مواضيع اليوم

كوسة!! كوسة! !

مالك الحزين

2010-09-04 21:37:02

0

 كوسة!! كوسة!

في مصر نطلق على "الواسطة" لفظ "كوسة" بكاف مضمومة، وأحيانا "القرع" وهو نبات اليقطين المعروف الذي ظلل الله به يونس عليه السلام بعد أن لفظه الحوت على البر.

وقد تدبرت معنى الكلمة بعد أن أدركت سرها العظيم، فلما وجدت الدكتور محسن الصفار يكتب عن الواسطة استفزتني القريحة الأدبية كي أتفنن أنا الآخر في تعريف الكوسة لغة واصطلاحا، علاوة على المشتقات الأخرى من الكلمة، والتي تدل على التواصل والتمدد غير الطبيعي.

والكوسة من مادة "ك.و.س"، وجاءت منها الرجل الكويس، وهو من يتوسمون فيه أن يكون كوسة- أقصد واسطة- في المستقبل، ويقولون: فلان كويس، أي نأمل أن يكون كوسة لنا في يوم نحس.

وقد احتار علماء الاجتماع - من خلال ورشة عمل حاضر فيها علماء النبات- في السر الذي من أجله تم اختيار الكوسة لتعبر عن مصطلح "الواسطة"، إلا أن البيان الختامي أكد على القدرة العجيبة لهذا النبات على التمدد والتسلق، لكن السادة المحاضرين لم يوضحوا سببا وجيها لذلك، ومن ثم فقد انتقدهم علماء آخرون بأن هناك الكثير من النباتات ذات قدرة خارقة على التسلق أيضا والتي منها نبات اللبلاب، حيث كتب أستاذنا محمد عبد الحليم عبد الله تيمنا بها روايته "شجرة اللبلاب".

إلا أن فريق الباحثين ردوا عليهم بأن هناك أسبابا وجيهة لاختيار تلك الشجرة، حيث إنها مع قدرتها على تسلق الأعالي إلا أن لها من البجاحة أن تطرح كوز القرع والذي يعتبر من أثقل النباتات لأنه ينتفخ بالماء.

على كل حال، فإن العلماء سواء الطبيعيين أو الاجتماعيين لم يعرفوا إلى الآن ما إذا كان ذلك الاختيار موفقا أم لا!

لكن المجربين للأمور فرقوا بين نوعين من الكوسة، أو ما يطلق عليه "القرع"، فقالوا : يوجد قرع بلدي، وهو المتاح عند الجميع، وهو لا يتسلق كثيرا، ولكنه ينمو على الأرض، إلا أنه اشتهر بذلك لأنه سهل الهضم، كما أنه يستخدم في كثير من الأكلات التي لا تسبب إمساكا من قبل البوليس كما أنها تكون بعيدة عن أعين الشرطة والرقابة المالية والإدارية.

أما النوع الثاني وهو قرع العسل، وهو يتمدد بطريقة عجيبة، إلا أنه لا يستطيع أحد أن يحصل على العسل الذي فيه إلا عن طريق إضافة بعض السكريات والتي تعرف بالرشوة للشخصيات الكبرى، ويطلقون عليها حلاوة النجاح، بمعنى أنك إذا تقدمت إلى وظيفة فإنك لابد أن تدفع حلاوة النجاح قبل أن تدخل الاختبار، لأنه فأل خير، وبالطبع عندما تدخل الاختبار فلا يهم إن كنت أجبت إجابة صحيحة أم لا، ولكن ما عليك هو فقط أن تذهب وتظهر الأمور على أنها تسير بشكل طبيعي.

وقد نقل كثير من المفسرين ورجال التاريخ أن هذه الشجرة هي التي نبتت على جسد يونس بعد أن لفظه الحوت على البر، نظرا لأنها لها مقدرة عظيمة على تغطية كل الأعمال المشروعة وغير المشروعة.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !