في مشهد هوليوودي اشتعلت الأثارة في افتتاح قمة المصالحة العربية كما وصفت حين قاطع القذافي الجلسة مخاطبا الملك السعودي معتذرا له عما بدر منه سابقا مما جعل امير قطر يحتج عليه معتقدا ان القذافي سيهاجم العاهل السعودي والزعماء الباقين كعادته , فما كان من القذافي الا ان رد بأنه ملك ليبيا وملك ملوك افريقيا وامام المسلمين ولايجوز معاملته بهذه الطريقة وعندما فهم امير قطر الموضوع على حقيقته اعتذر للقذافي وسمح له بقول ما يريد . والمضحك ان الاعتذار جاء بطريقة خبيثة فلقد اتى بصيغة تهكمية وبصيغة سباب اكثر منها اعتذار .
قال ملك ليبيا وافريقيا لملك السعودية انت صنعتك بريطانيا وحمتك امريكا وان مصالح الامة تحتم علينا ان نتصالح وانني باعتباري عميد زعماء العالم وملك ليبيا وملك ملوك افريقيا وامام المسلمين فاني لا استطيع النزول بمستواي الى اقل من هذا , وأنا اعتذر واطلب منك ان تزورني وازورك وانت الملك اللذي سيمثل الملوك العرب في قمة العشرين اللتي ستنعقد في لندن بعد يومين .
ولاادري ان كان ذلك يعني ان الملك عبدالله اصبح ملك ملوك العرب من وجهة نظر الملك القذافي . وأنا اعتقد ان ملك ملوك افريقيا ( اي بمعنى امبراطور) افريقيا وامام المسلمين القذافي قد قال الحقيقة , فكل الزعماء العرب ملوك ورؤساء يعتقدون انهم اباطرة وأئمة للمسلمين وان من يخرج عليهم هو خارج على خليفة الله في الأرض .
- رغم ان قمة الدوحة سميت بقمة المصالحة الا ان ( ملك مصر الرئيس ) كالعادة لم يستطع نسيان قناة الجزيرة ووضع عقله بعقلها ولم يحضر , مع ان الجميع يعرف مسبقا بأن هذه القمة كغيرها من القمم ستكون عبارة عن ( قعدة عرب ) كما يقول المثل في العراق اي مجلس للعشائر تدفع فيه الديات ويطاف فيها على الشيوخ بفناجين القهوة ويدار فيها الحديث على طريقة ( طلبتك – عطيتك ) ثم تنتهي ببوس اللحى والأنوف يعود بعدها الشيوخ الى مضاربهم ليعدوا العدة لغزو العشائر اللتي تصالحوا معها للتو.
كما ان هذه القمة قد تميزت ليس فقط بالألقاب الجديدة للزعماء العرب بل بروح تحدي عربي وشعور بالقوة لم يكونا حاضرين في القمم العربية السابقة , فلقد تحدى العرب المجتمع الدولي اذ اجلسوا ( الرئيس الملك ) السوداني عمر البشير امام بان كي مون مباشرة واللذي تطالب المحكمة الدولية التابعة له اداريا بالقبض على البشير . والاغرب من ذلك ان الزعماء العرب قد قرروا سحب المبادرة السعودية للسلام مع اسرائيل في حالة عدم الأستجابة لها في وقت قصير , وهذا ما تضمنه خطاب (ملك الجامعة العربية ) عمرو موسى وما سيكون احد بنود مقررات القمة النهائية كما تسرب من كواليس القمة الى وسائل الأعلام .
ولعمري انها لشجاعة لم نعهدها من قبل . ولاادري ان كان هذا يعني ان ( اباطرة ) سوريا والأردن ولبنان ومصر والسعودية سيفتحون حدودهم مع فلسطين امام جيوش المقاومة ضد الصهيوني المحتل على اقل تقدير اذا لم يقرروا هم انفسهم اعلان الحرب رسميا ؟ . وهل سيقوم ( الأباطرة العرب ) الباقون بأرسال المقاومين والمتطوعين الى جبهات القتال ودعمهم بالغالي والنفيس ؟ .
وانا اتسائل هنا . هل جن ( الزعماء الاباطرة الملوك الرؤساء اللأئمة ) العرب ام تراهم شربوا حليب السباع ؟ .
التعليقات (0)