كتب بسام البدارين: بعيدا عن الأجهزة.. حافلات تأتي من معان بكبسة زر.. ما هذا العبث؟
إنتقد ولي العهد الأردني الأسبق الأمير حسن بن طلال في حديث نادر إدارة الحكومة في بلاده لملف الإصلاح والتعامل مع مسيرات وإعتصامات الحراك الإجتماعي وقال ان التشرذم ليس أصيلا على الشعب الأردني لكنه موجود في العالم العربي عموما للأسف.
وفي تصريحات غير مسبوقة سخر الأمير الهاشمي من دعاة تصنيف المواطنين حسب الأصول والمنابت ملمحا لإن إعتماد التصنيف سيعني بالنهاية بأنه شخصيا دخيل على الأردن كهاشمي وقال على هامش برنامج حواري في محطة رؤيا الفضائية المحلية: القادم من فلسطين دخيل ومن الحجاز دخيل ثم أضاف: كلنا أتينا من الجزيرة العربية أصلا وجميعنا من مختلف الأصول في قارب واحد.
وإنتقد الأمير إدارة الحكومة للإنقسام ولملف الوحدة الوطنية ونفى الحاجة لتعديلات دستورية وقال: المطلوب فقط تطبيق الدستور الموجود لإنه ينطوي على حكومة منتخبة.
وشدد الأمير على إنتقاد حافلات أحضرت مساء السبت من محافظة معان جنوبي البلاد لإظهار الولاء وتحدي المطالبين بالإصلاح وقال: لماذا كل هذا العبث ثم تساءل: هل هذا معقول .. حافلات تأتي بهذه الطريقة بـكبسة زر.
وكانت أوساط المعارضة قد إتهمت الحكام الإداريين بتسيير هذه الحافلات لإخافة مسيرات الحراك السياسي والمعتصمين الذين يطالبون بالتغيير.
ووصف الأمير حسن إبن شقيقه الملك عبدلله الثاني قائلا: بانه ملك مع الدستور والتغيير ويطبق الدستور لكن الحكومة تثقل عليه عندما تسعى للتهرب من المسئولية عبر تحميلة مسئولية الحوار الوطني.
وقدر الأمير العائد للأضواء بقوة بأن الحاجة غير ضرورية لتعديلات دستورية او حتى لصياغة وثائق جديدة بإسم الحوار الوطني قائلا: هناك وثيقة الميثاق الوطني فهي تفسر الدستور واحكامه وتعالج الإشكالات .
وشدد على أنه آن الآوان لترتيب الأمور في الأردن موافقا على حرية ا لتعبير المسئولة وواصفا المشهد الذي حصل الجمعة الماضية حيث هاجم مئات البلطجية معتصمين وسط عمان بأنه مؤلم جدا ويبعث على الخزي ولا ينسجم مع الحراك السياسي الإيجابي خلال الشهرين الماضيين.
ونادرا ما يدلي ولي العهد الأسبق بتعليقات علنية لكنه مؤخرا أكثر من تنظيم الإجتماعات واللقاءات وإبداء وجهات النظر على هامش حوارات فكرية عبر مؤسسة منتدى الفكر العربي التي يترأسها.
وإقترح الأمير أمس حل إشكالية قانون الإنتخاب بتأسئيس مفوضية عليا لإدارة الإنتخابات بعيدا عن الأجهزة وتأثيرها ووصف تدخل بلطجية في منع التعبير السلمي بانه دلالة على جهل مطبق في مضامين الإصلاح.
وإعتبر الأمير ان إسرائيل قد تكون مسرورة بأحداث الإنقسام في الأردن لكنها بكل الأحوال ليست بمعزل عن طوفان التغيير الذي سيصلها في النهاية معتبرا ان الوضع الحالي في العالم العربي أضبح في منتصف الشاشة ويؤشر على روح وحيوية الشعوب العربية التي شكك الكثيرون فيها.
التعليقات (0)