مواضيع اليوم

قصة : "سبوبة كاسحات الثلوج " الجزء الثاني

أخبار ترقوميا

2011-10-05 02:54:53

0

 قصة : "سبوبة كاسحات الثلوج " الجزء الثاني 
وكان أكثر ما يغيظه ويكشف ألاعيبه وحيله هؤلاء الشباب الذين يسميهم الناس شباب الجماعات الإسلامية فهم يتحدثون غالبا في الدين , وهو كان يحب التحدث في كل الأمور ويظهر علمه في الكثير منها ولا يمكنه أبدا أن يتراجع عن رأيه حتى لو كان خطأ , فكان يناقشهم في الدين مستغلا قراءته السطحية لبعض الكتب والأقاويل ثم يعود إليهم ليفحمهم فكان يلقى منهم عدم الانبهار بكلماته أو التسليم له بل لم يكن يستطيع كثيرا الصمود أمام حججهم , فتولدت داخله عداوة لهؤلاء الصنف من البشر , فكان لا يستريح لوجودهم ويقلل دائما من شأنهم في غيابهم ويحاول الثناء عليهم في ووجودهم منعا لخطر مناقشتهم ومن ثم الشعور بالدونية أمامهم .
وكان من الطبيعي أن تلفت أفعاله وشخصيته انتباه بعض الفتيات اللاتي كن يعجبن بطريقة حواره حتى وإن بدا مظهره وشكله العام لا يحمل الكثير من أوصاف الفتى الأول الذي يبهر النساء بمظهره , ولكنه كان يحاول دائما تعويض كل ذلك بلسانه الذي يجعله دائما في مقدمة الصفوف .
وبالطبع جعل نصب عينيه الحصول على مركز طلابي ليكون محط أنظار الجميع فاجتهد لذلك كثيرا وبدأ يخطط له ويحاول الوصول لمن يستطيع أن يحقق له تلك الأمنية , وأصبح الحصول على منصب طلابي في اتحاد الطلبة هو شغله الشاغل الدائم .
وقدم اسمه للترشيح عن طلاب السنة الأولى , وبالطبع لا يستطيع أن يرشح نفسه لمنصب رئيس اتحاد الطلاب فقرر أن يكون طموحه مشروعا بأن يمثل الفرقة الأولى , وتحرك مثل الثعبان وهو يقنع الجميع أنه معهم وانه يرحب أن يكون على كل القوائم , فالمهم لديه أن يصل للمقعد بصرف النظر عن الجهة أو الفكرة أو المجموعة التي سيمثلها , فهو في قرارة نفسه يستطيع أن يكون إسلاميا وشيوعيا وقوميا واشتراكيا وكل شيئ في نفس الوقت , ويستطيع أن يدافع بنفس الحماس عن كل الأفكار بحيث يقنع مستمعه أنه من أشد المخلصين لتلك الفكرة التي ستحقق له ما يريد .
وجاء يوم الانتخاب وكان يوما مرهقا شديدا عليه إذ بدل فيه لونه وجلده أكثر من ألف مرة , فكلما التفت إلى مجموعة وتحدث معها ليطرح نفسه تلون بلونهم وتبنى أفكارهم وطالب بمطالبهم دون أن يتأثر بذلك لأنه اعتاد على كل تلك المواقف .
وجاءت النتيجة المرة عليه إذ فشل فشلا ذريعا ولم ينل من الأصوات ما تمكنه من الوصول لمنصب طلابي , وللمفارقة فقد فاز في تلك الانتخابات على مستوى الفرق الأربعة بل على مستوى الجامعة كلها الجماعات التي تسمى بالجماعات الإسلامية , فازداد لهم بغضا وكرها وتمنى لو تحالف مع الشيطان ضد هؤلاء (الأوباش) الذين لا يستحقون هذا التأييد من الطلاب !!
ولم يكن من الغباء بحيث يعلن هذا البغض والحقد عليهم أمام الجميع , بل كل ما عليه أن وضعهم في المركز الثاني في بغضه بعد الأغنياء وجعلهم مرشحين لكي يكونوا في المرتبة الأولى من بغضه , فقد أصبحوا أولى بهذه الدرجة من الأغنياء , فقد بدأ في اختراق الأغنياء والالتصاق بهم فتقبله بعضهم ويحاول مع البعض الآخر كل بخطة يرسمها وينفذها جيدا , ولكن المشكلة الأكبر في هؤلاء الإسلاميين الذين لا يستطيع أن يخترقهم أو يدخل في صفوفهم على الرغم من بذله الكثير من الجهود , ولكنه كانوا يعرفونه جيدا ويعرفون طريقته .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !