مواضيع اليوم

كل هذه الصفات الموصوفة بها المرأة في مروياتنا .. فما الحكمة إذن من خلقها ؟؟ !!

محمد عابدين

2009-05-11 09:00:21

0




أساسيات الفكر المنغلق وتأثيره على المرأة وتأثر الأجيال الناشئة به

هذا الفكر ذو النظرة الدونية وأنماطه ضد المرأة كان كفيلا بأن يعرقل سبل تقدمنا لأكثر من ثلاثة عشر قرنا ً .. لإرتباطه الوثيق طوال هذه السنين بثقافة  ُأم .. وتنشأة مولودها ، وممارسة طفولته حلوها ومرها في حضنها .. تلك الأم ناقصة العقل والدين ، مجرد كائن يمثل نصف المجتمع ولكنه منبوذ من النصف الآخر لا لشيئ إلا .. لإنها خلقت على صورتها الأنثوية .. تلازمها الفتنة ويلاحقها العار أينما حلت .
أهذا منطق يسمح بتربية أجيال وتنشئة طفولة سليمة الطباع.. صحيحة الفكر !!!
كيف بالله عليكم يكون ذلك .. وفاقد الشئ لا يعطيه ؟؟


المرأة .. وتخلف الأجيال .. وأجيال من المتخلفين

المرأة
رعايتها للرضيع .. وحضانتها للصغير .. وملازمتها لطفولتة .. وأساسيات فكرها
هي ركائز يرتكز عليها مسار المجتمع .. ,أيضا ً تعتبر من أهم الأسس
 الكفيلة بتغيير هذا المسار
من التخلف للرقي لو أحسنا الفكر المقام عليه تأسيس هذه الركائز

ولكن .. من أين لنا أن نرتكز على صحيح الأسس ؟؟ .. ومازال في جذور فكرنا ما ورد بحق المرأة في المجتمع الجاهلي ونتعامل به معها حتى الآن
رغم التنبيه اللإهي بنهينا عن ذلك

(( وإذا ُبشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسودا ً وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء ما ُبشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ، آلا ساء ما يحكمون )) "النحل"

وبالطبع يستدعي ذلك أن نقوم من غفلتنا ونعي بأن للمرأة دور رئيسي في تنشئة الجيل ،
خمس سنوات إحتكاك مباشر بين الطفل وأمه على الأقل يكتسب منها طباعه وخصاله ومعرفته ومعرفاته ، بخلاف ما يكتسبه في دور الحضانة من الأم البديلة ، ليصبح فيما بعد نموه جيل كامل يحمل بين طيات فكره العديد من المعاني والسلوكيات ، فإن لم نعدها جيدا ً لهذه المسئولية فقدنا من عمرنا المجتمعي كل ثلاثون عاما ً جيل مثقف متعلم يمكننا ان نؤسس فكره وعقليته بأسس سلمية وسليمة ، هذا بإعتبار هذه الفترة هي العمر الإفتراضي بين الأجيال وبعضها ، ويحق لي التساؤل هنا :
ألم نكتفي بعد بما فاتنا ؟؟ .. ُترى كم فقدنا من هذا العمر المجتمعي للآن بسبب ضحالة الفكر الذي بين أيدينا والذي إحتلت فيه المرأة الأم حاضنة هذه الأجيال النصيب الأكبر من الدونية ؟؟ وكم تخرجت من تحت أيادي الأمهات الناقصات علم من أجيال .. يقول التاريخ إنها كانت في غالبيتها أجيال هلامية تحيا لتأكل وتتكاثر ليس إلا !! .. وقبل أن تتحرر المرأة من قيد أو إثنين من قيودها في أوائل القرن العشرين وتخرج من معقلها الدائم لترى نور الحياة خارج المشربيات .. ماذا كانت أحوالنا ؟؟ وأحوال أبنائنا ؟؟ تاريخنا الإجتماعي لديه الإستعداد للإجابة الوفيره عن هذا السؤال .

ولك أن تتخيل نفسك من الجنس البشري المنبوذ من الجنس الآخر داخل مجتمع واحد ..

