ليبيا: دهب معمر القدافي وجاء مصطفى عبد الجليل القدافي
42 سنة من الحكم الفردي لمعمر القدافي لم تنتهي إلا بالثورة عليه مقابل آلاف الموتى وآلاف المعطوبين من شباب ليبيا الدين سموا بلدهم بعد إسقاط القدافي ب ليبيا الحرة. لكن مدا يعني ليبيا الحرة؟ هل فقط حرة من معمر القدافي؟ أم أيضا من فكر القدافي وسيطرته على السلطة وانفراده بالقرار وإعدامه للديمقراطية؟ الم يفهم الثوار من ليبيا الحرة بليبيا الديمقراطية؟
مصطفى عبد الجليل كان من وزراء القدافي الدي تلطخت كدلك يداه بجرائم القدافي’ لكن كان من الدين فهموا مجرى اتجاه الرياح فانقلب عن القدافي ودهب إلى بنغازي ينتظر ما سيفعله الثوار. كون مجلسا انتقاليا من مجموعة من القوميين العرب أبناء فكر القدافي ومجموعة من الإسلاميين معارضي القدافي. كانت مهمة المجلس هو تدبير مرحلة الثورة. لكن مباشرة بعد سقوط القدافي بيوم فقط خرج مصطفى عبد الجليل متجاوزا حدوده وينصب نفسه قدافي جديد لليبيا الحرة. كيف دالك؟
قال يوم الأحد 23 اكتوبر 2011 خلال احتفال إعلان تحرير ليبيا " أتعهد باحترام الشريعة الإسلامية " و "نحن كدولة إسلامية اتخذنا الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع ومن ثم فان أي قانون يعارض مبادئ الشريعة الإسلامية فهو معطل قانونا" ويضيف "سأشرع تعدد الزوجات وأقفل الأبناك الربوية واستبدلها بالابناك الإسلامية". وشكر الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي العربي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعمهم الانتفاضة التي انتهت بمقتل القذافي يوم الخميس الماضي. وقال "ان جميع الشهداء والمدنيين والجيش انتظروا هذه اللحظة". وأضاف "إنهم الآن في مكان أفضل وهو جنة الخلد".
وقراءة لهدا الخطاب نود أن نلاحظ ما يلي:
1- إعلان التحرير من بنغازي وليس من طرابلس يعد احتقارا للثورة الليبية’ لأن بنغازي تحررت مند بداية الثورة’ لكن أهالي بنغازي لم يرفعوا السلاح لتحرير كافة التراب الليبي كما فعل أهالي الجبل الغربي والجبل الشرقي الدين قاتلوا ألاف الكيلومترات وهزموا القدافي في طرابلس التي كانت هي فعلا معركة تحرر ليبيا. وكان هدا بشهادة الملاحظين الدوليين.
2- لمادا شكر الجامعة العربية’ ولم يشكر أمريكا؟ ما هدا النفاق القومي الإسلامي العربي؟ الم يعلم عبد الجليل أن جل العالم بما فيهم الليبيين يعرف أن القوانين التي فرضت الحظر الجوي على القدافي والتي سمحت للحلف الأطلسي بالتدخل العسكري في ليبيا لأنقاد الليبيين من جحيم طيران القدافي لم تدعوا لها ولم تصوت لها الجامعة العربية الميتة’ بل أمريكا؟
3- الم يكن القدافي الزعيم الإسلامي في إفريقيا منافسا بدلك السعودية. لما كان ما يفعل القدافي ليس بالشريعة الإسلامية فلماذا لم ينبهه عبد الجليل كل السنين التي كان في حكومة القدافي ينشر إسلام القدافي ويحكم به؟ أليس هدا سرقة للثورة الليبية؟
4- مصطفى عبد الجليل كان قاض تم وزير العدل في حكومة القدافي الإسلامية’ لمادا لم ينبه القدافي بتنافي ما كان يحكم به مع الشريعة الإسلامية؟ هل لم تكن له الشجاعة ان يقول كلمة حق؟ أم له الشجاعة فقط ان يتكلم باسم الثوار بدون ادنهم؟
5- هل كانت المطالبة بتعدد الزوجات احد أسباب الثورة الليبية؟ هل زهقت ارواح خمسون الف شاب ليبي من اجل ان يتزوجوا اربعة زوجات؟ ما هدا الهراء؟ ولهدا لا يجب لتورة شبابية ان يمتلها رجل خرف عقله.
