لماذا السيد الصرخي اختار المختار الثقفي ؟
رعد السيد
الكثير من المشكلين ومثير الجدالات العقيمة والجهلة والسطحيين انتقدوا السيد الصرخي الحسني بشروعه بمحاضراته في التاريخ والعقائد واختيار شخصية المختار الثقفي كبداية لانطلاقة التحقيق والتنقيب التاريخي .
وقد لاموه على ذلك وانا بدوري لا الوم هؤلاء من لا يحرك عقله ولا يشحن فكره بالاطلاع والاستماع ولو عشرة دقائق لمحاضرات السيد الصرخي التي يلقيها كل مساء خميس في كربلاء المقدسة !!
ان مسألة المختار هي مسألة خطيرة كما اشار لها السيد الصرخي في محاضرته الاولى حيث قال في مقدمته لبحوثه التاريخية قائلا (نبدأ بأهم قضية واخطر قضية واسع قضية اخذت السعة والشمولية في المجتمع خلال السنوات الاخيرة والقضية هي قضية المختار) ولا شك ان قضية المختار تأخذ الحيز الواسع في الجانب العقائدي خصوصا وان الماكنة او المرجعية الاعلامية الجديدة قد عمقت هذه القضية واعطتها السمة الحسينية من خلال المسلسل الاخير (ألمختار الثقفي) .
فالمختار الثقفي ورغم ان المرجع السيد الصرخي لم يعط رأيه خلال المحاضرتين من سلسلته الا ان اللبيب والحاذق يفهم ان المختار طالب للحكم والرئاسة وانه على خلاف مذهب الامام السجاد عليه السلام بل هو على مذهب الكيسانية الذي يؤمن اتباعه بإمامة محمد الحنفية عم الامام السجاد عليه السلام .
ان قضية المختار لها انعكاسها الواقعي اليوم فحذو النعل بالنعل والقذة بالقذة قد جرى في العراق ، فكثير هم من الساسة الذين لا دين لهم كما وصفهم السيد الصرخي ، ساروا على ما سار عليه المختار فهم يدعون انهم حسينيون ورفعوا شعارات الثورة الحسينية وقد صدقها الناس كما صدقوا المختار وابن الزبير والعباسيين وغيرهم عندما رفعوا الشعار (يا لثارات الحسين ).
وقد طبل الاعلام لهذه القضية كي تأتي تزيد الخلاف الطائفي وخصوصا في العراق ، فبالتالي فأن هناك مشروعية ستكون لذوي النفوذ والحكم في التحكم بالمال والانفس والثمرات فكما سمح المختار ان يقتل شر قتلة ويمثل بالناس ويرمي بهم في قدور الزيت ويؤكلهم لحمهم وهم احياء ويحرق الجثث ويهدم البيوت .
اضافة الى ان الناس بدأت تتقبل فكرة التشقيق المذهبي والجهة الشرعية فالناس بدل ان تتبع الامام المعصوم المفترض الطاعة الا وهو الامام السجاد عليه السلام لكنها تهاونت وتعاطفت بلا اثر ولا دليل شرعي واتبعت محمد الحنفية بل كما ان المختار يتأرجح بين ثنايا عبد الله بن الزبير الذي يدعي الخلافة تبعا للمصالح فالكثير من الناس بدأت تتأرجح بين هذه الجهة وتلك حسب الاهواء والمنافع والانتهازية .
ويبقى الاعلام له الدور الاساسي في توجيه الناس لهذه الجهة او تلك اما الجهة الحقة فهي متروكة لا تقلب ولا تذكر ابدا ، كما حدث في عصر المختار ، فهذه الناس مع بني امية وتلك الناس مع المختار وهذه الناس مع ابن الزبير واولئك الناس واقفين على التل واخرون تركوا الاسلام اما الامام السجاد عليه السلام فوحيدا فريدا في المدينة يقبع في الليل حاملا المؤونة الى المحتاجين ويقضي ليله ونهاره بمناجاة ربه محتسبا صابرا والناس في عراك على الحكم والمال .
وكذا الحال اليوم فجهة الحق المتمثلة بالمرجع الاعلم الجامع للشرائط مهمشة ومبعدة من واقع الحياة الاجتماعية والسياسية بفعل الاعلام والانتهازيين والنفعيين ، كل هذه الاسباب وغيرها دعت السيد الصرخي ان يشرع مبتدئا بالمختار الثقفي . لما له من الخطر المحدق بالفكر الشيعي الذي اخذ مشروعيته في القتل والنهب والسلب من حركة المختار .
التعليقات (0)