مواضيع اليوم

لولا التدخلات غير الأخلاقية لحصد الإخوان مقاعد أكثر بالبرلمان

سعيد مصطفى

2012-01-08 07:32:05

0

 قال الشيخ إبراهيم منير، مسئول التنظيم العالمى للإخوان المسلمين: إن حسني مبارك وأعوانه المقربين وأولاده حكموا مصر تحت شعار "أنا ومن بعدي الطوفان" وهي عبارة يضرب بها المثل في الأنانية وحب الذات من دون الإحساس واحترام الآخرين ومشاعرهم، شاهدنا ذلك طوال سنوات حكمه، في الوقت الذي يدعو فيه ديننا الحنيف للتسامح والإخاء والإيثار والعدل بين الرعية، ونجد مبارك طبقها على جموع الشعب المصري بأسلوب مخالف تماما من نهب لأموال البلد ومقدراته، 

أضاف منير فى حوار لصحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحدأن فلول النظام تسرح وتمرح في البلد ليل نهار، وعلى المجلس العسكري أن يعلن عن أسماء الذين يقفون وراء أحداث العنف والشغب التي اجتاحت وسط القاهرة، وفي أحداث ماسبيرو أكتوبر الماضي، والتي راح ضحيتها 19 شخصًا وعشرات الجرحى، لا نعرف حتى الآن من وقف وراء تلك الأحداث رغم ما يقال عن محاكمات سرية لمرتكبيها. 
وأوضح منير أن الإخوان يدركون حجمهم الطبيعي في الشارع المصري، وما حققوه من نجاحات يعبر عن وجودهم في الأحياء والقرى المصرية، ولولا التدخلات غير الأخلاقية أحيانا لحصل «الإخوان» على عدد أكبر من المقاعد. 

وحول الخلافات مع التيار السلفى قال التيار السلفي موجود منذ بدايات القرن الميلادي السابق في مصر، وكان يغلب عليه اتجاه واضح ومحدد تتعامل معه جماعة الإخوان المسلمين كشريك فاعل في الدعوة الإسلامية بعد أن ارتضى أن يكون بعيدا عن العمل السياسي وعلى أساس مشترك هو ما نص عليه بند الفهم في أركان البيعة العشرة للجماعة «وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالاتباع»، وهو ما اختصره الإمام الشهيد حسن البنا بقوله: «(الإخوان) دعوة سلفية...»، وأذكر بالفضل أن مساجد أنصار السنة وأيضا الجمعية الشرعية في عهود شيوخهم السابقين الكبار يرحمهم الله جميعا كانت محضنا طيبا لشباب الجماعة في أيام المحن دون أن يرى أو يسمع أحد ما نراه أو نسمعه اليوم، ولكن ومع مرور الزمن تعددت الاتجاهات داخل هذا التيار وغالى البعض في التشدد باتباع مذهب واحد واعتبار مخالفي المذهب حتى ولو في الفروع خارجا عن حظيرة الإيمان وسمعنا عن تفسير عجيب لمقولة «الفرقة الناجية»، وللأسف الشديد نال جماعة الإخوان المسلمين من جراء هذا التفسير الأذى الكثير وأحيانا بسبب الزي والملابس أو القبول ببعض المصطلحات الغربية (الكافرة..!!) مثل مصطلح الديمقراطية والذي لا يعدو من وجهة نظرنا عن كونه تطبيقا يتداوله الناس لمعنى الشورى المأمورين بها شرعا، وبسبب المشاركة على أساسه في الانتخابات البرلمانية، وأيضا اعتراض البعض على المظاهرات التي تطالب بالعدل أو الاعتصامات التي تطالب بالحقوق، وشخصيا لا أدري لماذا تغيرت الأحكام الشرعية فجأة في 24 ساعة بعد 11 فبراير (شباط) 2011 يوم تنحي الرئيس السابق وأصبح ما كان حراما قبل هذا اليوم حلالا بعده وبمقولة كانت مغيبة من قبل وهي تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان، ومع كل ذلك فما زال الهجوم على الجماعة مستمرا، وأؤكد وأرجو أن أكون مخلصا أمام الله لكل التيارات الإسلامية أننا كلنا في مركب واحد وهدفنا كله واحد وإن اختلفت السبل لإقامة شرع الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض كما أمر ولا نحمل للكل إلا الخير الذي نرجوه من الله لنا ولكل العباد. 

