مواضيع اليوم

قفزات هائلة!

علي جبار عطية

2013-10-01 08:23:03

0

علي جبار عطية
الأربعاء 14-08-2013
 

اتقلب بين الفضائيات ذات اليمين وذات الشمال في ثاني ايام عيد الفطر لاختار مادة اتابعها في ساعتين فتقع عيناي على مسرحية (كأسك ياوطن) لمؤلفها محمد الماغوط وبطلها دريد لحام والتي قدمت منتصف السبعينيات في بغداد ايام شهر العسل العراقي السوري فيدهشني ذلك العمل الاحتفالي التراجيكوميدي الهادف الذي ظل  عصيا على فقدان تأثيره وابهاره وادهاشه لدى المشاهد برغم التطور التقني وتعدد وسائل الاتصال.
وعند المساء تتحفنا (العراقية الثانية)  بتمثيلية (تلميذ مسائي) للمبدع سليم البصري والفنان حمودي الحارثي فتتعانق التلقائية في الاداء مع كوميديا الموقف والنكتة المدروسة وتروح تقارن لا اراديا بين هذا العمل الذي مضى عليه نصف قرن وعمل سخرت له كل الظروف والامكانات هذه السنةو يفترض ان يكون كوميديا يعرض في (العراقية الاولى) وقت الفطور وفيه من السذاجة والافتعال الشيء الكثير حتى يسأل المرء نفسه اذن ما فائدة كل هذه التحولات والتطورات والخبرات التي مررنا بها حتى يخرج علينا هذا العمل بمستوى من السطحية واللامعنى ونحن قبل  عقود من الزمن كنا ننتج اعمالا بمستوى (تحت موس الحلاق)؟
 وبين هذا العمل وذاك اتلمس عظم الفارق النوعي والكمي والقفزات الهائلة في مستوى ما يقدم لنا من خدمات اتصالية وتواصلية فاذا فاتك شيء من البرامج فيمكنك ان تشاهده على موقع القناة الالكتروني في الشبكة العنكبوتية بل الاكثر ادهاشا وابهارا اني لما سمعت بعد ايام من وفاة شيخ العشيرة قيل لي اذا اردت ان ترى مشاهد تشييع جنازته فما عليك سوى ان تكتب اسمه على موقع اليوتيوب فسيظهر لك الشريط كاملاً من ساعة الوفاة الى آخر مشهد من مشاهد عالم الدنيا الفانية!!
اجد نفسي لا ارادياً مشدوداً للمقارنة بين ما يحدث الان وما يحدث قبل اربعين سنة وبالتحديد قبل دخول (الفيديو كاسيت) الى البيوت بعد نشرات الاخبار المطولة  والمعادة وبطلها القائد الملهم وانتبه الى جاري اليساري الذي كان يستعير منا جريدة (الجمهورية) ايام الاثنين خاصة فلما سألناه مرة  عن سر الاستعارة الاسبوعية ؟قال ان افلام السينما تتغير كل اثنين وبودي ان اختار فلما جيداً من تلك الافلام التي تعلن عنها الجريدة!
 اقول ليتك ايها العاشق للسينما تظل على ولعك بالفن السابع وانت في منفاك الاوربي لترى الاف القنوات الفضائية المفتوحة والمشفرة تعرض لك افلاماً متنوعة تطفىء فيها لهيب رغبتك السينمائية ونحن نعيش العصر الذهبي للارهاب المعولم!



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !