مواضيع اليوم

قــصــة و عـــبــر ة ....

أشرف هميسة

2011-12-05 10:18:36

0

لاشك أن الحياة هي دار إبتلاءات و زائلة لا محالة و تتطلب صبر غير عادي و الآخرة خير و أبقى وما عند الله خير للأبرار ... ذات يوم دخل الجراح سعيد الى المستشفى بعد ان تم استدعاءه على عجل لإجراء عملية فورية لأحد المرضى .. لبى النداء بأسرع ما يمكن و حضر الى المستشفى و بدل ثيابه و استعد لإجراء العملية و قبل أن يدخل الى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئة و ذهاباً و علامات الغضب بادية على وجهه و ما ان شاهد والد الإبن المريض الطبيب قادم حتى صرخ في وجهه قائلاً : علام كل هذا التأخير يا دكتور ؟ الآ تُدرك أن حياة إبني في خطر ؟ اليس لديك اي إحساس بالمسؤولية ؟ ابتسم الطبيب برفق و قال : أنا آسف يا عزيزي, فلم اكن في المستشفى و حضرت حالما تلقيت النداء و بأسرع ما يمكنني و ارجوا ان تهدأ و تدعني اقوم بعملي, و كن على ثقة ان ابنك سيكون في رعاية الله, ثم في أيدي امينة فلم تهدأ ثورة الأب و قال للطبيب : أهدأ ؟ ما أبردك يا دكتور, لو كانت حياة ابنك على المحك فهل كنت ستهدأ ؟ سامحك الله, و كيف ستفعل لو مات ولدُك ؟ ابتسم الطبيب و قال : أقول قوله تعالى ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) و هل نملك غيرها يا أخي .. الطبيب لا يطيل عمراً ولا يقصره و الاعمار بيد الله, و نحن بمشيئة الله سنبذل كل جهدنا لإنقاذه مع أن الوضع خطيرٌ جداً و إن حصل شيء فيجب ان تقول إنا لله و إنا إليه راجعون، إتق الله و إذهب الى مصلى المستشفى وصلِّ و ادع الله ان ينجي ولدك هز الاب كتفه ساخراً و قال : ما اسهل الموعظة عندما تمس شخصاً اخراً لا يمت لك بصلة .. دخل الطبيب الى غرفة العمليات و استغرقت العملية عدّة ساعات, خرج بعدها الطبيب على عجل و قال لوالد المريض .. أبشر يا عزيزي, فقد نجحت العملية تماما و الحمد لله, و سيكون إبنُك بخير, و الآن أُعذرني فيجب ان أذهب فوراً و ستشرح لك الممرضة حالة إبنك بالتفصيل حاول الاب ان يوجه للطبيب أسئلة أُخرى و لكنه انصرف على عجل .. انتظر الأب دقائق حتى خرج إبنه من غرفة العمليات و معه الممرضة فقال لها الاب : ما بال هذا الطبيب المغرور, لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي ؟ و فجأة اجهشت الممرضة بالبكاء و قالت له : لقد توفي ابن الدكتور سعيد يوم امس على آثر حادث, و قد كان يستعد لمراسم الدفن و عندما إتصلنا به حضر فوراً لأن ليس لدينا جراح غيره, وقد ذهب مسرعاً لدفن إبنه, و الدكتور قاوم مشكوراً حزنه على ولده لكي يساعد على إنقاذ إبنك .... سبحان الله موقف إنساني فريد نسأل الله العفو و العافية .. فنتحلى بالحلم و الصبر و مكارم الأخلاق و منزلة الصبر عظيمة كما نعلم جميعا قال سبحانه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[4]، وقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[5]، وقال عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[6]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن))، فالصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة أو له الجنة والكرامة في الآخرة إذا صبر على تقوى الله سبحانه وطاعته وصبر على ما ابتلي به من شظف العيش والفاقة والفقر والمرض ونحو ذلك كما قال الله سبحانه: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} إلى أن قال سبحانه: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[7]. والصبر والتقوى عاقبتهما حميدة في جميع الأحوال، قال تعالى في حق المؤمنين مع عدوهم: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}[8] .. فكم من صابر على مرض و كم من صابر على فقد عزيز و كم من صابر على فقر و كم من صابر على العزوبية و كم صابر على جار سوء و كم من صابر على العبادات ........ من صبر ظفر .. أخيرا أخي المسلم أختي المسلمة إرحـمـوا نـفـوسـاً تـتـألّم و لا تـتـكـلّـم ....

حفظني الله و إياكم من كل مكروه و سوء و رزقنا الإخلاص و الإنابة و الصبر و التوفيق و السعادة في الدنيا و الآخرة .... أشرف هميسة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !