ليس تخندقا مع احد..ولا تمترسا ..لو صنفنا الاستاذ نزار النهري كواحد من اهم واشهر واغزر كتاب مدوني ايلاف ..ولن نبدو مجانبين للحقيقة لو وضعناه في موقعه الطبيعي المستحق كواحد من اكثر المدونين اثارة للحراك الفكري واشدهم ثباتا على مبادئه واصدقهم في الدفاع عنها..وكاكبر مصادر تاجيج النقاش وتداول الافكار في المدونات..
وهذه المكانة –ودون ان ننسى الرفقة الطويلة-تجعل من الواجب علينا ان نهمس في اذن زميلنا الفاضل بانه لم يكن محقا فيما اتخذه من قراربالاحتجاب عن مدونته لفترة لم نكن نظن انها ستكون بهذا الطول..ولم نحسن توقع مدى الفراغ الذي ستتركه في نفوسنا..
لا ننكر ان للسيد نزار بعض الافكار التي قد لا تتطابق مع وجهات نظر بعض السادة المدونين والقراء والتي من الممكن ان يعدها البعض تحرشا او مساسا بثوابت ومبادئ نشأت عليها المنظومة الفكرية الاساسية لشعوب المنطقة..ولكننا يجب ان نقر ان السيد نزار -وهو يعبر عن افكاره بوضوح ..ويتبناها بلا تنصل ولا مواربة ويدافع عنها بلا هوادة- لم يتوانى مطلقا عن تقبل النقد او الخلاف على قاعدة الراي والراي الاخر ..ولم يغلق باب التعليقات يوما ولم يتجاهل الرد على منتقديه ضمن القواعد المتعارف عليها في حالات التقاطع الفكري والثقافي..وعلى اعتبار التعارض مما يغني المادة ويزيدها اضاءة ويحرر المزيد من طاقاتها الخلاقة..وعلى اساس كون التلاقح الفكري من الاهداف الاصيلة التي تدعو لها رسالة مدوناتنا الغالية.. وان النقد وابداء الراي المخالف من الحقوق المتاحة للجميع..
ولكننا نجرؤ على القول ان هذا الحق قد اسف به كثيرا من قبل البعض ليتحول الى فرصة لارضاء بعض الحاجات المعتمة في نفوس نفر قليل العدد والحيلة ولكنه كثير الصياح عالي الضجيج.
لا نحاول هنا التجاوز او الافتئات على الحق الاصيل للسيد نزار في ممارسة حريته في اتخاذ قرار العودة الى التدوين او الاستمرار في معتزله ..ولكننا نربأ به ان يتجاهل عداد الزيارات الذي ما فتأ يتزايد منذ احتجابه ولحد الان وبمعدلات تتجاوز كثيرا نسبة زوار الكثير من محترفي الزعيق والنفخ الزائف للذات..مما يحمل كاهله بمسؤولية رد الجميل للقارئ الذي لم يهمل التواجد في المساحة التي تركها السيد نزار وراءه..
اننا قد نتفهم حاجة المدون الى بعض الفسحة من الغياب لالتقاط الانفاس او الانغماس في المشاغل الحياتية التي لا تنتهي او للتزود ببعض الزاد الادبي الذي يغني فكر الكاتب ويطور ادواته..ولكننا لا نستطيع ان نتجاوز على الالم الممض الذي يمثله الاعتكاف المترفع الجريح تحت ضغط التعفف من الدخول في مناكفات وسجالات تصل الى حد الكلام الخادش للحياء العام..
ليست دعوتنا انحيازا لنزار..ولكنه اصطفافا مع حق الراي وحرية الكلمة ..ونفس هذا الاصطفاف والتكاتف نقفه بكل فخر وثبات مع المعارضين والمخالفين الذين يتبعون الاسلوب الحضاري في الحوار والنقاش غير الهادف الى الالغاء والتهميش واقصاء الآخر..والذين يكون انتقادهم دفاعا عن الحقيقة ووسيلة لاحقاق حق او انكار باطل..والذين تكون حرية الانسان وكرامته والدفاع عن معتقداته من وراء قصدهم.. اما من قد يجد في كلماتي هذه استهدافا او تشخيصا له..فهذا مما لا انكره ..
ادعو السيد نزار بان يعود الينا بالعاجل المتيسر من وقت..وادعو الجميع من سادتي واخوتي المدونين والقراء الكرام الى محاولة ترتيق ما طال موقعنا من سوء تصرف البعض الذي لا نتغاضى عن كونه قد يحمل الكثير من الاجتهاد الحسن النية..ولكنه الخاطئ النتيجة والمآل..اعلاءً وافشاءً للقيم التي بنيت عليها مدونات ايلاف وترسيخا للراي الحر الشجاع وتاكيدا لحق التناقض وتقبل الاخر واحترام الخلاف الذي مللنا من اجترار الامل بان لا يفسد للود قضية..
التعليقات (0)