بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله - تبارك وتعالى - في محكم كتابه العزيز:
((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) آل عمران/104
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
انطلاقاً من طبيعة مجتمع ديالى المتنوّع، وخيراته المتنوّعة، وموقع ديالى الحسّاس لابدّ لي أن أرسم خارطة التحالف الوطنيّ في هذه المنطقة، وما تقتضيه طبيعة خصوصيات ديالى، وما قدّمته، وما تعرّضت له من تحدّيات كبيرة، فقد قدّمت دماءً جزيلة طيلة السنوات الماضية، وما يمكن - لا سمح الله - أن تتعرّض له فيما إذا لم تـُحسَم إدارة التعامل من قبل القوى السياسية المختلفة؛ بناءً على ذلك أجد من الضروريّ أن أؤكد أن وفاءنا لأهل ديالى بسُنتهم وشيعتهم، عربهم وكردهم وتركمانهم، بكل أبناء الديانات، بكل أبناء القبائل فيهم.
إن هذا التنوّع يذكّرنا، ويستدعينا - بالضرورة - لأن نفي لكل مكوّناتهم من دون استثناء..
دخول القوى بشكل متفرّق قد لا يستطيع أن ينهض بهذه المهمة الصعبة والتاريخية؛ لذا أبارك أيّ محاولة من شأنها أن تجمع الصفّ، وتوحّد الكلمة، وتتمظهر في المواسم السياسية المختلفة على شكل باقة على الرغم من تنوّعها، إلا أنها متكاملة.
يجد المواطن من أهل ديالى نفسه أمام تنوّع متكامل متآزر، متآخ ٍ، ومتقوّ ٍ بعضه بالبعض الآخر؛ لذا نعتبر تحالف ديالى الوطنيّ مبادرة طيبة في هذا السياق، ويحدونا الأمل أن لا تكون هذه المبادرة على سبيل التباعد مع الآخرين، بل التكامل معهم؛ فيجب أن تتماسك في داخلها، ويُكمل بعضهم البعض الآخر، وفي الوقت نفسه يعقدون العزم مع القوائم الأخرى بدءً من مرحلة ما قبل الانتخابات، وأثناء الانتخابات إلى ما بعد الانتخابات أن يتكاملوا سوية مع القوى السياسية الأخرى كافة أيّاً كان مذهبهم، أو دينهم، أو قوميتهم، أو اتجاههم السياسيّ.
مثلما عقد التحالف الوطنيّ العزم في بغداد باعتباره ممثل القوى السياسية المختلفة مركزياً، ورسم له مساراً في التعامل، وجسّده على شكل سياق عمليّ سواء كان في داخل مجلس النواب، أو مع القوى السياسية الأخرى أن يتعامل، ويُوصي وزراءه، وكل المنتسبين له كبناء فوقيّ يمثل التحالف الوطنيّ يجب أن يتفانى؛ لحفظ الوحدة الوطنية، ومن هذه المنطلقات أجد نفسي بالضرورة أن أؤكد على أننا نريد للتحالف الوطنيّ أن يكون وحدة متماسكة تتكامل في المسار الثاني مع الخارج التحالفيّ.
كلما قوي الداخل التحالفيّ قويت إمكاناته لتحقيق الآمال، والطموحات المعطّلة، وقويت إمكاناته في مواجهة التحدّيات خصوصاً أن ديالى تتعرّض لتحدّيات كثيرة، وإذا - لا سمح الله - أغفلنا التعامل، أو إذا كانت هناك فجوة بيننا وبين الآخرين ستـُستغـَل من قبل أعداء العراق سواء كان تحت يافطة طائفية، أو قومية، أو سياسية؛ لذا أتمنى أن يعقد العزم لتماسك القوى في داخله كتحالف ديالى الوطنيّ، وفي الوقت ذاته مدّ الجسور من الآن مع الإخوة الآخرين الذين ينخرطون تحت عناوين وقوائم أخرى، وهذا ما تقتضيه الحكمة، وتتطلبه مصلحة البلد؛ لأننا نريد أن نوجد تنافساً قرآنياً كريماً، لا تغالباً وصراعاً بين الآخرين، يقول الله - تعالى -:
((خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ))
يحدونا الأمل أن يجسّد أبناؤنا وبناتنا في هذه المنطقة حلم التحالف الوطنيّ والقوى السياسية التي تنضوي تحت لوائه بتحقيق الأمل الوطنيّ العراقيّ في المناطق كافة، وأن نقدّم ذلك هدية تحمل في معانيها الحُبّ، والاحترام إلى أهل ديالى الذين طالما حُرِموا من الخيرات، وهم يمثلون سلة العراق في الفاكهة، ويمثلون باقة الورد الملوّنة من المجتمعات كافة، ويمثلون سيل الشهداء الذين سقطوا على طريق إسقاط صدام، وانتصار العراق ووصوله إلى ما وصل إليه..
تمنياتي لكم بالتوفيق، والتسديد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الدكتور إبراهيم الأشــيقر الجعفري
بــــغداد الثلاثاء 13/11/2012م
المـــــوافق 28 ذو الحجة
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1240
التعليقات (0)