علي جبار عطية
الأربعاء 19-09-2012
قال احد الحكماء : (السؤال ذلة ولو اين الطريق) وهذا ما يلمسه المرء حين تضطره الحاجة الى السؤال الذي يعده بعضهم نصف المعرفة.
ولي مع السؤال حكاية فقبل ايام احتجت الى قطرة ماء لا لأبلل شفتي مادام الطقس مازال حاراً جافا وانما لارطب نظارتي تمهيداً لمسحها فكما ان لبدنك عليك حقاً فان لعينيك عليك حقاً فمن يعطيني هذه القطرة !؟
انها محنة حقيقية ... تلفت يميناً وشمالاً لعلي اجد شخصا استدين منه تلك القطرة فلم يسعفني حيائي وبعد تحير عزمت على طلب هذه القطرة من احد باعة الارصفة الذين يعيشون على بيع المياه المعبأة .. تذكرت باعة الماء بسطلاتهم وطوسهم والفئات النقدية الصغيرة خمسة فلوس وعشرة فلوس وخمسة وعشرين فلسا والدرهم والمئة فلس التي لحقت بالعملات المنقرضة والتي يبشرنا البنك المركزي بعودتها الى التداول بعد حذف الاصفار !
تذكرت استاذي مدني صالح الذي كان يكتب الشعرفي السر ويدرس الفلسفة ويكتب النقد في العلانية حين قال : (ويموت الحب في طاسة شحاذ خجول/ مات جوعا في دروب الكاظمية).
قلت للبائع : من فضلك اريد قطرة ماء لنظارتي ؟
فاسرع واغترف غرفة بيديه من فلينته والقاها على نظارتي ... شكرته وانصرفت وفي هذه الاثناء لمحت شاباً مبتسما يبدو انه استمع الى طلبي فعلقت : هل سمعت باغرب طلب : قطرة ماء فضحك مقهقها مبديا دهشته !
هبطت علي هذه الكمية من الماء كما لو كنت في الصحراء وكانت كافية لغسل نظارتي بالكامل وحين مسحتها صرت ارى الاشياء بوضوح .
لكن للقصة بقية ..
في السيارة تعرضت الى طلب غريب آخر اذ فاجأني شاب يطلب مني نغمة موبايلي وعلي ان افتح البلوتوث !
قلت له : هاتفي ليس فيه بلوتوث واردفت " لقد اضطررت اليه لكون الهاتف السابق ينفد شحن بطاريته خلال يوم اما هذا فشحن البطارية لاينتهي قبل اسبوع ولكن لاعليك فهذه النغمة هي لبتهوفن وأظنها الثالثة وبامكانك ان تطلبها من محال الموبايل .
اومأ برأسه بالموافقة ثم استدار الى من حوله وقال : رحم الله والديه من يدلني على محل مناسب لبيع البساطيل!!
التعليقات (0)