلى غفلة من الزمن  شب وتدُ  ذكورتك  فرحت تعوي مثل خنزير لئيم  في واد سحيق .

وتتأرجح  الكلمات من فمك مثل عناقيد سحلت في كهف مظلم .. ايها الماموث   اللعين ماهكذا تمتحن  فتوتك وما هكذا تمتحن صبر الأردنيين  وما هكذا ترد لهم الجميل الذي طوقوا به عنقك النجس، بل وأعناق  كل الخونة من آباءك واجدادك واخوتك وابناءك وكل عشيرتك الأقربون.. ما هكذا ايها المعاق خلقا وخُلقا يكون رد الجميل يوم جاء جدك وكر الخيانة وبئرها وضرعها وبضرها على جمل اجرب أعرج  ووطئت اقدامه المنته تراب الأردن الطهور يملئ فمه الرمل وجلده الملح  وعينيه البؤس وقلبه الحقد  يوم جاء مهزوما منكسرا تائها منتن الريح والرائحة .. واستقبله أجدادنا الذين تلعنهم  وتسخر منهم فآوه وأطعموه وكسوه  ثم ملكوه عليهم وأعانوه ظانين أنه من نسل رسولهم  الكريم بعد أن غر وغرر بهم آملهم برجاء ربهم وبركة نبيهم فيه ..

أتفخر يا هذا بجدك دهقان الخيانة ..اتفخر بالحسين بن علي ربيب الأنجليز  ابن عون ابن جدعون  اليهودي اليمني الذي ظل وفيا ليهوديته وزرعها فيكم فأنبتت أجدادك  وآبائك ..

 

نحن أيها الوغد  من حشد الطرقات في محاجر الضحى وألهب متونها ببراءة الشر .. نحن الذين سنكون لعنة تطوق عنقك وتفتك بعينيك.

يا هذا ألم تعلم أن ارغفة خبزنا مختومة بالدم .. ألم تقرأ تاريخ الأردن ..   

 

إن  الأردنيين هم مبدأء التاريخ ومعاد الأرض من الأردن والى الأردن  بدأت قصة الحضارة وبه سوف تنتهي ..  

والجالسون على قارعة التاريخ  أمثالك  وأمثال اجدادك الخونة  يرنون  بأبصارهم الى أفق ضيق  وثمة أمل بأن باباً في المنحنى موصداً يمكن أن تفتحه الريح على مصرعية
لكن الريح لا تأتي ولن تأتي  
وإذا جاءت، فسوف تأتي كما لا تشتهي أو تأمل  وكما لا تفكر أو يخطر حتى برأسك ..

في الأردن كل شيء يستدعي الانفجار ، وبدا على مساحة النظر منعطف أخير ماثل أمام شعب راح يبرأ من شركه، وعلى من يخالجهم الشك أن يتفادوا البحث عن نهاياتهم  المدوية ، آن لهذا الشعب الذي اعتاد أن يمنح حزنه  لكم وأنتم قتلته ، أن يجنح أخيرا الى حريته، وكأن الذي ظل منسيا يمتد كأثير الفجر في ثغر الصباح ، كأن الذي على الهامش يضيء الأفق الموشى بالحلم، كل شيء بات جاهزا لاقتحام سنابك الليل الطويل، لن يبقى هذا الشعب المظلوم فتنة هاجعة في سريرالأرض، تغري كل العيون المتلصصة على مشهد جسده المشتعل بالخسارات والإنكسارات الفادحة، كما لن تعود شهوة كشفه مستسلمة لمواعظ هذا الواقع .. الشعب الأردني يصحو من غفوة طالت روحه هاجرا  تلك الوسادة المخملية التي جُهزت لنومه الطويل دون أن تتاح له لحظة واحدة للتمتع برؤية الحلم،  ولا بأس.. ففي الجحيم لا يعود في الوقت متسع لغير الكوابيس. سرعان ما يسترد هذا الشعب المظلوم ذخيرة الكرامة المكتنزة  في قلبه، ناشدا  حريته سائرا على أعناقكم   إليها،  وهو يعلم أن بين الحرية والسير في دربها خيط  من  نور هو إرادة الحياة ..

 الحرية ضرب من ضروب الحياة ما ذهب إليها أحد إلا ازداد حضورا .. كما أنها ليست شيء حدث في الماضي أو يد ممنوحة للنار أو ممدودة الى عتمة ومجاهل الكون، أو ضرب من الكفر والزندقة والإلحاد .. إنها يد تنزاح كالبوح، تفكر بلذة تالية، تستدعي طاقة الخلع لتلك العين اللئيمة التي تحجب الحياة و تبعث الروح عارية في مساقط العاصفة. حيث الإنعتاق من وهم نقيض يخشى نقيضه فيُعمل فكره دائما على تفاديه ...