6- مصطفى عبد الجليل لم يتم انتخابه من احد في ليبيا فكيف يسمح لنفسه بالتحدث باختيارات الشعب الليبي المجتمعية؟ ولو افترضنا أن الشعب الليبي يريد فعلا الشريعة الإسلامية مصدرا للشرع فليس من حقه هو التحدت باسمه بدون انتخابه منهم لهده المهمة. وهدا هو فعلا ما فعل القدافي في ثورة ليبيا الأولى في فاتح سبتمبر 1969. بدأ القدافي يتكلم باسم الشعب الليبي ويحدد له اختياراته.
7- ما هي القوانين التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية؟ هل هي فقط تلك التي تهم المسلمين العرب الليبيين’ ام جميع المسلمين الليبيين عربا و أمازيغ؟ لمادا تحدت مصطفى عبد الجليل فقط عن تعدد الزوجات ولم يتحدث عن ما هو اكبر وأعظم وهو تعدد اللغات التي أحلها الله وحرمها القدافي وحكومته التي كان فيه عبد الجليل وزير عدل؟ هل منع الأمازيغية يوم كان وزير عدل و حتى يوم عين رئيس المجلس الانتقالي لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية؟
8- ومادا سنفعل بيهود ومسيحيي ليبيا هل سيعطوا الجزية لإخوانهم المسلمين ؟
9- ومادا سنفعل بالا دينيين الليبيين’ هل سيعدمهم مصطفي عبد الجليل القدافي؟
10- أليس تطبيق دين الأغلبية ضربا لحقوق الأقليات؟
11- أليست الديمقراطية النظام الوحيد اليوم الذي يحمي جميع الأديان؟ أم أن القوميين والإسلاميين في بنغازي لا يتحملون العيش في الديمقراطية؟
إن كان هدا يدل على شئ فإنما يدل على :
1- نية بعض الأطياف الليبية سرقة الثورة الليبية وإحرام هدا الشعب من الديمقراطية التي هي النظام الوحيد لحد الآن في العالم بأسره الذي أعطى أمما عظمى.
2- هناك فكر داخل المجلس الانتقالي الليبي لازال لم يفهم حتى معنى الديمقراطية فكيف لا تسقط هده الرؤوس الآن دون الغد لكي يجنب الشعب الليبي اللجوء إلى السلاح من جديد.
3- هناك دول من من ساعدت المجلس الانتقالي تريد ألا ترسخ الديمقراطية في ليبيا لكي تستفيد من صفقات البترول بعيدا عن القوانين الديمقراطية. بالضبط كما فعلت الصين والروس مع النظام البائد. فلو كانت الديمقراطية لما سمح القدافي لنفسه ان يعطي بترول ليبيا لمن أحب.
4- وضع السلاح اليوم أو إدماج الثوار في الجيش الليبي قبل الحسم في الدستور يعد خطرا على مستقبل ليبيا الحرة كما يريدها الثوار.
5- مصطفى عبد الجليل يريد أن ينتخب رئيسا لليبيا’ فيغازل الإسلاميين من اجل أصواتهم. ولما لا تعيينه من مجلس الشورى بدون انتخابات كما تؤكده الشريعة الإسلامية التي فرضها اليوم على الشعب الليبي بدون استشارته. لهدا الغى –وبدون استشارة الشعب كدالك- الربا فقط على الديون الصغرى التي لا تتجاوز 10000 دينار كادبا على البسطاء لأن البترول الليبي قادرعن دفعها للبنوك الإسلامية لأن لا يوجد لحد الآن بنك اسلامي بدون قروض. اما الديون الكبرى فهي ليست ربا’ سبحان الله !
6- كل هدا المسلسل الذي تم التخطيط له في بنغازي يزيد من الشكوك أن القدافي تم إعدامه بادن المجلس الانتقالي لكي لا يفضح القدافي أمام المحكمة الدولية اسرار وزرائه سابقا ومنهم عبدالجليل وأصدقائه’ ولكي يقوم التسريع بسرقة الثورة لأن غالبية الشعب الليبي البسيط لم تكن له تجربة ولا معرفة في ما معنى الديمقراطية .
لهدا يجب أن يلقب رئيس المجلس الانتقالي الليبي بمصطفي عبد الجليل القدافي الذي فتح ليبيا اليوم على مستقبل مجهول ادا علمنا أن كل الطوائف الليبية الآن مسلحة. دهب القدافي وجاء القدافي ...
التعليقات (0)