المُؤتمَر الصَحَفيّ للدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة ونظيره الكويتيّ صباح خالد الصباح
28/12/2014
الدكتور الجعفريّ: بسم الله الرحمن الرحيم
نـُرحِّب بكم في هذا المُلتقى الذي يجمعنا مع سُموِّ الشيخ وزير خارجيّة دولة الكويت، ونحن نقطع شوطاً جديداً على طريق العلاقات العراقيّة-الكويتيّة.
جرى اليوم اتفاق ومُذكـَّرات تفاهُم مُتعدِّدة منها ما يتعلـَّق بالتبادُل التجاريِّ، وما يتعلـَّق بإسقاط الفيزا، أو ما يتعلـَّق بالجوازات الدبلوماسيّة بين البلدين.
وهذه لا تـُمثـِّل -بكلِّ تأكيد- إلا شوطاً واحداً في طريق طموحاتنا الطويل، ونأمل أن تشهد العلاقات العراقيّة-الكويتيّة المزيد من التقارُب؛ استجابة لحقائق الجغرافية بين البلدين، وحقائق التاريخ، وحقائق المُواصَفات الاجتماعيّة والتقارُب الذي يفرض نفسه، ويُشكـِّل بُنية تحتيّة تـُعطي انعكاساتها على الدولتين؛ لذا نعتقد أنَّ العراق ولكويت يشهدان انعطافة حقيقيّة في العلاقات السياسيّة تـُعطي تلقـِّياتها على دول المنطقة، ودول العالم؛ لأنَّ هاتين الدولتين مُستقِلـَّتان، ودولتان حضاريّتان لهما تاريخهما، ولهما ثرواتهما المُتعدِّدة، ولهما دورهما في المنطقة والعالم؛ إذ تتجمَّع الثروة، ويلتقي التاريخ بالجغرافية، وتلتقي المُجتمَعيّات المُتنوِّعة، والمُتآلِفة، والمُتجانِسة.
لابدَّ لي أن أشيد، وأكبـِر بموقف الكويت المُبكـِّر إلى جانبنا منذ سقوط النظام المقبور، ولعلَّ من دوافع الأساسيّة التي جعلت الكويت تتفهَّم العراق تفهُّماً عميقاً كأكثر شعب في العالم بعد الشعب العراقيِّ لأنه عرف مِحنة العراق من النظام المقبور؛ لأنَّ نظام صدام المقبور قد احتلها سبعة أشهر، وعاث فيها الخراب، واعتدى عليها، ومسَّ سيادتها، وخرَّب عمرانها.
اليوم ننتقل من رُدود الفعل، ونطوي صفحة التاريخ مُستشرفِين آفاق المُستقبَل، ونتطلـَّع إلى اقتصاد قويٍّ، وتنمية مُتبادَلة قويّة، وعلاقات سياسيّة، وعلاقات مُجتمَعيّة، وحضور على المُستوى الإقليميِّ والدوليِّ يداً بيد مثلما برَهَن معالي الأخ وزير الخارجيّة الكويتيّ على مَواقفه المُشرِّفة عبر محطات مررنا بها معاً بعد تشكيل الحكومة الأخيرة في مطلع الشهر التاسع في جدَّة، وباريس، ونيويورك.
وقفت الكويت إلى جانبنا لتـُساهِم في توثيق عُرى الأمن، وتقف إلى جانبنا ونحن نـُواجـِه عدوّاً مُشترَكاً وهو داعش، صحيح أنَّ داعش موجودة في العراق، لكنَّ خطرها لا يتوقـَّف عند الحدود العراقيّة، وصحيح أنَّ الضحايا من العراق لكنَّ مُواطِني داعش مُواطِنون من كلِّ دول العالم، فأبدت الكويت وعياً عميقاً، واهتماماً بالغاً، واستعدَّت لأن تقف إلى جانب العراق، ومدَّت يد المُساعَدة والعون إلى العراقيِّين، ودعمت العراق بتوطيد وتقوية شوكته الأمنيّة.
