أنا لا دخل لي باختيارات الناس و أذواقهم و كفرهم و إيمانهم ...إن لم يعلنوا أنهم يتبنون دين التوحيد ، فحربي على هؤلاء لأنهم يوهمون الناس أنما يتبعون في حياتهم واختياراتهم دين الله الواحد الأحد ، ما يجعلهم يشوهون الحق و يقفون صدا منيعا أمام تبني أمتي لكتاب الله حتى يسودوا من جديد ...
وانظر إلى حججهم الواهية التي يحجبون بها حقائق الدين الاسلامي من مثل هذا المعتوه الذي يسألني عمن حدد عدد ركعات المغرب ليبرهن أن للرسول الكريم شركا مع الله في تحديد الشرع الاسلامي وهو الذي ذكر بشريعة أزلية قال عنها منزلها قد : شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ
[الشورى:13]
كم هي عدد الركعات التي كان يقوم بها النبي الكريم و بعضا من صحابته في الآيات التالية ؟
:{ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم }=
المهم في العبادات تحقيق غاياتها وهي ذكر الله وهذه الأشياء التي نقلها الرواة لا صلة لها بذكر الله و تمتين علاقة المؤمن بخالقه و يكفي أن أذكرك بخطأ شائع للبرهنة على أن لا صلة للرواة بالحق الذي ابتعث من أجله الرسول الكريم عليه السلام ، فالسجود لله عند أهل السنة يكون بالجبهة بينما نجد الله يحدد السجود الصحيح قائلا :( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ( 107 ) ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ( 108 ) ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ( 109 ) ) فالمؤمن يسجد على ذقنه موجها وجهه شطر المسجد الحرام و ليس موليا وجهه دبره كما يفعل السلفيون من أهل السنة ...؟
/ كما أن الله يقول و أذن في الناس بالحج / و إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ..
و أنت ترى جهل السلفيين الذين نقلوا المرويات يطلقون على النداء للصلاة آذانا ...= فكل ما نقله أهل السنة يعد جهل بكتاب الله و بآياته البينات
لقد شاءت حكمة الله أن ينزل كلاما أزليا مطلقا و يضع حدودا لعباده المؤمنين تكون عادة بين الحد الأدنى و الحد الأقصى ، فكان الحد الأدنى للزواج هي زوجة واحدة للمسلم و الحد الأقصى هو ألجمع بين أربع نساء إذا ما توفرت الشروط و كذلك كان الحد الأدنى لأي صلاة هي ركعة واحدة مفصلة بركوعها و سجودها في القرآن .. و للمؤمنين أن يتخيروا أفرادا و جماعات ما يلاءم حياتهم و وضعهم النفسي و الحضاري ..
ملحق حول الأكثرية في القرآن
لا أخوة مع مشرك بالله يتخذ من أحباره و رهبانه و رجال دينه أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و موسى و محمد و ما أمروا إلا ليعبدوا الاها واحدا لا إلاه إلا هو سبحانه عما يشركون ...؟
الحق أحق أن يتبع ، و ما هو مؤكد أن المنقبات و الملتحين لم يشاركوا في أي مرحلة من مراحل الثورة التونسية ، لسبب بسيط أنهم قوم ميتون ( أموات غير أحياء و ما يشعرون )، فأناس يعتقدون في ربوبية البشر و يتبعون نهج الفقهاء و الدراويش من تجار الدين ، و قد انقطعت أرواحهم ببارئهم بسبب حجب و أغلال رجال الدين التي ما أنزل الله بها من سلطان ..لا يمكن الا أن يكونوا سلبيين في الدفاع عن حرية البلاد و العباد لأنهم مرضى و مكبلون و المريض المكبل لا فائدة ترجى منه أبدا ..؟
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
[المائدة:83]
( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ( 116 ) إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين تفسيرها ( 117 ) ) .
يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض من بني آدم أنه الضلال ، كما قال تعالى : ( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ) [ الصافات : 71 ] ، وقال تعالى : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) [ يوسف : 103 ] ، وهم في ضلالهم ليسوا على يقين من أمرهم ، وإنما هم في ظنون كاذبة وحسبان باطل ، ( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) فإن الخرص هو الحزر ، ومنه خرص النخل ، وهو حزر ما عليها من التمر وكذلك كله قدر الله ومشيئته ، و ( هو أعلم من يضل عن سبيله ) فييسره لذلك ( وهو أعلم بالمهتدين ) فييسرهم لذلك ، وكل ميسر لما خلق له .
التعليقات (0)