في محاولة مني لفهم المشهد العراقي والخروج بتحليل لمستقبل العراق وبالتالي مستقبلي وعائلتي تابعت خلال الثلاثة اشهر الماضية بعض المقالات والتصريحات خرجت منها برأي متواضع اردت مشاركة من سيقراء مقالتي هذه به .
صرح الرئيس الامريكي لوسائل الاعلام اول امس بانه اجتمع بالقادة العسكريين لتقييم الموقف في العراق وافغانستان , واضاف في تصريحاته بان هنالك قرارات ستتخذ خلال ايام بخصوص هذين البلدين . واذا تفحصنا جيدا هذه التصريحات وربطناها بتصريحات المسؤولين العراقيين واللتي تتوقع انسحابا للجيش الامريكي قبل الاوان المتفق عليه في الاتفاقية الامنية فاننا نخلص ان الامريكيين بالفعل سيبدأون انسحابا مبكرا , لان هؤلاء المسؤولين واللذين تربط بعظهم علاقات وثيقة باناس وشخصيات امريكية مهمة في الكونغرس والبيت الابيض والمخابرات ومنهم من يحمل الجنسية الامريكية مع العراقية ! , لابد وان يكونوا سمعوا كلاما بهذا الخصوص جعلهم يصرحون بهذه التصريحات . ومع خسارة الامريكان لاكثر من خمسة عشر قتيلا ومروحيتين منذ بداية العام فقط ومع ضغط الوعود اللتي قطعها الرئيس اوباما لناخبيه يصبح من شبه الاكيد ان توقيت الانسحاب سيكون مفاجئة للجميع .السؤال الان , الى اي مدى سيكون هذا الانسحاب ؟, وهل سيكون شاملا ام محدودا ؟, وهل ستكون للامريكان قواعد دائمة ام لا ؟. وما اللذي ستؤول اليه الامور بعد الانسحاب لو حصل ؟.
في الفترة اللتي سبقت توقيع الاتفاقية الامنية هدد المسؤولون الامريكيون بسحب الجيش الامريكي خلال شهر او شهرين لعدم وجود غطاء قانوني لوجود قواتها في العراق في حالة عدم توقيع الاتفاقية , وكذلك صرح المسؤولون الحكوميون العراقيون جميعا بضررورة توقيع الاتفاقية والا فان الفوضى ستعم العراق . ومن خلال المناقشات اللتي دارت في البرلمان واللتي كانت تذاع على شاشات التلفزة كان نواب الحكومة والاحزاب الصغيرة يحذرون من عدم توقيع الاتفاقية , اذا فالامريكان كانوا يبتزون الحكومة والاحزاب المستفيدة من وجودهم وكانهم يقولون لهؤلاء ان لم توقعوا فسننسحب ونترككم لمصيركم المحتوم . وهذا ما يبرر خوف هؤلاء من انسحاب الجيش الامريكي . كل ذلك يؤكد عدم مقدرة الجيش والشرطة على استلام الملف الامني الان عكس ما يصرح به المالكي ووزرائه واللذين هم انفسهم حذرونا من عدم توقيع الاتفاقية قبل شهرين لعدم جاهزية القوات العراقية ! ولا ادري ماللذي حدث خلال هذين الشهرين جعل قواتنا تصبح جاهزة حتى لو انسحب الجيش الامريكي .
في حديث لقائد القوات الامريكية في العراق لاحدى الصحف الامريكية قبل اكثر من شهر قراته على الانترنت يقص فيه ما حدث في المعركة الاخيرة اللتي حدثت في البصرة بين جيش المهدي والجيش الامريكي والعراقي في اطار ما يسمى بخطة تطبيق القانون قال فيه بالحرف الواحد . (في مرحلة ما من المعركة لم يتبقى على خريطة العمليات امامنا الا اربع نقط زرقاء في بحر من النقط الحمراء وكنا قلقين جدا ويائسين ولكن فجأة بدأ جيش المهدي بالانسحاب ومعلوماتنا تقول ان الايرانيين تدخلوا لانهاء المعركة ) . والظابط هذا كان يعني بالنقط الزرقاء قوات الجيش والحمراء جيش المهدي .وكلنا يتذكر رفض 1300 من منتسبي الجيش المشاركة في القتال ضد جيش المهدي وهنالك من منهم انضم له في القتال, كما وان تعليقات اخرى قد صدرت من مسؤولين عراقيين تشكك بالطريقة اللتي انتهت بها عملية صولة الفرسان كما سمتها الحكومة انذاك . واذا ما نظرنا الى تصريحات القادة الامريكان والسفير الامريكي في العراق خلال الاسبوعين الماضيين وردود وزير الدفاع قبل ثلاثة ايام امام الكونغرس وتحذيره القوي من ايران ودورها في المنطقة بل وحتى في امريكا اللاتينية فسنرى ان الكل اجمعوا على ان التقدم الامني الملحوظ اللذي حصل في العراق خلال الستة اشهر الاخيرة هو تقدم هش وان احتمال انهيار الامن في اي لحظة احتمال عالي . من كل ذلك نعرف ان الايرانيين اللذين يسيطرون على اكثر من 60 بالمئة من القرار في العراق قد قرروا عمل هدنة واصدار اوامر بالتهدئة الى ان تعرف توجهات الادارة الجديدة نحوها ونحو مستقبل القوات الامريكية في العراق وان هذا الهدوء النسبي اللذي يعم العراق الان هو بقرار ايراني وان كل الادعائات الحكومية بسيطرتها على الوضع وجاهزية القوات انما هي ادعائات باطلة وان ميليشيات مثل المهدي وبدر والبيش مركة هي اللتي ستسيطر على الارض مع بدأ انسحاب اول جندي امريكي حتى لو تركت امريكا ربع قواتها في العراق (ولا اعتقد انهم سيتركون اكثر من 10 بالمئة من هذه القوات ) . وهذا يعني حكما ايرانيا مباشرا للعراق , الامر اللذي سترفضه الحكومات العربية كلها بالتأكيد مما سيجبرها وتحت ضغط مصالحها بدعم عشائر العراقيين السنة حليفهم الطبيعي في العراق ماديا وعسكريا . وبما ان المثقفين اسلاميين كانوا ام علمانيين بلا مخالب في العراق فاني اعتقد وارجوا من الله ان اكون مخطئا عودة الى دوامة العنف والتهجير .
وهذا ما يبرر كتابات الكثير من العراقيين المثقفين خصوصا في المواقع الالكترونية والتعليقات في المنتديات والمدونات وامتداحهم للامريكان والتعبير عن شكرهم وامتنانهم لقوات الاحتلال , واللذي لايفهم اسبابه الاخوة العرب ومنهم من يخون العراقيين لذلك . واذكرهنا اني قلت امام اصدقائي قبل ايام يبدوا ان الامريكان سينسحبون خلال السنة هذه , فرد علي احدهم (الله لا يقولها يااخي ما نريد نتحررمن الاحتلال هي قوة ) . فضحكنا وقلت شر البلية ما يضحك .
التعليقات (0)