ليبيا على كف عفريت

ليبيا على كف عفريت

  تعيش بليبيا شبح حرب مسلحة شبه أهلية صراع على السلطة وتوزيع الثروة وتلك تداعيات طبيعية بعد عقود من الإستبداد وتحول المجتمع الليبي من مجتمع محكوم بقبضة حديدية إلى مجتمع مسلح ثائر خرج ولم يعد , حالة استفادت من غياب سلطة الدولة وغياب التطبيق العملي لمفهوم الدولة , فالحالة الليبية اشبه ماتكون بالحالة الصومالية كتائب مسلحة بعضها ثوري وبعضها مؤدلج ذو أهداف سيوإسلامية "إسلام سياسي" مستفيدة من خطاب تنظيري متطرف ومن طموحات سياسية رأس هرمها تحقيق مكاسب بالدولة الجديدة ,على كل شبر من الأراضي الليبية تنتشر الكتائب المدججة بالسلاح تتحرك بأمر زعامات لاتؤمن بالتداول السلمي للسلطة ولاتؤمن بالحوار السياسي والوطني لتجاوز الخلافات السياسية وطي صفحات الماضي الآليم . تهديد الكتائب المسلحة للمؤتمر الليبي العام وإمهاله بضع ساعات لتقديم الإستقالة سلوك وفعل ينم على ان ليبيا تتجه نحو المجهول بقدمين حافيتين , فالسياسي يسير بطريق والكتائب المسلحة لم تنجح محاولات إحتوائها تسير بطريق وجميعهم سيلتقون بنهاية طريق مظلم لانور فيه , مشاكل وملفات ليبيا كثيرة لن تٌحل بليلة وضحاها واول خطوة يجب أن يبدأ بها الليبيون هو نزع سلاح الكتائب وتحويل أفرادها لعناصر أمنية رسمية أو تحويلهم لمؤسسات المجتمع المدني وتوزيعهم على مختلف المؤسسات الأهلية والرسمية بعد تأهيلهم نفسياً ودعمهم مالياً , فبقائهم بكتائب مسلحة ومن دون غطاء قانوني يشرعن الجريمة ويدفعهم لساحة تصفية الحسابات العرقية والسياسية والمذهبية وقد يتحولون لمرتزقة ينفذون توجيهات المتنفذ بمقابل مالي فهناك زيت ونار ولابد من نزع فتيل النار ؟ يتوجب على عقلاء ليبيا وسياسيوها وزعماء كتائبها الجلوس على طاولة حوار وطني شامل يزيل تراكمات الماضي ويفتح صفحة جديدة ويبشر الليبيين بزوال سنين الظلام والخوف , فاليبيون أتحدوا بوجه الطغيان وعليهم أن يتحدوا ويواجهوا مشاكلهم بلغة الحوار لا بلغة المغالبة والدم ؟ في الصراعات السياسية تحتقن المجتمعات , لكن إذا تحول الصراع السياسي لصراع مسلح فإن الأمة تحتقن بعد أن يتساقط ابناء المجتمع الواحد قتلى في سبيل السلطة ومغانمها ! فهل يعي الليبيون خطورة ما يقومون به من تصرفات إن أستمرت ستنسف تضحيات شعب وقف ضد الطليان وضد نظام معمر في ثورة لم يكن يتوقعها أحد ؟؟