تسمية إحدى كتائب الجيش الحر بأسم صدام حسين لا يعطي الإنطباع بأننا أمام ثورة شعبية ضد طاغية إرتكب أفظع الجرائم و المجازر الدموية بحق شعبه، بل تذكرنا بأننا لا زلنا نعيش في مرحلة المؤمرات المتبادلة بين الطاغيتين حافظ الأسد و صدام حسين و من كان يقف خلفهما، و ذلك عندما كان الإثنان لا يدخران جهداً في الإساءة الشخصية لبعضهما البعض، و إهدار كل الإمكانيات المادية و المعنوية و الشعبية لسوريا و العراق، و كذلك تسخير علاقاتهما العربية و الدولية في النيل من بعضهما البعض، المسألة تشعرنا في الحقيقة بأننا أصبحنا إحدى أدوات تلك المرحلة السيئة و جزء منها.
إذا كانت الرسالة موجهة للمالكي و إيران، فإنه و بصرف النظر عن قذارة الوسيلة، و ضعف تأثيرها، فقد كان هناك مرسل إليه آخر، معني مباشرةً بالموضوع أكثر من هؤلاء، كان يجب مراعاة مشاعره.
هل توقع من أطلق الأسم الإشكالي على الكتيبة أن يقول الكُرد أن صدام حسين يمثلنا، و أن يسرعوا للإنضمام إليها، و خوض الحرب تحت رايته، و هل توقعوا أن يرحب العرب و خاصةً الكويت و السعودية بها، و يسارعوا إلى تقديم المساعدات لها، هذا إضافةً إلى إستهانة المعنيين بالكتيبة بالرأي العام العالمي، و موقفهم من صاحب الأسم، الموقف الذي لا ينبغي إغفاله، مهما كان تدخل العالم إلى جانب ثورتنا متواضعاً.
التعليقات (0)