فما الذي
يمكنك أن تؤديه بحب وإنتماء لهذا المجتمع ، وما الذي في إمكانك أن تعطيه لأولادك وأنت محاصر علميا ً وسلوكيا ً وثقافيا ً وإجتماعيا ً ، ومعتقل بين محبسين .. الفتنة والعار ، معتقل في المسكن " ممنوع الخروج للشرفات " معتقل في الشارع " الخروج للتسوق ومن أقصر وأضيق الطرق " ، معتقل داخل نفسك " ممنوع التعطر ، ممنوع التعليم ،ممنوع إختيار شريك الحياة ، ممنوع التكلم مع الغير من الرجال ، ممنوع التصافح باليد ، ممنوع .. ، ممنوع .. إلى أخر الممنوعات والنواهي "

وما الذي
يمكن للمرأة أن تؤديه نحو مجتمعها على الأقل في إتقان تربية وتنشئة أولادها وهي تعلم كل العلم بأنها مخلوق متدني لدرجة التشاؤم منه ، ومصدر عار ، ومكمن فتنة ، و .. و .. كما تنص مروياتنا ويتشدق بها السادة الأفاضل عبر المنابر؟؟

وما الذي
يمكن أن يكتسبه أطفالنا من تلك الأم وهي عورة تلتصق بها سمات الفتنة ويلازمها العار أينما كانت وحلت ؟؟

ورغم ما سجله المؤرخون أيضا ًويتشدق به المنشدون بأن الإسلام حَسن من وضعية المرأة ونقلها من قاع الهاوية إلى حياة كريمة .. إلا إننا لو سايرنا الواقع سنجده مختلف تماما ً وسوق النخاسة مازال قائما ولكن بأشكال مختلفة عما سبق .. فلو نظرنا لواقعنا المعاش حاليا ً لوجدنا صورة تهدم وتناقض ما يقولون ويتباهون به بأحسن القول ، لأن ببساطة صورة دنيا المرأة بعد مرور أكثر من أربعة عشر قرنا ً من الزمان ، تكاد تطابق صورتها في عصر الجاهلية مع إختلاف بسيط في المظهر العام والشكل الخارجي ، ويكاد يتحول هذا الإختلاف تدريجيا ً للعودة للأصل تحت ضغوط رهيبة من احبابنا السلفيين .. راجع الكتب والوثائق والملصقات والمرويات وما أكثرها على الأرصفة وبالمكتبات وجدران المباني والمفروضة غصبا ً أمام المساجد والجوامع وفي الشوارع ، ناهيك عن الباعة الجائلين داخل المواصلات وخارجها .. وتعليمات بعزل المرأة عن المجتمع
" مخصص للسيدات " بدء ً من المساجد حتى المواصلات العامة ، وأن دل هذا على شيئ إنما يدل على تأصيل فكر متداول فيما بيننا للآن مأخوذ عبرعنعنات النقل والتداول .. يفيد بنظرة دونية للمرأة تجعلها تخجل من نفسها كونها موضع شبهة دائما ً.. وعلى الرغم من التطور الهادئ الذي يبدو على السطح شيئا ً فشيئا ً لم يستطع بدوره تحقيق أي إصلاح يذكر له في المجال، وبالتالي لم تتعدل سلوكيتنا تجاه المرأة وتجد إنه لازال ِمن بيننا للآن من هو ُيسود وجهه وهو كظيم إذا بشر بأنثي .. نعم.. أنا معكم حينما نقول بأنه لم يعد هناك من يواريها التراب حية بوأدها ، ولكن بيننا من يحييها مدفونة .. وُيقبرها حية .. داخل عارها وفتنتها ، عورة جسدها ونقصان عقليتها .. أليس كذلك ؟؟ .. وهذا فيما معناه أن التعاليم الإهية والهدي النبوي لم تصل لمفهومنا البشري بعد ، أو بالأصح إكتفينا بما لدينا من مرويات لبشر مثلنا ممكن أن يخطئوا أو يصيبوا .. تفهموا الدعوة بموجب وعيهم البشري آنذاك كلا ً حسب بيئته وسلوكيات مجتمعه ولو كانت تختلف في مضمونها ومفهومها تمام الإختلاف عن الواقع السماوي المراد وعن المبتغى من خلق المرأة راجع مقالنا " جريمة إغتيال عقولنا على من تقع ؟؟ الراوي أم المروية أم المردد ؟؟؟" .. هذه المرويات بات لها من القوة والتأثير ما ليس لغيرها من علوم ، فرضت علينا بقوة الدين وأسلحة التكفير والردة ، وبدرجة أصبحت فيها قدرتها تفوق قدرة العقل الواعي على إستيعاب إلزامية التمسك بها ، وشحن الوعي البشري العام بأحقية إتباعها .

