الفراغ السياسي العربي الرسمي هوسبب نموالحركات الدينية
الوضع قي الشرق الأوسط فرض على المؤسسات الدينية مثل حماس وحزب الله والقاعدة التدخل لملئ الفراغ السياسي في البلاد العربية و يتجلى في ما يلي :ـ
1ـأنظمة الحكم العربية بعد أن عجزت عن أجبار أسرائيل على أحترام قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين لأنشاء دويلة فلسطسنية في حدود سنة 1967 وحفظ ماء وجه الساسة العرب وهو الحد الأدنى للمطالب العربية تحاول جميع هذه الأنظمة اليوم رفع يدها عن القضية الفلسطينية ومنذ أن قامت بعض الدول العربية بأقامة صلح مع أسرائيل وضمان حدودها الوطنية تحاول الأنظمة العربية مجتمعة اليوم الأهتمام بمصالحها الأقتصادية مع الغرب وتعزيز سيطرتها على شعوبها لصالح الطبقة الحاكمة لتستمر في حكم أستبدادي وراثي و تركت قضية فلسطين لأمريكا وأسرائيل للأنفراد بما تبقى من الشعب الفلسطيني تخططان خرائط ومشاريع وهمية لا هدف لها سوى أضاعة الوقت لتنفيذ المخطط الأسرائيلي الغربي الذي أسست أسرائيل من أجله وهو السيطرة على المنطقة وثرواتها النفطية والسوقية وموقعها الأستراتيجي الجغرافي في العالم والحيلولة دون تحقيق وحدة سياسية ودولة عربية قوية وتحالف أسلامي ضد المصالح الغربية على أن تقوم اسرائيل بدور الشرطي ومدها بأعتى الأسلحة الحربية لفرض سيطرتها كدولة عظمى على جيرانها .
2ـ لتضمن الانظمة العربية تمرير سياستها الأنهزامية والانبطاحية كان لا بد لها أن تقضي على أية معارضة شعبية وهذا لا يتحقق الا في أتباع نظام دكتاتوري للحكم لا كلمة فيه الأ للحاكم الفرد والتحالف و تقوية العلاقات مع الدول العظمى ( التي أصبحت دولة واحدة اليوم)وربط مصالحها بها لحمايتها من جيرانها وخطر التقارب الشعبي أوالرسمي معهم .
3ـ كان من الطبيعي أن تقاوم الشعوب العربية مثل هذه السياسات المذكورة أعلاه ونظرا لعدم السماح بالمعارضة الديمقراطية العلنية التجأت المعارضة في البلاد العربية ألى نقل نشاطها الى الخارج حيت تتوفر الحريات ولجأت المعارضة في الداخل الى السرية والعمل تحت ألسطع العلني.
4ـ لما كان الدين أحدى مقومات أي شعب والعامل القوي لمقاومة الطغيان والسيطرة الخارجية منذ ظهور الأديان وتمثل ذلك في ظهور اليهودية و المسيحية و الأسلام التي بدأت كلها بمحارية الأستبداد والنفوذ الأجنبيين فالنبي موسى سلام الله عليه قاوم طغيان فرعون وهاجر بقومه وحارب شعبه بعد ذلك أستعمار الرومان والفرس والنبي عيسى سلام الله عليه قاوم أستبداد الخاخامات اليهود الطغاة والأستعمارالروماني وسيدنا محمد صلوات الله عليه قاوم زعماء وطغاة قريش وحكام مكة وحارب هو وخلفاؤه بعده الأستعمار الروماني والفارسي , وهكذا اصبح من الطبيعي في الوضع العربي المعاصر أن تقوم حركات دينية لمعارضة الأنظمة العربية والوقوف في وجه الحملة الغربية المقنعة ضد الأسلام والضغط والأحتجاج على أستبداد وطغيان الأنظمة وأنبطاحها للأستعمار والأستغلال الأجنبيين بل والسعي لتولي السلطة لتفعيل أهدافها . والمتتبع للنشاط الوطني العربي من الأربعينات عايش تطور الحركة الوطنية بالمطالبة بالأستقلال وبالحريات والديمقراطية وفشلها في فرض هذه المطالب على الحكام العرب مما ساعد على ظهور الحركات الدينية لتبني هذه المطالب وقد لا قت هذه الحركات دعما وتأييدا شعبيا كبيرين وأصبحت تهديدا قويا للأنظمة الحاكمة وأنفرادها بالسلطة مما أضطر الأنظمة الى تحريمها ومحاربتها بالقوة بل والى السحق أحيانا دون رحمة ورغم أن الحركة القومية التي قادها عبد الناصر وتصادمها مع الأخوان المسلمين قد أضعفت هذه الحركات الدينية لبعض الوقت الا أنها عادت بعد هزيمة 1967 الى السطح بشكل أقوى .
5ـ ورغم أن القوى الأجنبية أمريكا والدول الغربية لم تكن ضد هذه الحركات الدينية في أول ظهورها بل دعمتها وحاولت الأستفادة منها في محاربة أنتشار النفوذ الشيوعي في المنطقة الا أن زوال الأتحاد السوفيتي وأنتهاء خطر الشيوعية حول نشاط الحركات الدينية الأسلامية الى الأوضاع الداخلية في البلاد العربية مما اجبر الأنظمة العربية على محاربة الحركات الأسلامية بعنف وسحق مما أضطر هذه الأخيرة على تصديرالعنف الى الخارج ضد القوى الغربية التي تدعم الأنظمة الدكتاتورية العربية وتلك التي تؤيد أسرائيل وعدوانها على الشعب الفلسطيني ونظرا لتطور عملياتها التي عرفت بالأرهاب أخذت الدول الغربية أجراءات عنيفة لمحاربتها ومتابعة نشاطها وقد قامت الولايات المتحدة بعد الاعتداء على بعض سفاراتها و أحداث 11 ستمبر في نيويورك وواشنطن بأعلان الحرب ضد الأرهاب وقررت التدخل عسكريا للقضاء على هذه الحركات والسيطرة على المنطقة بالقوة في بعض المواقع وبالوجود العسكري في الأخرى . وحتى تخفف من وقع هذا الحملة على شعوب المنطقة ربطت أمريكا الحملة ضد الأرهاب بنشر الديمقراطية والحريات وحقوق الأنسان في البلاد العربية وهو شئ ليس في صالح السياسة الأمريكية المعاصرة في الشرق الأوسط لأن الخلاف العربي ألأمريكي هو خلاف مع الشعوب العربية حول أسرائيل وليس مع الأنظمة العربية الدكتاتوريةالتي تخدم المصالح الأمريكية والغربية .من هذا نرى أن الأعتداء الأسرائيلي على لبنان لم يكن بسبب تأسير جنديين أمريكيين كما زعمت أسرائيل وأيدتها أمريكا وحلفاؤها وأنما هو تخطيط مدبر مقدما مع أمريكا في أطار سياستها المتعلقة بالحرب ضد الأرهاب. .
6ـ أن أعتبار المنظمات الدينية المعتدلة مثل حماس وحزب الله المعنية بتحرير الأرض المحتلة من أسرائيل منظمات ارهابية ومحاولة القضاء عليها سيؤدي الى أنضمام العناصر الدينية والوطنية المعتدلة في العالمين العربي والأسلامي الى المنظمات الأسلامية المتطرفة بزعامة القاعدة التي تستخدم العنف الأرهابي لتحقيق مطالبها . وفي هذا الأطار وأمام تصميم أمريكا وأسرائيل على أزاحة حماس وحزب الله من الوجود ستتحول لبنان وفلسطين المحتلة الى عراق أخر وستمتد المقاومة المسلحة الى سوريا والدول المحيطة بأسرائيل مما سيعرض أسرائيل ألى خطر حقيقي لم تشهده في الماضي كما يعرض مصالح أمريكا والدول الغربية والنفط العربي ألى خطر محقق كما يعرض الأنظمة العربية القائمة الى ثورة شعوبها الدموية و الشرق الأوسط الى فوضى لا يعلم مصيرها الا الله .
التعليقات (0)