لا لإزداجية الجنسية لجنوب السودان

بسم الله الرحمن الرحيم
لزمنا الصمت التام في الآونة الأخيرة عن تناول الشأن الجنوبي حتى في
مجالسنا الخاصة وذلك لان الأمر تقوم به حكومة مؤتمنة وموثوقة ومقتدرة
على النفاذ به إلى ما يرضي , وحتى لا يحسب قولنا على مجمل ما يقوم به
المختصون , وكان الصمت تعبيرا عن طاعة أولياء الأمر , وعونا لهم بشكل أو
بأخر , رغم انه( إن يكن صمتا رهيبا ,فإن في الصمت كلام ) والآن , وبعد أن
تبين الأمر بحيث لا يخفى على أعمي أو أصم , ووصلنا لمرحلة إعلان النتائج
( بدون طعون ) لان السواد الأعظم من أبناء البلد رغما عن رغبتهم العميقة
في بقاء البلد موحدا , الا أنهم تلقوا من رسائل الكيد , والجحود
,والكراهية , والعنصرية , من كافة أبناء الجنوب ,ممن عاشوا العقدين
الفائتين بيننا معززين مكرمين بل منهم من كان يضعنا داخل بلدنا في مرتبة
المواطن من الدرجة الثانية ,, فقد حصلوا على السكن والعلاج والتعليم
مثلهم مثل أبناء الشمال وأكثر فقد كانت تحدث تجاوزات في بعض الشروط
تميزهم كجنوبيين,, وكان الشمال معبرهم للعالم العربي والغربي وبالإيجاز
فإن كل كفاءة عندهم الآن هي صنيعة الشمال الذي سيعرفون قيمته في زمن
أقرب من حبل الوريد ,, ورغم ان أبناء الجنوب تواضعوا, واتفقوا في مكر
وغدر على التصويت للانفصال ,, فقد كانت العقلية القديمة المكرسة للتعامل
معهم تسيطر على الشماليين مع طيبة قاربت حدود السذاجة بانت في الخطاب
الموجه لجنوبي الشمال إن صح التعبير , أما جنوبي الجنوب فانه لم يتيسر
مخاطبتهم بعد ان أفلحت الحركة الشعبية في مسعاها بغسل الأدمغة وتوجيهها
ناحية الابتعاد عن الوطن الأم,, ونقول لهم كما قال رئيسهم مليون (
مبروكات ).. ويبقى عندنا سؤال لم يكن يشغل بالنا كونه من المسلمات , ان
من يختار الانفصال ويغادر بهذا الشكل يفقد جنسية البلد التي انفصل عنها
ويحصل على جنسية بلده التي قاتل من اجل إيجادها , أليس كذلك ؟ لكننا ما
تشرق علينا الشمس أو تغرب الا وتصك آذاننا بحديث عن ازدواجية الجنسية ,
فمن قال أننا نريد أن نحصل على جنسية جنوب السودان أو أية دولة أخرى ؟
لكن السؤال الذي أرجو من جميع الإخوة في هذا البلد تناوله وتمعنه والا
يتركوا الأمر يمر هكذا ,,رغم ان السيد رئيس الجمهورية ونائبه قد صرحا
في غير موضع انه لا اتجاه لازدواج الجنسية السودانية ,, لكن حكوماتنا
تحتاج أيضا لدعم شعبها رغم قوتها ,, وتحتاج لان نشيل معاها ,, لتوكيد
السند الشعبي والقاعدة المتينة التي تستند عليها في إمضاء قراراتها ,,
لان الأمر نهب لمزايدات قوى سودانية أخرى ,,إما كيدا لحكومة السودان
,,أو استرضاء لمن تخلوا عن الوطن بكامله ,, وتمسكوا بالجنسية السودانية
,,دون استبطان وتقصي لمغزى وسبب هذا الإصرار على الحصول على الجنسية
ليستمر تواجدهم شوكة في خاصرة البلاد , ورأس حربة نطعن بها بليل , ذلك
غير رفع عبء سكنهم وعملهم وكافة مطالبهم عن حكومة بلادهم المجيدة
وإلقائها على الشمال المندكورو المستعمر الحقار الذي يعاملهم كناس درجة
ثانية( لعن الله اليوم الذي عرفوا فيه درب هذا التعبير ) فأضاعوا علينا
الدرب ..