ابتدأ الآن بالكتابة كما أفعلُ دائمًا ,
وكما تفعل الأشياء حين تنحني ليّ وتعيش عليّ وتتغذى تقول أكتب .. أكتب
مُت هب لنا الحياة !! ’ وأنا أتجاهلها وأتصدق عليها بشيء من العمرِ والوقت !
لن يتغير مصيري على كُلِ حالٍ , تقفُ التفاصيل في طابورٍ تنتظر جواز العبورِ
من لدني , لا أفعل إلاّ تسمية الغير مسمى و تغير أسماء ما سميتهُ سابقًا كطريقة
للتعبير عن الرضا والترفيه عن النفس
أشتري المزيد من الأيادي لتختم أوراق قبول الإنظمام للتفاصيل
أتصفح حروفي بالمقلوب , كما تتصفح هيّ وجهي كـ مرآة سحرية ! , أقف أمامها
أُجري نقاشًا مع أشيائيّ , ذاك أجمل , ذاك أسوء , ذاك يحتاج الكثير من الأشياء !
تنحلُ ذاتيّ تتساقط أبجدياتٍ على صفحة الجريدة الأولى ..
تكونُ مستحضر تجميل يُغلف وجهَ عجوزٍ سبعينية تتزينُ للمنضدة!
تَتذكرُ الأيام الخوالي
مُشغلَ "أستريو "تتراقصُ حوله كثير من الأجسادِ والأخيلة !
ساعةً تُعيد الوقت إلى الوراءِ , منزلُّ مقلوب قُلِبت فيه الأشياء !
كيف أنام ؟ السرير للأعلى ! , كيف أحتسي قهوتي الصباحية !
أخشى أن تُسكب علي ! , كيف أُقلبُ كما الأشياء ؟!
أينَ يكونُ أنفي ؟ , كيف تكونُ ذراعي ؟ , ما تكون عيناي !
كيفُ أكتبُ ؟ - و كيفَ تُغذي أعضائي تِلك الأبجدية !
أتنثرها ؟ أتعلبها ؟ كيفَ تجمعها ؟
تتشكلُ مُدن من الأجسادِ حينَ تتركُ بعض الأثرِ وترحل !
لا ترحل , تصنعُ تاريخًا جديدًا تَعْشقها الأماكنُ ..
تتجعدُ معالِمها تَشيخُ !
تمرُ من خرمِ إبرة قافلة لا تنتهي بانتهاء الزمكان الممتلئ
بالكثير الكثير مما لا نراهُ أو نُحسه ! , وذاك يعني أنا غَيرُ موجودين !
بشكلٍ من أشكالِ الحقيقة التي نطوعها لـِ ما نُريد !
..
أحيانًا نرتدي وجوهنا حينَ نحكمُ على الآخرين , حينَ نكون ودودين جِداً
بينما لسنا كذلكْ ! , نرتدي أنوفنا حينَ تكونُ رائحة الأشياء
هيّ طريقةُ تفهمنا وفهمنا لها , حينَ نتحسسُ الكائنات كما يتحسسُ الأعمى
ما حوله ! , لا يمكننا أن نفهم الحياة إلاّ بحواسنا وحواسنا مُنتصف الجسد !
ألتقي بالقلمِ صُدفة يقول رب صدفة خيرُّ مِن ألفِ ميعاد !
الآن نكتب .. أظهرُ عدم اكتراثي
أكتبُ :-
أكتبُ .. أكتبُ .. أكتبُ
الشمسُ لا تشع اليوم ! , سرق ردائها القمر !
الوقت يعودُ للوراء هذا هوَ العصر الجوراسي !!
الأحلامُ مُعلبة في دكان المدينة !
الأوهامُ مُختبئة في رداءِ الليل
تِلك نهايتي ها أنا أحتضرُ !
ينبتُ في جذعي النخيل تتساقطُ ثمراً جنيا
يثمرُ ألام الأكوانِ الأخرى !
تُزهرُ الأزهار عِطرها رائحة الدمع !
رائحة الأجساد الكثيرة حينَ تجتمعُ في عنبرٍ ممتلئ بالأتربة !
بكثيرٍ جدًا من سُحبِ الأدخنة !
..
أتصفحُ جريدتي
الخبرُ الأول : فتاة باعت الكبريت انقرضت واليوم تذكروا
دفنها عِظامًا نخرة !
أ يكونُ مُوتنا حَياة ؟ أَ نعيشُ أجساداً جديدة
كيفَ نكونُ لغةً , خالية من الأشياء فارغة إلاّ من الكهرباء !؟
الممتعض رائحةُّ الهم تتوزع تسكنُ ذرات الأكسجين !
تمنحهُ صفةً جديدة !
و الصفحات الباقيات فارغات ..
فارغات..
فارغات ..
التعليقات (0)