والسؤال الأم هنا :
والذي يطرح نفسه بإلحاح .. لماذا كل هذا الإصرار على التمسك بهذا الفكر إن خالف حقائق ثابته ؟؟
وللإجابة على هذا السؤال .. يجب أن نعود أدراجنا إلى ذرائع المنهج الفكري الوحدوي وثبوته عند حقبة معينة من الزمن .. تلك الحقبة التي كانت أقرب لعادات الجاهلية والمجتمع الصحراوي القبلي فجاءتنا أفكارها وقيمها المرتبطة بالبيئة والنشأة متبنية تقاليد مجتمعها آنذاك داخل قراطيس متداولة لايمسها إلا المطهرون .. لنتبعها نحن الآن .. وأباءنا من قبل .. وأولادنا من بعد
وكانت النتيجة الحتمية لذلك
أن حلت بعض المرويات محل الآيات ولها من القدرة على نسخها في أذهاننا كما سبقت ونسختها في كتبهم وأقاويلهم
((  وما المانع في ذلك وخصوصا ً .. أن هناك من يقول بإمكانية نسخ القرآن بالسنة ))
أجازه الإمام أبوحنيفة ومالك ورواية عن أحمد
فما بالك بالمرويات التي تجد لها رواجا ً شعبيا ً متوارثا ً .. ومدى تأثيرها في عقليات أدمنت تناول الثقافة السمعية وإتباعها لكونها كما سمعموا ووعوا شكل من أشكال رضا الله عز وجل
وكأن الدين أصبح أداة يمكن أن يصوغها البشر كلا ً حسب هواه وغرضه ، وأن من صوغها له العصمة .
والتساؤل هنا :
إن كان للمرأة كل هذه الصفات الموصوفة بها بمروياتنا .. فما الحكمة إذن من خلقها ؟؟ !!!!!!
وهي
بين كل تسعة وتسعون إمرأة واحدة في الجنة .. وإن النار خلقت للسفهاء وهن النساء .. ما تزال الرجال بخير مالم يطيعوا النساء .. هلكت الرجال حين أطاعت النساء .. الشؤم في ثلاث الفرس والمرأة والبيت .. للمرأة ستران : القبر والزوج . قيل : فأيهما أفضل قال : القبر ، ... ، ... ، والكثير مما على شاكلة ذلك .
راجع تراثنا وكتب السلف ومنهم على سبيل المثال لا الحصر تفسير إبن كثير ج 3 ، مسند الإمام حنبل ج 5
والسؤال المهم .. ألم تكن هذه المرأة هي الأم والأبنة والزوجة والأخت .. وهل يقبل أيا ً منا على ُأمه مثل هذه الأوصاف وهي من هي قد وضعت الجنة تحت أقدامها ؟؟
ألم تكن تلك المرأة هي البنت والزوجة وأم الأولاد ؟؟
ألم تكن من خلق الله عز وجل ، كما الرجل ؟؟
ألم تحمل بين طيات صدرها .. كرامتها ، وعزة نفسها ؟؟
ألم تساهم في نمو المجتمع بشريا ً على الأقل .. فلماذا نهملها إذن ؟؟ .. ألكي تهمل أولادنا !! .. نواة المجتمع !! ويصبح مجتمعنا على الصورة المصورة له الآن في أذهان المجتمعات الآخرى !!
هل لنا الآن أن نعترف لماذا تخلفنا عن اللحاق بركب المدنية !!
أم لا زلنا مصرين على .....
أخشى أن تتمرد تلك المرأة يوما ً ولسان حالها يقول :
لا ُتسقني ماءَ الحياةِ ِبذلةٍ ...... بل َفإسقني باِلعز َكَاس الحنظلِ ِ
وإلى لقاء آخر بإذن الله
وللمقال بقية
محمد عابدين



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !