مواضيع اليوم

قيمر زمن الحداثة!

علي جبار عطية

2012-09-16 06:30:28

0

علي جبار عطية
الأربعاء 05-09-2012

انشغلت على مدى اسبوعين بعد عيد الفطر بقضية تبدو بسيطة لبعضهم و (اشكالوية) للآخرين وهي الارتفاع الفاحش لأسعار قيمر العرب أيام العيد!
لقد كان سعر الكيلو غرام من قيمر السدة او ابي غريب او الصدرية او الفضيلية قبل العيد بأيام لايتجاوز العشرين الف دينار لكنه في اول ايام العيد قفز الى اربعين الف دينار اي ما يعادل سعر كيلو غرامين ونصف من لحوم الغنم!
سألت بعض الباعة والمشترين عن السر فكان الجواب: ان على القيمر طلباً شديداً!
قلت: ما الذي تغير؟ الناس هم الناس وقد كانوا في شهر مبارك وادوا فريضة مقدسة فيفترض الا يكون تغييرهم الا نحو الافضل في الشراء والبيع والاستهلاك.
قال بعضهم: ان المستهلك لا يفضل القيمر في السحور لأنه يسبب العطش في النهار ثم ان الصائم يجوع في اول ساعات النهار وعندما يحل يوم العيد يريد ان يعوض ما فاته فيقبل على الشراء!
قلت: هذا عن المستهلك فماذا عن البائع؟
قال: البائع يجد اقبالاً شديداً وطلباً مضاعفاً على بضاعته فمن حقه ان يبيع سلعته بالثمن الذي يراه مناسباً؟
قلت: ولكن اين الضمير واين الوازع الاخلاقي وكيف يرتضي لنفسه ان يكون جشعاً على المستهلك نفسه الذي يشتري منه كل يوم في غير ايام العيد.
جاء الجواب: ان المهم هو ان يربح وليذهب الجميع الى الجحيم!
اعترف ان هذا المنطق هزم في داخلي الصور المثالية التي رسمها خيالي لباعة يرتدون الملابس البيض ويستثمرون ايام الرحمة السماوية الخاصة بتخفيض اسعار سلعهم من الحبوب والزيوت والسكريات وملابس الاطفال وليس العكس اذ يتحكم منطق الانانية بابشع صورها وهي صورة صادمة تواجهني في كل مناسبة دينية بل في كل عيد حتى صارت قاعدة في زمن اختصره احد الشعراء بقوله:
) يازمان المعجزات زمن يأتي يكون الصدق فيه المعجزة!).




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !