لا مكان للشهداء !
شعر : حسن توفيق
غسل الشهداء شوارع مصر وأهدوا للأرض هداياهم وانصرفوا
جاء الأفاقون – الكذابون – الدجالون – القتلة
حشدوا معهم كل الجهلة
أخفوا لمعان خناجرهم كي يخفوا ما كانوا اقترفوا
شحذوا بالمكر حناجرهم ثم اندفعوا لشوارع مصر
كي يختلسوا ثمرات النصر
وكأن شظايا الجمرة لم توقد ثورة
وكأن الجمرة أحرقت الأغصان ووارتها في أضلاع الصحراء
فتوارت أسماء الشهداء
وسقطنا في أعمق حفرة
صوت همجي يسخر من أرض تعشق موج الألوان
انبذْ جارك .. حرر من جيرته نفسك
ازرع قلبك شرا لتكافأ بالغفران
سَلِّمْ رأسك
كي أحميها من حد السيف إذا ما شئت
أو فلتترك لي هذا البيت
حتى تبعد عنا رجسك
بشراكم قد جاء الإخوان
وحش .. وحشان .. وحوش تلبس جلد أرانب أو غزلان
والويل لمن يتقدم حرا للميدان
ينسكب اليأس على الأرض فينزلق الناس على جثث الأحلام
المسحوقة
والرعب يدق على الأبواب
الرعب يطل فيبعدنا عن أنفسنا وعن الأحباب
من منا يجرؤ أن يبحث عما قد ضاع من الأفراح المسروقة ؟
يا من لم تمسَسْكَ النيران
وبيوت الناس تراها حولك تحترقُ
مددْ جسمك فوق سريرك .. نَمْ باطمئنان
لا تسمع كيف رصاص الإخوة ينطلقُ
لا تسمع أصوات الحرية
أبعد أفكارك عن درعا أو عن صنعاء
حررْ ذهنك من مصراتةَ .. من سيلِ دماء
أبعدْ عنك وجوه الشهداء
أو فاستيقظ للفرجة سرا حين تشاء
وتعلمْ دوما كيف يحجّ الشيطان
في زمنٍ ينذرنا بالويل
غسل الشهداء شوارع مصر وأهدوا للأرض هداياهم وانصرفوا
بات الجيرانُ الليلَ حيارى واقتتلوا لما اختلفوا
( رعب أكبر من هذا سوف ) يطل!
هامش : على الرغم من شواغل عديدة لم أنجزها بعد
إلا أن مكالمة رقيقة من الصديق الجميل محمد شحاتة
دفعتني للعودة مع مجنون العرب إلى الأصدقاء الأعزاء عبر إيلاف
magnoonalarab@yahoo.com
التعليقات (0)