ما زلت أبحث عن منطق واحد يمكن على أساسه تفسير ما حدث بين مصر و الجزائر ولم أجد , لذلك لو حاولنا أن نفسر أسبابه وما كان يمكننا فعله لتلافيه لربما ساعدنا ذلك على إستجلاء بعض الحقائق التى توضح أسباب تلك الهوة السحيقة والغير مبررة التى حدثت بين دولتين بينهما ما بينهما من أواصر الأخوة والدم والمصير المشترك .
فالمشكلة تنحصر أولاً فى إعلام مرتزق و مأجور متمثلاً فى قنوات خاصة فضائية فى مصر وصحافة جزائرية موجهه هؤلاء للأسف هم قادة معركة الشحن المفتعلة قبل المباراة وبعد معركة أم درمان كان دخول الإعلام الرسمى الموجه ليساند الإعلام الخاص وكانت الطامة الكبرى بأنه دخل بنفس الأسلوب السافر .
وثانياً فى أصحاب و مسئولى تلك القنوات والصحف المأجورة و الموجهه .
ولو نظرنا لبداية المعركة سنجد العجب العجاب و ذلك من خلال ما رأيته فى بعض القنوات المفتوحة الغير مشفرة – لا أرى برنامج عمرو أديب المشفر - حيث أن جميع برامج التوك شو على الفضائيات المصرية كانت فى أجازة يوم الأربعاء بسبب المباراة وكانت تذيع حلقات مسجلة و لذلك سأتحدث عن أول برنامج تحدث على الهواء مباشرة بعد نهاية المباراة و شاهدت بعض وقائعه على قناة ON TV وهو للصحفى المُتلفز
- متعدد المواهب - نصر القفاص والذى شن هجوما ً غير
لائق على الجزائر وأكثر منه على السودان وكان معه شخص يسمى شوقى حامد و توالت المكالمات التليفونية
المحرضة و المتطاولة على الجزائر و تطاولها الأكثر
على السودان فى سابقة لم ولن أرى مثلها فى حياتى
و ذكر أكثر من مرة بأسلوب فج لا يليق بأن السودان إن ما كانش عارف يحمى المصريين نروح نحميهم إحنا ( !! ) وظهر لى أن المذيع الذى عمل فى الجزائر عدة سنوات مراسلاً للأهرام المصرية - على ما يبدو كان ذهابه لها تكديراً ونفياً له - يُكِن للجزائريين حقداً دفيناً وجاءت مكالمة يتيمة - على ما أظن - للصحفية
دعاء سلطان التى تعمل بجريدة الدستور لتشرح من وجهة نظرها ما يحدث أمامها من مهازل و لأنها غردت
خارج السرب المرسوم طريقه لم يعجب كلامها رئيس الأركان شوقى حامد وظل يقول لوزير الحربية القفاص متسائلاً أو متعجباً إنت تعرفها .. أنا معرفهاش (!!) وحاول وزير الحربية القفاص تلطيف الجو و لم تكتمل المكالمة .
ولم تكن المهاترات التى تفوه بها القفاص و هى إرسال حماية للمصريين لو السودان مش قادرة تحميهم من عنده ولكن بناءاً على تصريح مصرى رسمى صدر ليلاً وبما أنه قد تم التصريح أكثر من مرة بأن الرئيس ظل ساهراً حتى عاد المصريين من السودان - مع أننا نعلم أن الرئيس ينام مبكراً - فإن هذه التصريحات الليلية قد أخذت الموافقة الرئاسية .
