مواضيع اليوم

لا صبابة إلا.....

مهندس سامي عسكر

2011-04-24 20:50:10

0


لا يعرف الشوق الا من يكابده ... ولا الصبابة الا من يعانيها

لا يسهر الليل الا من به ألم ... لا تحرق النار الا رجل واطيها


نعم يا متنبي لاتحرق النار إلا رجل من يطؤها (يضع رجله في النار) وكذلك لا تزر وازرة وزر أخرى ...وإن كان القياس بعيدا فإن المعنى ينطبق على من يضع نفسه في موضع المساءلة واللوم والعقاب وقد كان قادرا على النجاة بترك مواطن الشك والريبة واختار طريقا يورده مورد الهلاك...ثم نعود إلى أصل القصيدة ومرادها.....إن الشاعر قد جرب عذاب الهوى والصبابة وعرف كيف يكون ألم الحبيب إذا سلاه أو ابتعد عنه أو كان في الأمر مانع للقاء أو عزوف عنه ....هذا يشعر به من حالت الأقدار دون زواجه من حبيبته مثلا لأنه لو تزوجها ما ذاق طعم الصبابة والعذاب بل سوف يكون عذابه بسبب القرب منها لأنها لا تكون كما صورت له مخيلته ...فقد كانت ملاكا ثم صارت إنسية والفارق كبير!!...وحتى إذا كانت كما اعتقد فإن ظروف الحياة واختلاف الرأي والهواية والنظرة للحياة إضافة إلى طلباتها التي لا تنقضي يجعله يفقد الصبابة التي قد كانت موجودة قبل ذلك أيام تمنيه زواجها....وليس هذا فقط ولكن قدوم الأبناء إلى العالم يشغل حيزا كبيرا من اهتماماتها يبعدها عن الطفل الكبير الذي هو زوجها...ولا تغضبي أيها الأخت الكريمة فكل ذلك ينطبق عليك أيضا فأنت قد تزوجت بإنسان وليس ملاكا ولا فارس زمانه ...المهم أن تبقيا في الصبابة أو تبقياها ولو بالتظاهر وليس هذا خداعا ولا نفاقا لأن ما بين الأزواج أقدس من الصبابة والهوى وأبعد في التأثير من الحب والغرام ...إنه رباط عقده شرع الله..ومودة أرادها الله وأسكنها قلبيهما... فأقل الصبابة في الزواج المودة...وأكثره زيادة الحب إلى حد الاتحاد وأجمله ارتباط روحيهما برباط الحب في الله ومراقبته من كليهما ....وإذا فلا صبابة إلا بين زوجين.... وغير ذلك مرفوض شرعا وخلقا وعرفا




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !