قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن المواقف المتعددة والمتناقضة التي تبناها الرئيس المصري "محمد مرسي" في قمة "عدم الانحياز" أبدت مدى حنكته وخضرمته السياسية وأنه يلعب بالحجر والنار في محاولة للتواصل مع كافة الأنظمة ومختلف الدول في العالم سعيًا وراء المصالح المصرية العليا لاسيما مع دول المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من انتقاده الواضح والصريح لإيران ولسياساتها الخارجية في سوريا وإسرائيل على حد سواء إلا أنه لم يسع إلى خسارتها وفقد العلاقات معها مرة ثانية بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاثة عقود فانطلق في محاولة للتواصل معها من خلال تأكيده على حق إيران في تبني مشاريع نووية لكن في إطار السلمية.
ومن جانبه، قال الرئيس المصري الجديد "محمد مرسي" في خطابه في افتتاحية قمة "عدم الانحياز" في طهران "إن من حق كافة الدول في أنحاء العالم أن يكفلوا مشاريع الطاقة النووية ويطوروها للأغراض السلمية طالما تلتزم بالبروتوكولات الدولية والمعايير التي ترسمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية."
وذكرت الصحيفة أن وقوف "مرسي" في صف إيران حول برنامجها النووي أتى في الوقت الذي يخشى الغرب فيه أن تحاول إيران تخصيب اليورانيوم وتطوير سلاح نووي وأسلحة دمار شامل، لكن طهران تصر على أنها تسعى فقط إلى الأغراض السلمية مثل الطاقة والكهرباء والأغراض الطبية في معالجة السرطانات وغيرها.
واستطردت الصحيفة لتقول إن "مرسي" أكد على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" لإيران في التعاون الكامل مع المجتمع الدولي والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية للوصول إلى المنشآت النووية للتفتيش عليها، محثًا جميع الأطراف بما فيها إسرائيل إلى وقف التهديدات الاستفزازية والتحريضية لمنع الدخول دوامة من الحروب الكارثية.
ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة "مرسي" مثلت خطوة رئيسية نحو إنهاء عقود من الاحتكاك بين البلدين بعد أن وقفت مصر تحت حكم سالفه "حسني مبارك" مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول التي يهمين عليها السنة في محاولة لعزل إيران التي يقودها الأغلبية الشيعية.
التعليقات (0)