وثانى يوم شاهدت العجب العجاب فى برنامج مصطفى عبده على دريم 2 لذلك أسرعت و كتبت بعضاً مما خرج من فمه من تحريض فج وغير مقبول وهذه قطرة من فيض الكابتن مصطفى عبده مخاطباً الجزائريين ( أنتم بربر ) - الكابتن دارس تاريخ الأمم !! - ( أنتم غنم ) ( إنتم قذارة ) ( أقول لساويرس إنت لو سحبت إستثماراتك حتاخد حقك فى التحكيم الدولى ) - الكابتن أصبح محكم دولى كان من المفروض أن يمثل مصر فى دفاعها فى قضية سياج !! – ( شوية كتاب – مصريين - ياخدوا 150 دولار فى المقالة ويكتبوا إن الإعلام المصرى هو السبب ) ( إحنا حاجة نوبل فن ... وهم ولا حاجه فهو ده سبب الحقد علينا ) ويخاطب السفير الجزائرى ( إنت جاى تتآمر على أعمامك ) ويخاطب وزير الخارجية الجزائرى ( إنت ملكش لازمة ) ( فيه ناس محترمة وفيه ناس نضربها بالجزمة ) ( حقد وغل ووساخة ) ( الناس الحاقدة على مصر ليه مصر اللى أكلتهم ومصر اللى صرفت عليهم حررناكم وإحنا اللى علمناكم ) ( شعب الجزائر شعب لقيط ) ( لموا ستاتكم من الشانزليزيه ) ( البلد القذرة ) ( الجزائر دولة عصابات ) ( الأول خلونى فى السفير السفير الحقير زى الهمجيين شوية غنم ) ( وزير الإعلام اللى جه مصر شريك فى المؤامرة ) ( الشعب السودانى شعب طيب ) - سبحان مغير الأحوال – ( فيه 48 سجن فى الجزائر ) وإيه لزمة السجون دلوقتى !! .
وجاء الدور على قليل مما سمعته من قائد الفكر الكروى محمود معروف وللأسف كان ذلك فى وجود الصحفى مصطفى بكرى والأستاذ مجدى الجلاد وكرم جبر حيث قال ( أينما وجد الجزائريون وجدت الجريمة والسرقة ) ( إستهزأ بأسماء الجزائريين ) ( السفير الجزائرى يتكلم كأنه سوابق ) وجاء على لسان صحفى أحترمه من الجالسين ( بربر وهمج ) .
ولأننى غير متابع لبرنامج القنوات الرسمية ولكنى ذهبت لأرى ما يبث عليها فوجدت الحاج تامر أمين والسنيد خيرى رمضان وقد جاءت مكالمة من إيطاليا كما يدعون وهى لشخص متهور يقول إحنا هنا فى ميلانو 500 مصرى مستعدين نقتل الجزائريين فرد خيرى رمضان لأ لأ فقاطعه الحاج تامر قائلا لأ خليه علشان يعرفوا إن فيه ناس ممكن تاخد حقها !!! .
وللأسف فإننى لم أسجل لقائد الإعلام المصرى قبل وبعد معركة التحرير الكابتن مدحت شلبى سوى شىء بسيط وهو على العموم لم يختلف كثيراً عن أصدقائه فجاءت له مكالمة من صحفى بجريدة الجمهورية أسمه وليد الحسينى وقال هذا الوليد عن الجزائريين ( بربر ) وقال ( سفير الجزائر قاعد فى مصر زى الخنزير ) .
والقناة الوحيدة التى وجدتها تحاول تهدئة الأمور وكانت محايدة فى مجمل ما أقوالها هى قناة المستقلة وكان هناك ضيفين الأساسى - طبعاً - هو أشرف السعد وآخر جزائرى أسمه عبد اللطيف وجاءت إتصالات معظمها لجزائريين وشنوا على الجزائرى عبد اللطيف شرساً لأنه على مايبدو قد أخطأ فى حق المصريين وتحدث عن أخبار غير موثقه أخذها من مواقع على الإنترنت وطالبه أحدهم بالتأكد من كلامه أولاً وشكك آخر فى صحيفة الشروق الجزائرية على الأقل بالنسبة له كما قال لدرجة أن عبد اللطيف ترك الأستوديو ورحل لدفاع الجزائريين عن مصر .
هذا بعضاً مما حدث فى وسائل الإعلام المصرية وكان يمكن تلافيه بشىء بسيط وهى أن يقول أى مسئول لأصحاب القنوات كلمة واحدة وهى أصمتوا لصمتوا فى الحال والدليل هو توقف نقد السودان وتحوله بين ليلة وضحاها .
ولكن المهم فى ذلك كله هو تساؤل وهو هل تلك الحملة يمكن إعتبارها بروفة لشىء معين مستقبلى ؟! فالقضية لا تستدعى كل ما حدث وكرامة المصريين ليست هى المشكلة كما تم تصويرها وإلا ستضع - بل وضعت - الدولة نفسها فى مأزق شديد فى أول إختبار يقابلها يمس كرامة المصريين وبخاصة إذا وجد إعتداء عليهم داخل أى دولة صديقة .
التعليقات (0)