كلبٌ ميت ليس بشهيد
مقطع جديد لشاب من شباب الوطن بقبضة الجيش العراقي ,ظهر مطأطأ الرأس وهو يتحدث عن تجربته ويٌجيب عن أسئلة يوجهها له أحد أفراد الجيش العراقي , الشاب السعودي قٌبض عليه قبل أيام بمدينة تكريت العراقية قبل أن يٌنفذ عملية إرهابية بسيارة مفخخة , الاعترافات التي ساقها الشاب حملت جوانب متعددة لعل أهمها تعرضه للخديعة من قبل تنظيم داعش ومن قبل من غٌرر به وألقى به في وحل وبراثن الصراعات السياسية والمذهبية الدموية , ذلك الشاب ليس الوحيد ولن يكون الأخير طالما بقي الشباب أسرى للجهل والحماسة والتضليل وحمقى لا يفكرون ولا يتفكرون في عواقب الأمور ولا يأخذون علومهم في دينهم ودنياهم ممن تبرأ بهم الذمة ويٌشهد لهم بالعلم والدراية .
الجهاد فريضة لكنها مؤطرة بضوابط وشروط معينة لا يعلمها الإ الراسخون في العلم ممن حاز مرتبة الاجتهاد والترجيح والتأصيل والنية ليست كافية كما يعتقد البعض فالشروط قبل النية , لو أراد شخص ما الصلاة ونوى الصلاة لكن دون وضوء هل تصح صلاته قطعاً لا فالوضوء " الطهارة " لم يتحقق وبالتالي فالصلاة ليست بصحيحة حتى وإن صلى فشروط الصلاة وواجباتها مفقودة بشرط الطهارة , الراسخ في العلم يختلف كلياً عن الجاهل أو المتعالم فالجاهل يتلقف قول المتعالم والمتعالم يفسر النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على هواه وهوى من اتبعه وتلك هي الحقيقة التي طالما ينكرها البعض , من يجهل أحكام شرعية في الصلاة وغيرها لا يستطيع إطلاق أحكام النوازل فكيف بمن يجهل الفقه بأصولها وفروعها وأبوابها المختلفة هل يستطيع إطلاق حكم على نازلة وحادثة معينة قطعاً لا يستطيع وإن فعل فقد تعدى على حق الله ورسوله وأرتكب جريمة تجر جريمة فالبداية تكون بإنتهاك حقوق الله ورسوله وتنتهي بإنتهاك حقوق البشر .
من أراد الموت بمناطق الإضطرابات والصراعات فهو كالكلب الميت على قارعة الطريق لن يحزن عليه أحد لكن الحٌزن سينال من أسرته فكم من أسرة تدفع ثمن حماقات أبنائها وذلك هو العقوق في أبشع صورة .
في السنة النبوية دروس وعبر وقصة الشاب اليافع الذي أتى إلى رسول الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام طالباً الجهاد ليست الوحيدة لكنها مٌعبرة وذات دروس فالرسول وجه الشاب إلى طريق الجهاد العظيم وأوصاها بوالديه قائلاً ففيهما فجاهد , درس نبوي بدأ ببر الوالدين وانتهى بحفظ طاقة الأمة البشرية . أبواق التضليل.
الشباب السعودي وقود الصراعات المتكرر من حقبة أفغانستان الدموية وحتى اليوم يموت بمناطقها ويٌباع ويٌشترى بسوق النخاسة والموت فكم من جماعة تبيعه وأخرى تشتريه وكل ذلك بسبب الجهل المٌركب والعاطفة الكاذبة والتعدي على حق الله ورسوله في تفسير النصوص وإنتهاك الضوابط الشرعية في الأحكام وتأجير العقل لمن تصدر المشهد العلمي والشرعي , كيف يٌعلن صعلوك الجهاد وأمر الجهاد لا يقوم الإ بمشورة أهل الحل والعقد من العلماء والوجهاء والأمراء والرؤساء وتحت راية واضحة وبرضا الأمة أجمع , صعلوك يعلن الجهاد ويقحم الدين والأنفس في صراعات سياسية تبدأ بشرارة وتنتهي في لحظة وكأنها لم تكن وتلك هي الطبيعة البشرية في مختلف الصراعات السياسية والدينية والمذهبية والقبلية !.
شباب الوطن يتساقطون بوحل الموت النتن هدفهم الحور العين وتكفير الذنوب , فكيف ستلقاهم الحور العين وتزول عن كاهلهم الذنوب وهم لم يتقيدوا بقواعد وضوابط شرعية يعرفها الصغير والكبير , جٌثث الشباب السعودي ضاقت بها مناطق الصراعات والسبب لم يعد خافياً على احد جهل وحماقة وحماسة وتضليل يمارسه من يدعي العلم ونصرة المسلمين , الجهاد الحقيقي يبدأ ببر الوالدين وينتهي بطلب الرزق والسعي في عمارة الأرض ونشر المعرفة والعلوم , الجهاد الحقيقي أيضاً لا يكون الإ تحت راية واضحة وبضوابط وشروط شرعية وبإجماع علماء الأمة وليس بالتفاف صعاليك ولقائهم في كهف مٌظلم .
خروج الشباب لمناطق الصراعات بدعوى الجهاد تسبب بالكثير من الكوارث الدموية والأسرية تبدأ بعقوق الوالدين والمجتمع وتنتهي بإزهاق الأرواح البريئة فهل سيتعظ البقية أم أن على القلوب أقفالٌ والعقولٌ غشاوة !.
التعليقات (0)