البعض اثار فكرة أن مجموعة عدم الأنحياز لم تعد لها معنى بعد زوال الأتحاد السوفييتي وقيام نظام القطب الواحد وهذا تحليل غير صحيح . فمجموعة عدم الأنحياز رغم انها قامت على فكرة الحياد بين المعسكرين الغربي والشرقي أنذاك إلا أن المجموعة تطورت (بصرف النظر عن إسمها التاريخي )واصبحت تمثل مجموعة الدول الفقيرة وحديثة الأستقلال عن الأستعمار المباشر . وهذا التجمع أصبح أكثر ضرورة بعد أنتهاء الحرب الباردة . فقد تحرك الأستعمار الجديد الغربي والروسي والمارد الجديد الصيني واخذ يعيد سيطرته على عالم ما سمي بالعالم الثالت باسلوب جديد وهو الأستغلال الأقتصادي والهيمنة السياسية . ويظهر هذا في الامم المتحدة حيت حولتها الدول الأستعمارية إلى نادي للكبار يؤيد بعضهم البعض . فأمريكا والدول الغربية تحاول السيطرة على المناطق التي كانت تابعة لها وكذلك روسيا تحاول تشديد قبضتها على البلاد الأسلامية التي ضمتها بعد أستعمارها لها وتبعتهم في ذلك الصين . واصيح واضحا أن العالم أصبح منقسما بين الاغنياءالأقوياء والفقراء الضعفاء . وما قاله العقيد معمر القدافي في أجتماع قمة عدم الأنحيازيمثل الحقائق على الأرض . وفي هذه المرة تكلم بموضوعية وشفافية وتحليل علمي سليم في معظم النقاط التي أثارها, رغم تحامله غير السليم على سويسرا لأسباب خاصة . وهذا ما دفع الأعلام الغربي إلى تجاهل ما قاله خوفا من أثاره الضارة بالقوى الكبرى لحقيقة ما أثاره من مواضيع . ولهذا فهناك ضرورة الأن أكثر من ذي قبل لمجموعة عدم الأنحياز للوقوف في وجه السياسات الجديدة للقوى الكبرى التي تحاول السيطرة الاقتصادية والسياسية وإحتكار العلم والقوة وأستخدام الذرة واعادة الأستعمار القديم في طابع جديد . ومن واجبات مجموعة عدم الأنحياز السعي لتعديل نظام الأمم المتحدة وإنهاء حق الفيتو أو أعطاءه لبعض دول عدم الأنحياز الكبرى لخلق التوازن الدولي وكلك تعديل أنظمة البنك الدولي والمصرف الدولي ومنظمة التجارة والمنظمات الأخرى التي تسيطر عليها القوى الكبرى وتستخدمها للسيطرة على الدول الصغيرة والفقيرة . , وإذا تعذر هذا فعلى مجموعة عدم الأنحياز ترك منظمة الأمم المتحدة وخلق تنظيمات مستقلة لها للوقوف امام القوى الأستعمارية الجديدة .وهذا سيضطر الدول الكبرى إلى التراجع وقبول مبدأ الأجماع الدولي لحل مشاكل العالم وإصلاح نظام الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى, لأنها تعرف الأن أن فرض سيطرتها بالقوة العسكرية ولى زمانه . فالشعوب حتى الفقيرة وغير المتعلمة أصبحت تستفيد من التقدم التكنالوجي وأصبح رجل الجبال وراعي المعز والبدوي في الصحراء راعي الجمال قادرا على حمل وأستعمال احدث السلاح وإرسال جنود الأحتلال في صناديق إلى بلد الأمم كما نرى بشكل يومي على شاشات التلفزيون. ولن تقدم الدول الكبرى على محاربة دول عدم الأنحياز مجتمعة عسكريا بعد خبرتها في العراق وأفغانستان وتشاسينا وغرب الصين .ولو إستعملت قنابلها الذرية فسيكون مفعولها اكبر ضررا على شعوب الدول الكبرى. هذا هو الحل الطبيعي وهذا ما نادى به الزعيم معمر القذافي.
التعليقات (0)