قد يكون نهار اليوم عاديا لايختلف تأثيره لدى الكثيرين عن التأثير الذي تحدثه النقلة الروتينية من بداية الأسبوع إلى نهايته .. أما أنا فقد بدأت رحلتي (مع ضجيج الحياة) في مثل هذا اليوم ، فكان أن تحولت أيامي كلها إلى صراخ ، أصمني وأفقدني الكثير من تركيزي ومن توازني .. لكن لو سألني أحدهم عن إنجازاتي وعن مدى رضاي عما حققته ؟ .. فسأجيب ببساطة بأنه مهما كان ماحققته ، فأنا لم أحققه سوى ومفتاح (الشحن الذاتي) في جيبي وهو من أغلى ممتلكاتي ..
يكفيني أن أتذكر تاريخ ميلادي لأعفوا عن زوجتي وأقاربي لو نسوه ، لأن إنشغالنا بالدنيا وضرورياتها ، وصخبها ، وفوضاويتها ، كلها كفيلة بأن تنسينا حتى أسماءنا فكيف بتواريخ أحباءنا أو حتى تواريخنا ! .. لذلك أحمد الله كثيرا إذا ما منحني نعمة الذكر ، وأسعد كثيرا بالهدية الغالية التي أقدمها لنفسي في مثل هذا اليوم !..
ففي مثل هذا اليوم أشحن نفسي ذاتيا بتشجيع نفسي على الصمود في وجه الضغوط الدنيوية ، والتركيبة التنافسية للبشر التي تجعل الكثيرين منهم يغشون ، ويستعملون طرقا ملتوية ولا أخلاقية ، ما يجعل الإستغناء عن أكثر الهدايا الآتية من أطراف خارجية أمرا محتما ، والسبب بسيط كون أغلبها ملغم أو يحمل جرثومات فتاكة ، وجمرات خبيثة ..
يكفيني تشجيع واحد صادق -أستطيع إستجماع طاقاتي وقواي العاطفية والذهنية - لأقدمه لنفسي وكلي ثقة بأنه سيدفعني خطوات إلى الأمام ، لأن تأثيره سيدوم أطول من تشجيعات تبدوا في الظاهر أنها كذلك لكنها في حقيقتها تحمل الكثير من دعوات التثبيط ..
عيد ميلاد سعيد يا أنا .. وكل عام وأنا بخير بفضل ربي ..
ـــــــ
تاج الديــن : 04 - 2010
التعليقات (0)