وعن شكل العلاقة بين الإخوان والمجلس العسكرى أكد منير أن المجلس العسكري يقوم بدور رئيس الجمهورية في هذه الفترة وأرجو أن تأخذ العلاقة بينه وبين «الإخوان» كفصيل من فصائل الوطن شكلها الطبيعي، فالقوات المسلحة وبعد الانسحاب التآمري لوزارة الداخلية في بداية الثورة كانت صمام الأمان لمصر، و«الإخوان» قالوا للمجلس العسكري أحسنت، ويجب أن يقبل منهم إذا أساء أن يقولوا أسأت في كذا وإذا قصر أن يقولوا قصرت في كذا، وعليه أن يوفي بالتزاماته تجاه الشعب التي أعلنها مع بداية توليه السلطة وأن يعمل على إزالة المعوقات التي تعوق وضع مصر في مسارها الطبيعي وأطالبه بأن يكون له متحدث رسمي واحد باسمه، فمرة نشاهد اللواء محسن الفنجري ثم زميله محمد الخولي ثم اللواء حسن الرويني ثم اللواء مختار الملا وبعده اللواء عادل عمارة، وهو ما سبب إرباكا للناس فالتصريح السياسي والإعلامي لهما حرفية ومهنية خاصة خصوصا إذا صدر أي منهما عن أعلى سلطة في البلاد. 

وعن مواصفات رئيس الدولة القادم قال منير يجب أن يكون هناك توافق من كل القوى السياسية عليه أيا كان انتماؤه السياسي ولا يوجد في تاريخه أي تآمر على الشعب أو تربحه من المال الحرام، لا يتخذ بطانة سوء، ولا يسد أذنيه عن نصيحة ناصح حتى ولو كان لا يحبه، ولا يسكت عن خطأ يراه أو جريمة يرتكبها المقربون منه، ولا يقيم الحد (القانون) على الضعفاء تاركا الأقوياء، وأن يكون وكيلا للضعفاء من الناس يأخذ لهم الحق ويعطي لهم ما يستحقونه من عدل، وأن يكون على قناعة بأن انتخاب الناس له يعني بالنسبة له أنه قد أصبح خادما لشعبه خاضعا لما يجمع عليه الناس وليس فرعونا جديدا يمارس قول الفرعون الملعون الأول: « مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ». 

وعن توصيف الأخوان للدولة المدنية قال" دون الدخول في المسميات التي يتداولها علم السياسة فإن توصيفنا للدولة المدنية هي الدولة التي لا تسري فيها الأحكام الاستثنائية والعسكرية، ويتم فصل السلطات فيها فلا تطغى سلطة على أخرى، وتعتمد مبدأ التداول على السلطة فيأتي للحكم من يختاره الشعب، ولا تعتمد الطائفية ولا المحاصصة في توزيع المناصب والمهام، المواطنون فيها سواء مهما اختلفت عقائدهم أو توجهاتهم السياسية 

وردا على سؤال هل يتقبل الشعب المصري أن يفرض عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتضييق على الحريات الفردية للنساء والرجال أجاب - الحريات الفردية في أي نظام في العالم لها قواعدها المعروفة وحدودها التي لا يختلف عليها أحد وأولها ألا تتعدى حدود الفرد الآخر وتنظمها القوانين الصحيحة التي أجمعت عليها كل الأمم بدءا من قاعدة «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» وانتهاء بما أقرته مواثيق حقوق الإنسان العالمية التي لا تتعارض مع القيم السماوية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له قواعده وضرورة الالتزام بما شرعه الله سبحانه وتعالى «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ»، وألا يؤدي العمل على إزالة مفسدة باستجلاب مفسدة أشد منها وأنكى، والتعامل مع عباد الله بالحكمة والموعظة الحسنة ثم الصبر عليهم ليشرح الله صدر من يشرح ويرده إلى الخير هو الأولى، مع تهيئة المناخ الصالح المساعد وتبيان البدائل الطيبة لإنفاذ الأمر بالمعروف وإصلاح الناس. 

بوابة الاهرام



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !