الإسلام دين الأخلاق الحميدة ، والسّير الذاتية الناصعة ، أو هكذا جاءت رسالته ، وهكذا - من المفروض - أن تكون .. لكن واقع المسلمين الذين (يغتسلون في أنهار ٍبأبواب بيوتهم ) بمعدل خمس مرات في اليوم (على الأقل) ، والذين يتوجهون تلقاء القبلة ، ويقيمون فروض الصلاة ، لم ينزعوا عنهم أدران النجاسة التي وإن فارقت أجسادهم (مابين الصلوات) فهي لم تفارق أرواحهم ، وكأني بهم يأخذون بظاهر الأشياء حفاظا على ذات الظاهر ، ويتعمدون إهمال الجوهر أخذا بشطر( إن الله غفور رحيم) وترك ( وهو شديد العقاب) ! .. وهو ما خلق فجوة بين الظاهر والباطن ، وأورث النفاق في مجتمعاتنا الإسلامية ، وكذا في كل تعاملاتنا ..
فالمسلم الذي لايفارق صلاة الجماعة ويزني بين كل صلاة وأخرى ، هو كالعبد العنيد المكابر، المصر على تحدي ما يتلوه إمام المسجد في كل صلاة يحضرها من آيات ، ويستغل آيات العفو لمجاراة نزواته وشهواته المحرمة ، وهو يخلط بذلك بين الماء والروث ، ماء الطهارة وروث الخطيئة .. وهذا النموذج من المسلمين أصبح متزايدا بفعل عوامل كثيرة لكن يبقى أهمها (القيام الأجوف) بالفروض ، أي دون خشوع وتدبر في تلك العبادات ، يعني الصلاة من أجل التخلص من الصلاة ، وليس الصلاة من أجل التقرب من المولى والإنتهاء عن كل فحشاء ومنكر .
ــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 02 - 2010
التعليقات (0)