شعب ماجلس على المقعد المقابل لجلادية يا جلاديه في هيئة مزيج باقي من الزمن، يهم  ُبمداعبة قدمية مثل جسد يتدرب على خلع أطرافه، شعب كلما حاول أن يتذكر ينسى .. قالوا له ـ وإذا ما اعتقد بعضكم أن ثمة مبالغة في الأمر عليه أن يفقأ عيني نسر ويطلقه في ليل الجبال ، ثم يسأله عن عدد الجروف التي ستصير راحته التالية.. أية مأساة غاصة في حلقوهم مثل هذا التفكير ؟

 

قالوا له ـ لا أحد يعرف مصيره، وعلى الذين يفكرون بفعل التجاوز، ويعتقدون بأن ثمة أمل، عليهم أن يجربوا ولو لمرة واحدة وضع يدهم في الجمر لثوان خمس  ويصبرون، فإذا تسنى لهم المكوث هناك، سوف يستطيعون تفسير ما يحدث في تلك الثواني الخمس .. الحرية ليست في كومة الجمر وجحيمها ، لكنها في اللذة الفاتنة فيما اليد مدفونة في كنه المشاعر التي تجتاح المخيلة .. تفقد اليد لكنك ستكسب شيئا آخر .. فالصور التي تقترحها المخيلة في تلك اللحظات الخمس وأنت في نقيض الفردوس هي ما يفسر كنه الحقيقة .. قالوا ليس في الأمر مبالغة لكن قدركم هو نحن، ونحن حقيقتكم  ونحن نقيض نقيضكم

 قالوا له واقسموا جهد ايمانهم ..( والله لوجيتكم على ساحة النخيل لأنخلكم كلكم ) وما دروا أن المنخل سوف يضيق ويضيق  حتى تتساقط منه  بقاياكم المنته .....

تذكرت  كلاماً   كتبته ذات ليل في ظلام كثيف في زنزانة ـ ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يك يراها ـ  ، أيقنت أني أؤلف نفسي مثلما اصنع كتاباً وأملئه بالأساطير. تحت قدمي حصير يجرح باطنهما ويمعن في آثارة جراح تركتها السياط، وحين اهمّ بالسؤال تتناهى لي تلك القهقهات مختلطة بذلك النحيب الذي ينبعث من بطون الهاوية،  قلت :  هذه أرض  تحضنك بغياب طويل، غيابٌ  تهزّهُ يد الهواء لئلا ينام، ويرفع عينيه ليرى الأمل وهو في الأعماق  أمل يذهب الى الفضاء الشاسع  ليعود بهدايا من نجوم .. وها هو الأمل يأتي ماشيا على قدميه .. أمل الخلاص من هؤلاء الزنادقة . هؤلاء الذين  يشهقون بالباقي خشية أن تأخذهم الريح فيصيبهم الفقد.

 كأن كل شيء بات محض سرد تكتبه الريح ليمحوه الماء. لم أضع جسدي في الذاكرة إلا وأصابتني الكارثة. أيها الأردن يا قرين الصوت متصاعداً في نشيدٍ يابسٍ، أثث لي المسالك بالنحيب لأعرف أن بيني وبين جسدي درج أنزل عليه لأقرأ أسفاري مكنوزة في أسرار متروكة هناك.. في تجاعيد هضابك،  في نحيب وديانك .. أقرؤها نشيدا يتقدم في هودج من الذكريات رافلاً بمحتملات العرس والفرح والحضور  برغم أنفك يا اسؤ خلق الله .     

لم ولن تعودوا  ذو قدرة  نادرة على التحول والتماهي، وأنتم من التف بأوشحة النفاق والكذب والرياء  والخيانة  وأوجه كثيره منها الحماقة  وسؤ الخلق والأخلاق  وصَلافة  كهنة نادرين رماهم القدر في وجوه الأردنيين .
وليس سهلاً ، كما يتبادر إلي الذهن ، أن هذا الماموث الذي اطل بوجهه القبيح  شخص  احتضر سياسيا إنه جزء من بنية هذا النظام ومن أعمدته الأساسية    فالإحتضار فعلُ حيّ يموت، لا تستطيع الجزم أنه حيٌّ ، ومن المؤكد أنه لم يمت بعد، برغم تماثله لنا في هيئة الجثة العفنة  أو الجثمان زيادة في  تقديرنا له  . ليس حياً  نعلم هذا   ولا ميت  ، فكيف نتوقع منه احتضارا

  
 نحن الذين ما أن انتفض اليقين داخل عقولنا ،  حتى جدّفنا في بئر القداسة وهدمنا كل  أيقونات العصور وسمينا الطاعة رجساً والخضوع جبنا   والكتاب أفيونا والصلاة لكم  زندقة .. ووطنا يحكمه أمثالكم   قبرا ً نحن ما كنا في يوم من الأيام من زمرة الخانعين الأذلاء الذين استمرؤا الذل والمهانة حتى صارت طبعا مغروسا في النفوس والعقول  كل الرموز باتت مهدورة للبصاق في كل وجوهها الموحلة ، وكل اصواتها المقرفة وكل  عيونها  الخبيثة .. 

أشهرنا  ارتيابنا  بكم أيها الحمقى ووسمنا المسارب بوسم السيول الهادرة في وجوهكم ... لا ملجأ لكم منا يعد اليوم ..ولا عاصم لكم من أمر الأردنيين  
 هكذا حملنا راية الفداء وأومأنا للجهاد  ومضينا اليكم     
 يا أصحاب الجلالة والسمو يا مرابط أحلاف السؤ

يا دهاقنة الخيانة

يا لصوص الوقت

 
هو ذا مساؤكم قد اقترب وليلكم اظل   
يا اندحاراتنا وهزائما  وخسارتنا
يا كتباً حفظناها  تتدجّن تحت أختام المحرّمات

هذا أول السطر في كتاب الأردن الحق الذي لن تقرؤه عيونكم

 


  
 
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !