بعض الاعلام العربي يلهت وراء الأعلام الغربي ليتبت تقدمه . ونجد معظم الكتاب يرددون ما يبثه الأعلام الغربي من أخبار وتحليلات حول شئوننا نحن كعرب . صحيح انه من المفيد معرفة ما يدور في الأعلام الغربي لكننا في ما بتعلق بشئوننا فنحن أولى بتحليل ما يجري في منطقتنا لنكون مصدر معلومات للاعلام الغربي وليس ناقلا له . فمثلا لبنان لا أحد يناقش زعامة ودور الحريري في الحياة اللبنانية لكن الأنتخابات اللبنانية لا تعكس هذا وإنما هي نتيجة الفسيفساء المذهبية أكثر من الحزبية , وليست سباقا بين أنصار الحريري وحزب الله . السنة في لبنان لن ينتخبوا حزب الله لاسباب تاريخية ومذهبية رغم أنهم من مؤديه كما أنهم أكثرمساندة للفلسطنيين والمقاومة واشد منه تطرفا وعداء للغرب والأستعمار. والسنة هم انصار المقاومة والوقوف ضد إسرائيل وأمريكا ويظهر ذلك في العراق وأفغانستان . ونجاح السنة على الشيعة في الانخابات في لبنان تحقق نتيجة إنقسام المسيحيين . حزب الله يمثل الشيعة وهم أقلية في لبنان ودعمهم للمقاومة ومساندة الفلسطنيين ليس معناه أنهم أكثر وطنية أو حبا للفلسطنيين من اهل السنة ولكن لتقوية نفوذهم في لبنان والعالم العربي ولا يرتبطون بالفلسطنيين بنفس الروابط الروحية التي تربط اهل السنة بالفلسطنيين . ولو كان حزب الله حزبا مختلطا لا يرتبط بالشيعة في إيران لفاز في الأنتخابات لأن برنامجه في المقاومة والتطرف والصراع العربي الأسرائيلي يمثل رأي اهل السنة . أمريكا والأعلام الغربي لا يعادون حزب الله لدوره في المقاومة ضد إسرائيل وإنما لأنه إمتداد للنفوذ الشيعي الأيراني وتهليلهم بعدم فوزه في الانتاخابات نكاية لأيران . تحليل الاحداث في منطقتنا يجب أن تقوم على الحقائق وليست على العواطف أو ترديدا لأستراتجية الأعلام الغربي . فوز فريق الحريري في لبنان ليس معناه فوز الاعتدال في لبنان أو القرب مع الغرب وعدم أنتخاب اهل السنة لحزب الله لن يضعف دعمهم له في إستمرار المقاومة ضد إسرائيل ومساندة للفلسطنيين ولن يتغير لبنان العربي عن دوره في الصراع ضد الاستعمار وإسرائيل الذي يقوده زعماء السنة وليس حزب الله . وسعد الحريري يعرف هذا جيدا .
التعليقات (0)