مرّة أخرى نـُجدِّد شكرنا وتقديرنا لأمير الكويت، ودولة الكويت، وللأخ العزيز الشيخ خالد على تشريفه لنا، وعلى هذه الوثيقة التي وقـَّعناها، وإلى مزيد من العطاء، وشكراً لكم على هذا الحضور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وزير الخارجيّة الكويتيّ: معالي الأخ الوزير الدكتور إبراهيم الجعفريّ بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن أعضاء وفد دولة الكويت المُشارِك في أعمال الدورة الرابعة للجنة العليا المُشترَكة بين دولة الكويت وجمهوريّة العراق شكرُنا، وامتنانـُا على حفاوة الاستقبال، وحُسن الوفادة التي حظينا بها من قِبَل الأشقاء من جمهوريّة العراق.
لقد تشرَّفنا اليوم بإجراء عدد من اللقاءات المُثمِرة والناجحة -بإذن الله تعالى- كان على رأسها لقاء فخامة الدكتور فؤاد معصوم رئيس جمهوريّة العراق، ودولة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العباديّ، وجرى خلال اللقاءات تجديد التأكيد على أنَّ الكويت تقف كتفاً بكتف مع أشقائنا بالعراق في جهودهم لتخطـِّي آثار هذه الهجمات الإرهابيّة الآثمة، والتي تـُريد إعاقة تقدُّم وازدهار العراق الشقيق.
العلاقات الثنائيّة بين البلدين الشقيقين أحرزت تقدُّماً مُستمِرّاً؛ وهو ما يعكس حرص البلدين، وقيادتهما على تعزيز، وتطوير التعاون في المجالات كافة، وبما يُساهِم في الارتقاء بالعلاقات الوطيدة والعريقة الجامعة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وقد انعكس هذا الأمر في اجتماعات هذه الدورة للجنة العليا المُشترَكة بين البلدين، وتـُوِّجت اليوم بالتوقيع على عدد من الاتفاقيّات ومُذكـَّرات تفاهم تـُعزِّز رصيد اتفاقيّات التعاون المُشترَك بين البلدين الشقيقين، والتي بلغ عددها خمساً وأربعين اتفاقيّة ومُذكـَّرة تفاهم، كما أنَّ التعاون الاقتصاديَّ والتجاريَّ القائم بين البلدين، وما تشهده الاستثمارات المُتبادَلة بين البلدين من تنامٍ ملحوظ في المجالات كافة؛ ممّا يُؤكـِّد متانة العلاقات بين البلدين، وتكامُل اقتصاديّتاهما إذ بلغ الميزان التجاريُّ بين البلدين خلال العام الماضي مليارين ونصف المليار دولار، وهو في تزايد مُستمِرّ.
في الختام نتطلـَّع إلى انعقاد الدورة الخامسة للجنة العليا المُشترَكة بين الكويت وجمهوريّة العراق، واستقبالكم في بلدكم الثاني الكويت في العام المُقبـِل، وكلَّ عام وأنتم بخير.
الدكتور الجعفريّ: ما يتعلـَّق بالنقطة الأولى فقد سبق أن طرحنا مع سُموِّ أمير الكويت بشكل مُباشِر في سفرتي الأولى التي اخترتها لزيارة الكويت، وليست استجابة لدول العالم، وجرى طرح هذا الطلب، وطلب آخر، ووَعَدَ سُموُّ الأمير بأنه سيسعى، وأثناء وجودي في تركيا اتصل بي معالي الأخ وزير الخارجيّة الكويتيّ، وأخبرني بأنَّ النقاط التي طـُرِحت مع سُموِّ الأمير جرت المُوافـَقة عليها، ورتـَّبنا على ذلك، وأجِّل الدفع الأخير إلى 2016.
قدَّروا ظروف العراق الاستثنائيّة في وقت نحن بأمسِّ الحاجة للتخفيف من كاهل وثقل المُوازَنة.
أمّا السؤال الثاني فلم يكـُن هناك اتفاقات سِرّيّة، وليس لدينا شيء نتفق عليه في الخفاء، ونستحي أن نـُعبِّر عنه في العلن.
وزير الخارجيّة الكويتيّ: ما من شكٍّ أنَّ تقارُب الشعبين مُهـِمٌّ، ونحن نسعى لأن يكون هناك تعاون في كلِّ المجالات، ونفتح المجالات للشعبين للقاء على جميع الصُعُد.
