لا تستغرب أن يهدى الله أشد العصاة عصيانا وأن يوفق أكثر الناس ذنوبا إلى التوبة والصلاح وذلك لأن الله قال وكان الله على كل شيء مقتدرا...فما العجب أن يجعل الله ذلك الضال بالأمس هو إمام المهتدين !!!! إن القلوب التي بين إصبعي الرحمن يقلبها كيف يشاء تتغير من حال إلى حال ونعوذ بالله أن نضل بعد إذ هدانا (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) ....يا أخي أنا أشد الناس حاجة للعمل بما أقول....فكل ابن آدم يظن في نفسه غير ما هى عليه ...ويعتقد أنه يتميز عن باقي خلق الله وهذه خدعة تستقر في كل نفس ...فنحن لا نعرف حقيقة أمرنا إلا عند الملمات والمصائب هل نصبر أو لا نصبر( ونبلوكم بالشر والخير فتنة) ...(وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون)... ونعرف حقيقة أمرنا كذلك عند المسرات التي يختبرنا الله بها كسعة الرزق وهناءة العيش أنشكر أم نكفر؟....إن الشكر على النعمة ينميها.... وكفر النعمة يذهب بها ويفنيها....(لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذاب لشديد) ونحن دائما أو غالبا لا نذكر الله إلا في الشدائد أما في حالة اليسر فننسى ونلهو ونبتعد فأي الحالين نفضل؟ صبر وذكر في الضراء أم انصراف وغفلة في السراء؟ إن من ينجو من غفلته حين يبسط الله له رزقه ويحمد الله على ذلك هو الحكيم الذي يربح الرضا والثواب...ومن يهتز ويجزع عند المصيبة يخسر جزاء الصابرين ويتعرض للعقاب...فلذلك أنصح نفسي وإياك يا أخي أن ننتبه إلى قصر العمر ولو طال..... وأدعوك ونفسي إلى التوبة قبل الرحيل.... فإن الساعة تأتي بغته.....وحينئذ يذهب بك إلى حضرة الله للحساب من لا يعيدك إلى الأرض لتصلح العمل.....
التعليقات (0)