فيما يتعلـَّق بسمات الدخول نحن نـُراجِع كلَّ القرارات، واليوم وقـَّعنا الجوازات الدبلوماسيّة بين البلدين، والخطوة الثانية سيكون هناك تعاون أكبر في تسهيل دخول إخواننا العراقيِّين إلى الكويت، ودخول الكويتيِّين إلى العراق.
نحن بصدد فتح قنصليّة في البصرة، وقنصليّة في أربيل، وهذا سيكون خلال أيام، وسيُساعِدنا في تسهيل كلِّ ما يتعلق بأشقائنا في العراق؛ لزيارة أشقائهم في الكويت.
ما يتعلـَّق بالآبار المُشترَكة فهي من الموضوعات المطروحة على اللجنة العليا المُشترَكة، واتفقنا على أن يكون هناك تبادُل لزيارات الوفود؛ لتحديد كلِّ ما يتعلق بالآبار المُشترَكة، والتعاون في الغاز، وتعميق العلاقة بين البلدين في مجال النفط والغاز بخاصّةٍ أنَّ البلدين يتمتعان -ولله الحمد- بثروة هائلة من البترول والغاز.
وزير الخارجيّة الكويتيّ: هذه المنطقة حيويّة للعراق وللكويت، ونحتاج أن يكون هناك لجنة مُشترَكة من الجانبين الكويتيِّ، والعراقيِّ؛ لتنظيم الحركة. نحن حريصون على أن يكون خور عبد الله سالكاً وصالحاً للملاحة، وآمناً. مَهمّة البلدين أن تـُوفـِّرا كلَّ الأمور لملاحة آمنة، وسلسة.
اللجنة المُشترَكة ستـُناقِش كلَّ ما يتعلق بسهولة الحركة في خور عبد الله.
وزير الخارجيّة الكويتيّ: يهمُّنا تواصُل الشعبين، ونحن ندرس الآن مجالات التواصُل في مُختلِف الصُعُد ليس في مجال الاستثمار، والمال، والتجارة فحسب، إنـَّما تواصُل الشعبين عبر الرياضة، والفنون، وجمعيّات النفع العامّ، والمُؤسَّسات التعليميّة في البلدين. كلُّ هذا يقتضي تسهيل الإجراءات المُتبَعة الآن.
نحن جميعاً في العراق والكويت نمرُّ بظروف استثنائيّة، لكنَّ هذا لن يكون عذراً لعدم تسهيل الإجراءات لأشقائنا في العراق، وهو من الأمور التي سننتهي منها قريباً.
وزير الخارجيّة الكويتيّ: فيما يتعلق بالصيّادين العراقيِّين أنا أشكر إخواني في الجانب العراقي لتعاونهم مع خفر السواحل، والتواصُل بشكل مُباشِر لحلِّ أيِّ إشكال يطرأ؛ بسبب وجود صيَّادين في المنطقتين، والأمر الآخر أنَّ هذا الموضوع يُناقـَش في اللجنة العليا المُشترَكة، وانطلقنا اليوم في نقاشنا مع أشقائنا في العراق بأن يمتدَّ التعاون الكويتيّ-العراقيّ في مجال الصيد البحريِّ إلى بقيّة دول الخليج، فنحن نـُخطـِّط ليس فقط لتنظيم الصيد بين الكويت والعراق، بل ننطلق إلى المنطقة كلـِّها.
ما يتعلق بميناء مُبارَك فهو ميناء تكامُليّ مع الموانئ العراقيّة سواءً الفاو، أم البكر، أم أيّ ميناء؛ لأنَّ المنطقة بحتاجة لأن يكون هناك تواجُد، وحركة بحريّة لتسهيل كلِّ ما يتعلق باحتياجات الكويت والعراق.
نحن نـُؤكـِّد لكم أنَّ هذا الميناء سيكون ميناءً تكامُليّاً مع الموانئ العراقيّة، وعلى أتمِّ الاستعداد لبحث هذا الموضوع.
اللجنة التي تشكـَّلت للملاحة في خور عبد الله ستـُساعِد على هذا الأمر، وتنظيم حركة البواخر في الجانبين، وسوف يُشرِف عليها أعضاء من الكويت ومن العراق؛ لضمان سهولة، وتيسير حركة البواخر في خور عبد الله.
التعليقات (0)